خطوة غير مسبوقة تقوم بها الحكومة البريطانية بتقديم قائمة للمرشحين لاستلام جهاز الاستخبارات الخارجية MI6 والمفاجأة أن جميعهن من النساء، مما يعني أن الرئيس القادم لهذا الجهاز ستكون امرأة بكل تأكيد.
وبعد العديد من الترشيحات، قلصت الحكومة البريطانية قائمة المرشحات لتشمل ثلاث نساء يتنافسن على منصب رئيس الاستخبارات الخارجية، وتشير المعلومات أن جميعهن لديهن سير ذاتية مشرفة بعالم السياسة، إلا أنه لم يتم التعرف سوى على واحدة منهن.
وقالت التقارير أن اثنتين منهن يعملن حالياً في مناصب استخباراتية رفيعة، لكن لا يمكن الكشف عن أسمائهن، ولم تدلي المعلومات سوى بشغل إحداهن منصب مديرة قسم الهندسة بجهاز الاستخبارات، وتعد من أبرز المرشحات، بحسب صحيفة التلغراف، كما ورد اسم باربارا وودوارد Barbara Woodward المرشحة الثالثة للمنصب، وتشغل حالياً منصب المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة في الأمم المتحدة، بالرغم من عدم عملها في جهاز الاستخبارات الخارجية MI6 من قبل، وقد شغلت وودوارد منصب سفيرة بريطانيا لدى الصين بين عامي 2015/ 2020.
تم انتقاد أداء وودوارد بسبب سياستها غير الحازمة وتحفظها في التعبير عن المواقف الحادة اتجاه الصين، وقد ردت السفيرة بأن “ما يحدث في شيجيانغ واحد من أسوء أزمات حقوق الإنسان في عصرنا الحالي”.
في المقابل، كان قد نشر السير ريتشارد مور Richard Moore الذي يشغل منصب رئيس الاستخبارات البريطاني الحالي على منصة X العام الماضي: سأساهم في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة عبر ضمان أن أكون آخر من يتم اختياره من قائمة ذكورية بالكامل”، وقد وفى السير مور بكلامه وفعلاً هو آخر من استلم هذا المتصب بقائمة مرشحين من الذكور فقط.
كان السير ريتشارد مور Richard Moore، الرئيس الحالي لجهاز الاستخبارات البريطاني MI6، جاسوساً سابقاً لبريطانيا، ثم أصبح سفيراً لبريطانيا في تركيا، وفي عام 2020، عاد إلى جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 لتولي المنصب الأعلى.
سيعود القرار النهائي في التعيين لرئيس مجلس الوزراء السير كير ستارمر Keir Starmer، وسيتم ذلك بناءً على توصيات اللجنة الحكومية العليا المؤلفة من وزير الخارجية ديفيد لامي David Lammy ومستشار الأمن القومي جوناثان باول Jonathan Powell.
والجدير بالذكر أنه تم تعيين امرأتين في منصب المدير العام سابقاً بجهاز الاستخبارات الداخلي MI5، وهما السيدة ستيلا ريمينغتون Stella Remington والسيدة إليزا ماننغهام بولر Eliza Manningham Buller، بينما لم يتم تعيين أية امرأة في جهاز الاستخبارات الخارجي MI6 منذ تأسيسه عام 1909.
المساواة بين المرأة والرجل في المناصب القيادية في بريطانيا
تعمد بريطانيا إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في المناصب القيادية والعليا، وبالرغم من السعي لتحقيق هذه المعادلة إلا أن ذلك لم يتحقق بشكل كامل، فتشير مراجعة FTSE 350 شركات Leaders لعام 2025 إلى أن النساء يشغلن 43% من المناصب في مجالس الإدارة و 35٪ من المناصب القيادية في شركات 350 FTSE ، دون الحاجة إلى فرض حصص قانونية، في حين لا تزال نسبة النساء في المناصب التنفيذية العليا منخفضة، حيث تم تسجيل 81 مديرة تنفيذية فقط في شركات 350 FTSE خلال العامين الماضيين.
من ناحية أُخرى، ووفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية انخفضت الفجوة في الأجور بين الجنسين بالنسبة للموظفين بدوام كامل إلى %7.0% في أبريل 2024، مقارنة بـ7.5% في أبريل 2023.
والجدير بالذكر أن هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات البريطانية تدعم المساواة بين الرجل والمرأة، ومنها برنامج “القيادة من أجل المساواة بين الجنسين” والتي تعد مبادرة من المجلس الثقافي البريطاني تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين من خلال توفير فرص الحوار وبناء القدرات لقادة المجتمع المدني والتعليم العالي، ونادي 30 الذي تأسس في المملكة المتحدة عام 2010 ويهدف إلى زيادة تمثيل النساء في مجالس إدارة الشركات، وقد نجح في تحقيق هدفه الأولي بوجود %30 من النساء في مجالس إدارة 100 FTSE بحلول
عام 2018.
لا تزال الجهود مستمرة لرفع تمثيل المرأة في المراكز القيادية في بريطانيا، والمبادرات السابقة لن تتوقف حتى تحقيق المساواة الكاملة في جميع المؤسسات العامة والخاصة.
اقرأ أيضاً: هارييت هارمن أول مبعوثة خاصة بالنساء والفتيات في بريطانيا
