كشفت صحيفة تليغراف – Telegraph البريطانية أن لندن أنهت بنجاح اختبار محرك جديد للصواريخ الفائقة السرعة ما قد يسمح بإطلاق أسلحة بسرعة تصل إلى آلاف الأميال في الساعة.
وبحسب الصحيفة فإن المحرك الجديد أثبت قدرته على تشغيل صاروخ كروز فائق السرعة، وهو قادر على تغطية مدى أكبر من الصواريخ التقليدية.
وتوقعت “تليغراف” أن يشكّل المحرك الجديد نقلة نوعية في قدرات الأسلحة الأسرع من الصوت في المملكة المتحدة، خاصّة وأنه يستخدم الهواء للاحتراق بدلاً من استخدام جهاز أكسجين منفصل.
وتزيد سرعة الأسلحة التي اختبرتها المملكة المتحدة عن سرعة الصوت بما يقرب من خمسة أضعاف، وتعرف باسم أسلحة “ماخ 5″، بما يعادل أكثر من 3800 ميل في الساعة، كما أن الأسلحة الجديدة تتمتع بقدرة على المناورة أثناء الطيران، مما يجعل تعقبها أو إسقاطها أمراً في غاية الصعوبة.
خطوة لمواجهة روسيا
بحسب صحيفة “نيوزويك – Newsweek” الأميركية، فإن الخطوة البريطانية الأخيرة، تأتي ردّاً على روسيا التي استثمرت بشكلٍ كبير في تطوير الصواريخ فرط الصوتية، مثل كينجال- Kinzhal وتسيركون – Zircon، والتي تعدّ من الأسلحة الخارقة التي استخدمها الجيش الروسي لضرب أهداف داخل أوكرانيا خلال الأشهر الماضية.
وفي هذا السياق قال جون هيلي – John Healy، وزير الدفاع البريطاني تعليقاً على الاختبار: “نعيش في عالم أكثر خطورة، ولم يكن الابتكار والتفوق على خصومنا، وتزويد قواتنا بتقنيات المستقبل، أكثر أهمية من أيّ وقت مضى”.
وأضاف هيلي: “هذه اللحظة الفارقة في أبحاث فرط الصوتية، بدعم من علماء بريطانيين وشركات بريطانية صغيرة، تُبرز مجالاً حيوياً آخر نعمل فيه جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة لدعم قواتنا المسلحة وتعزيز ردعنا”.
إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع البريطانية أن الأبحاث التي أُجريت في الأشهر الأخيرة تهدف إلى دعم تسليم نموذج تجريبي لتكنولوجيا الأسلحة الأسرع من الصوت بحلول عام 2030، ضمن برنامج “فرط الصوتيات” التابع للوزارة، التي أكدت أن المحرك الجديد سيوّفر قدرة تحويلية تُحقق ميزة تشغيلية للقوات المسلحة البريطانية في المستقبل.
تعاون بريطاني – أميركي
وبحسب مجلة الدفاع البريطانية – ukdj، فإن النجاح البريطاني الأخير يأتي في إطار شراكة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث أجرى فريق مشترك بقيادة مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع البريطاني (Dstl) ومختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية، 233 اختباراً تجريبياً ثابتاً ناجحاً في مركز أبحاث “لانغلي – Langley” التابع لوكالة ناسا – NASA في ولاية فرجينيا الأمريكية.
وكان الاختبار الأخير جزءاً من برنامج الأسلحة الأسرع من الصوت في المملكة المتحدة، والذي استمر 6 أسابيع، وتضمن تحليلاً لحظياً للبيانات لتحسين جوانب التصميم وتعزيز الأداء، بدعم من عدد من شركات الصناعة العسكرية.
وفي العام الماضي كشفت “تليغراف” أن حكومة حزب المحافظين السابقة في بريطانيا، كانت تخطط لتجهيز القوات المسلحة بصاروخ كروز محلي الصنع أسرع من الصوت، بحلول نهاية العقد.
وكان المطلوب هو الحصول على صاروخ يمكنه الوصول إلى سرعات تتجاوز 5 ماخ لمواكبة الصين وروسيا والولايات المتحدة ولتعزيز القدرة على الهجوم.
وفي نهاية العام الماضي، أعلنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا عن اتفاق ثلاثي لتسريع تسليم صواريخ فرط صوتية، وبموجب الركيزة الثانية لاتفاقية “أوكوس – AUKUS” المتعلقة بالغواصات النووية، تم الاتفاق على أن تقوم الدول الثلاث بتطوير وبناء واختبار مقذوفات تنطلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات.
وبموجب الاتفاق، تعمل الدول الثلاث على تجميع خبراتها ومواردها لضمان تسليم الأسلحة والقاذفات والأنظمة الدفاعية قبل الموعد المحدد المتفق عليه.
ويأتي نجاح الاختبار الصاروخي البريطاني الأخير، في وقت تزداد فيه حدة التوترات بين بريطانيا وروسيا على خلفية فشل الاتفاق على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، حيث ترفض لندن التوجه الأميركي للتفاوض المنفرد مع موسكو، وهو ما تعتبره الدول الأوروبية نقطة لقوة لصالح الرئيس الروسي، الذي ينجح بتحقيق أهدافه داخل أوكرانيا ولا يكترث بالمخاوف الأوروبية.
اقرأ أيضاً: ترايدنت.. ماذا تعرفون عن سلاح الردع النووي البريطاني «الفتّاك»؟