وسط التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجه الأسر في المملكة المتحدة نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، كشفت بيانات حديثة عن وجود مبالغ مالية ضخمة محفوظة لدى مزودي خدمات الطاقة، تخص ملايين الأشخاص دون علمهم.
وهذا الاكتشاف يمنح الكثيرين فرصة لاستعادة جزء من أموالهم، مما قد يساهم في تخفيف بعض الأعباء المالية، مثل الفواتير والإيجار والمستلزمات الأساسية الأخرى.
ووفقاً لأبحاث أجرتها منصة “يوسويتش” (Uswitch) المتخصصة في مقارنة خدمات الطاقة والاتصالات، تبين أن نحو 15 مليون منزل في بريطانيا لديهم أرصدة دائنة لدى شركات الطاقة، بإجمالي يقدر بنحو 3 مليارات جنيه إسترليني، أي ما يعادل متوسط 200 جنيه إسترليني لكل أسرة.
ورغم الحاجة الملحة إلى المال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن ثلاثة من كل عشرة أسر فقط يخططون للمطالبة بهذه الأرصدة.
واللافت أن بعض العائلات تمتلك أرصدة أكبر بكثير، حيث تتجاوز 10% من الأسر حاجز 300 جنيه إسترليني، بينما يمتلك 4% أكثر من 500 جنيه إسترليني، وهي مبالغ يمكن أن تحدث فرقاً ملموساً في ميزانية الأسرة.
اقرأ أيضاً: ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا؟ دليلك للتعامل مع الديون وتحديد أولويات الفواتير
أسباب تراكم الأرصدة والمبلغ المناسب للاحتفاظ به
تتراكم الأرصدة الإيجابية لدى شركات الطاقة عندما يدفع المستهلكون أقساطاً شهرية ثابتة تتجاوز استهلاكهم الفعلي للكهرباء والغاز، لا سيما خلال أشهر الصيف التي يقل فيها استخدام التدفئة.
ومع انخفاض أسعار الطاقة تدريجياً مقارنة بفترات الذروة خلال الأزمة العالمية، قد تستمر بعض الأسر في دفع أقساط غير معدلة، مما يؤدي إلى تراكم الأموال كـ”رصيد دائن” لدى الشركات بدلاً من توفرها في حساباتهم المصرفية.
وتنصح خبيرة الطاقة إيليز ميلفيل (Elise Melville) الأسر بمراجعة أرصدتها، مشيرة إلى أن “أكثر من نصف الأسر البريطانية خرجت من فصل الشتاء ولديها أرصدة إيجابية في حسابات الطاقة الخاصة بها، فإذا كان لديك رصيد كبير، فمن المفيد أن تطلب استرداده أو تتحقق من صحة الخصم المباشر الخاص بك”.
وتشير التوصيات العامة في القطاع إلى أن الاحتفاظ برصيد يغطي مدفوعات شهرين فقط يعد كافياً لتغطية الزيادة المتوقعة في الاستهلاك خلال الشتاء، أما أي مبلغ يتجاوز هذا الحد فيعتبر فائضاً ويمكن المطالبة باسترداده.
تفاوت الأرصدة بين المدن ودعوة لاستعادة أموالك
كشفت الأبحاث عن تفاوت كبير في متوسط الأرصدة الإيجابية بين المدن البريطانية، حيث تصدرت إدنبرة (Edinburgh) القائمة بمتوسط رصيد يبلغ 224 جنيهاً إسترلينياً لكل أسرة، بينما جاءت بلفاست (Belfast) في المرتبة الأخيرة بمتوسط 127 جنيهاً إسترلينياً.
ويعود هذا التباين إلى عدة عوامل، منها معدلات الاستهلاك المحلية، تعرفة الطاقة، وسياسات الشركات المختلفة.
وفي المقابل، هناك نحو 4 ملايين منزل في بريطانيا لديهم ديون مستحقة لشركات الطاقة، بإجمالي 717 مليون جنيه إسترليني، مما يبرز الفوارق المالية بين الأسر.
ولمن لديهم أرصدة إيجابية، فإن استردادها لا يتطلب سوى خطوة بسيطة: التواصل مع مزود الطاقة الخاص بك، سواء عبر الهاتف أو من خلال الحساب الإلكتروني، للاستفسار عن الرصيد وطلب استرجاع المبلغ الفائض.
كما يمكن تعديل قيمة الخصم المباشر الشهري لضمان توافقه مع الاستهلاك الفعلي، وتجنب تراكم أرصدة غير مستغلة مستقبلاً.
ويؤكد الخبراء أن استعادة هذه الأموال قد توفر دعماً مالياً ملموساً خلال هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، لذا لا تتردد في اتخاذ هذه الخطوة واستعادة أموالك المستحقة.
اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل وأسوأ مزودي خدمة الهاتف المحمول في المملكة المتحدة