بريطانيا تقود معركة ضد السجائر الإلكترونية.. لماذا الآن؟
تابعونا على:

أخبار لندن

بريطانيا تقود معركة ضد السجائر الإلكترونية.. لماذا الآن؟

نشر

في

478 مشاهدة

بريطانيا تقود معركة ضد السجائر الإلكترونية.. لماذا الآن؟

دخل قانون حظر بيع السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد (single-use e-cigarettes) حيز التنفيذ في جميع أنحاء المملكة المتحدة يوم الأحد الماضي، في خطوة تهدف إلى الحد من انتشار استخدامها بين الأطفال وتقليل الضرر البيئي الناتج عنها.

والآن، أصبح من غير القانوني لأي تاجر سواء عبر الإنترنت أو في المتاجر بيع هذه المنتجات، سواء كانت تحتوي على النيكوتين أم لا، بينما لا يزال يسمح بتداول الأجهزة القابلة لإعادة الشحن والاستخدام.

وتأتي هذه الخطوة بعد ارتفاع كبير في استخدام هذه الأجهزة داخل المدارس، وتصاعد مشكلة النفايات التي تخلفها، إذ تشير التقديرات إلى أن ما يقارب 5 ملايين سيجارة إلكترونية من هذا النوع تلقى أسبوعيًا في الشوارع أو ترمى في سلال المهملات، بدلًا من إعادة تدويرها.

مخاطر السجائر الإلكترونية

بحسب تقارير بيئية، فإن هذه الأجهزة، التي تعرف أيضًا باسم “السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام (disposable e-cigarettes)، تشكل خطرًا كبيرًا بسبب وجود بطاريات الليثيوم المدمجة فيها، والتي قد تتسبب في حرائق خطيرة عند إعادة التدوير أو تخزينها بشكل خاطئ، فضلًا عن تسرب المواد الكيميائية الضارة منها إلى البيئة إذا لم تتبع إجراءات التخلص الآمن.

وتعمل الحكومة البريطانية ضمن إطار أوسع لتنظيم سوق السجائر الإلكترونية الذي شهد نموًا ملحوظًا خلال العقد الأخير.

وفي هذا السياق، انضمت المملكة المتحدة إلى دول أخرى مثل أستراليا (Australia)، التي حظرت بيع السجائر الإلكترونية خارج الصيدليات، وبلجيكا (Belgium)، التي أصبحت أول دولة في أوروبا تحظر هذا النوع من المنتجات، إلى جانب ولاية كاليفورنيا (California) في الولايات المتحدة، التي عمدت إلى تشديد الرقابة على هذا القطاع.

وأكدت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية (Defra) أن انتشار استخدام هذه الأجهزة بين الشباب لا يزال مرتفعًا، وأن الحظر يمثل خطوة ضرورية لوقف زيادة انتشارها في أماكن المدارس، كما أنه يسعى إلى إنهاء الكميات الكبيرة من النفايات التي تؤثر على البيئة العامة.

وأشار المتحدثون باسم الوزارة إلى أن السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام غالبًا ما تكون معبأة بألوان زاهية وجذابة، وتسوق بطرق تجعلها جذابة للأعمار الصغيرة، رغم أنها ليست مخصصة للاستخدام من قبل القصر.

اقرأ أيضاً: دعوات متصاعدة لمكافحة السجائر الإلكترونية والتدخين في بريطانيا

غرامات مالية!

منحت السلطات الشركات مهلة مدتها ستة أشهر لتصفية مخزونها الحالي من هذه المنتجات، فيما يواجه المخالفون غرامات مالية تبدأ بـ200 جنيه استرليني، وقد تصل إلى غرامات غير محدودة أو حتى السجن في حال تكرار المخالفة.

ورغم التزام العديد من الشركات بالإجراءات الجديدة، حذرت رابطة صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة (UKVIA) من أن هناك “عواقب غير مقصودة” قد تنجم عن هذا الحظر، خاصة على المدخنين السابقين الذين يعتمدون على هذه الأجهزة كوسيلة للإقلاع عن التبغ التقليدي.

وفي تصريح له، قال جون داو (John Daw)، المدير العام لرابطة (UKVIA): نحن قلقون من أن يؤدي هذا الحظر إلى دفع ملايين المدخنين السابقين، الذين تخلوا عن السجائر التقليدية التي تقتل نحو 220 شخصًا يوميًا في المملكة المتحدة، إلى العودة إليها أو اللجوء إلى منتجات غير خاضعة للرقابة.

وأضاف أن الحل الأمثل هو تعزيز الإشراف والتعليم وليس فرض قيود تحد من الخيارات الخالية من الدخان.

تشريعات جديدة

تعمل الحكومة على إعداد تشريعات جديدة تستهدف تنظيم النكهات والتعبئة والتسويق الخاص بالسجائر الإلكترونية، بهدف تقليل جاذبيتها لدى الفئات العمرية الصغيرة، وهو ما يعد جزءًا من استراتيجية شاملة لتحسين الصحة العامة والحد من الإدمان المبكر على النيكوتين.

وفي السياق ذاته، حذفت جمعيات السلامة من المخاطر المرتبطة بمخزون المستخدمين من هذه الأجهزة، مشيرة إلى أن تخزين كميات كبيرة منها يمكن أن يؤدي إلى حرائق منزلية خطيرة نتيجة احتمال ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم إلى مستويات خطرة تصل إلى 600 درجة مئوية، وهو ما يعرف بـ(thermal runaway)، وفقًا لجمعية السلامة الكهربائية (Electrical Safety).

وأكدت رابطة السلطات المحلية (LGA) أن تخزين هذه الأجهزة في المنازل أو في مخازن غير آمنة قد يشكل خطرًا حقيقيًا على الحياة والممتلكات.

وبالنظر إلى كل ذلك، يبقى هذا القرار بمثابة اختبار حقيقي لإمكانية الجمع بين حماية الصحة العامة وحماية البيئة، في ظل اتساع دائرة استخدام السجائر الإلكترونية وتنوع أشكالها.

ومع استمرار النقاشات بين الجهات الحكومية ومنظمات الصحة والصناعة، تظل العين على مدى فعالية هذه السياسات في تحقيق توازن بين الحد من الإدمان ودعم الجهود المتعلقة بالإقلاع عن التدخين.

ختاماً، هل ستتمكن بريطانيا من تحقيق التوازن المطلوب بين حماية الشباب من الإدمان على النيكوتين وحماية البيئة من التلوث، عبر فرض حظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، أم أن هذا الحظر قد يحمل تداعيات غير مقصودة تفقد المدخنين السابقين وسيلتهم في الإقلاع عن التبغ؟

اقرأ أيضاً: بريطانيا تسمح بوصف السجائر الإلكترونية كآلية طبية للمدخنين

X