عبرت شرطة العاصمة البريطانية عن مخاوفها من ازدياد الاحتجاجات بشأن السفارة الصينية الجديدة المزمع بنائها قرب جسر البرج، بالإضافة إلى التأثير الأمني لهذا المشروع، ووفق رسالتين أرسلهما نائب مساعد مفوض شرطة العاصمة جون سافيل John Saville إلى زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان Iain Duncan ووزارة الداخلية حذر فيها من احتجاجات ضخمة قد تصل إلى 500 شخص مما يؤدي إلى تعطل حركة المرور وتواجد عناصر شرطة إضافية.
وجاء هذا التخوف بعد توقعات بانطلاق احتجاجات في مايو المقبل، عقب اندلاع احتجاجات سابقة في شهري شباط ومارس ضمت أعداد ضخمة بين 3000 و5000 شخص بسبب موقع السفارة الجديد بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. وبحسب سافيل، فإن المكان لا يتسع لهذه الأعداد الضخمة.
مشروع السفارة الصينية في بريطانيا
قررت السفارة الصينية إقامة سفارتها الجديدة في الموقع التاريخي رويال مينت كورت Royal Mint Court، وبالرغم من أن المشروع قوبل بالرفض من مجلس بلدية تاور هاملتس Tower Hamlets في عام 2022، إلا أن الصين أعادت تقديم المقترح بعد تغير السلطة وتولي حزب العمال الحكم، وتم سحب القرار وتقديمه للمجلس المحلي لدراسته على أن يتم إقراره أو رفضه من قبل وزيرة الإسكان والمجتمعات والحكومات المحلية.
وكان المهندس المعماري المسؤول عن إنشاء السفارة قد أدلى ببعض المعلومات الإضافية حولها، وأكد أنها تحتوي على نفق يربط بين مبنيين من مباني دار صك العملة الملكية السابقة، وغرف في الطابق السفلي تحت الأرض، وأماكن إقامة لمئات الموظفين، بينما قال معلق سياسي لإذاعة آسيا الحرة الكانتونية إن منشآت السفارة والقنصلية الموجودة تحت الأرض قد يكون من الصعب على أجهزة الأمن في الدول المضيفة مراقبتها، مشيراً إلى أن هناك مشكلة مشابهة للسفارة الصينية وهي رفض أيرلندا لطلب تخطيط السفارة الروسية في عام ٢٠٢٠ لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
كانت الصين قد اشترت دار صك العملة الملكية السابقة بالقرب من برج لندن في عام ٢٠١٨ مع خطط لبناء أكبر منشأة دبلوماسية لبكين على مستوى العالم، وأظهرت الخطط أنه من المتوقع أن يكون حجمها ١٠ أضعاف حجم السفارة العادية.
في حين قال أوليفر أولمر Oliver Ulmer من شركة ديفيد تشيبرفيلد للهندسة المعمارية David Chipperfield Architects أن نفقاً جديداً سيربط الطابق السفلي الرئيسي بطابق مبنى سجل سيمنز “لتوفير الوصول”.
وبعد أن اعترضت الشرطة البريطانية على إقامة السفارة في هذا الموقع لأسباب أمنية قبل ثلاث سنوات، عادت لتسحب اعتراضها بعد أن قدمت الصين وثيقة فنية تتضمن إمكانية المكان لاستيعاب أكثر من 2000 متظاهر.
ومع تراجع الشرطة عن اعتراضها، هناك احتمالية كبيرة للموافقة على مشروع إقامة السفارة الصينية الجديدة في الموقع، بالرغم من اعتراض مجلس تاور هاملتس Tower Hamlets، ومن جانب آخر أكد كل من وزير الخارجية ديفيد لامي David Lammy ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر Yvette Cooper على موافقتهما على إقامة السفارة الصينية وذلك ضمن خطط الحكومة في تعزيز العلاقات بين بكين ولندن.
وضمن رسالته الأخيرة أكد سافيل أن الفكرة من الاعتراض على الموقع بسبب الاحترازات الأمنية التي يتوجب وجودها في محيط السفارة لتأمين حمايتها، وأي اندلاع لاحتجاجات سوف يؤدي إلى تعطل حركة المرور، فيما قال إيان دنكان سميث Iain Duncan Smith أن هذه المخاوف قد تدفع بالحكومة لرفض المشروع الصيني.
بينما قال بلير ماكدوغال Blair McDougall النائب العمالي وعضو لجنة الشؤون الخارجية: “تقييم شرطة العاصمة واضح المساحة المحددة للاحتجاج غير كافية، مما يهدد سلامة المتظاهرين ويستلزم موارد شرطية ضخمة ويعطل الطرق. وطالما أن الحق في التظاهر غير قابل للتفاوض، فيجب أن يكون مقر السفارة في موقع يضمن هذا الحق بأمان.”
يبقى القرار النهائي بيد الحكومة البريطانية على أن يتم النظر في كافة الظروف المحيطة بالموضوع.
اقرأ أيضاً: احتجاج في لندن ضد القرار السياسي الصيني الأخير!