في ليلة سان ماميس الساحرة، خطف روبرت ليفاندوسكي الأضواء ببراعة حين قاد برشلونة لانتصار ساحق على أتلتيك بيلباو بثلاثية نظيفة. لم تكن مجرد نهاية عادية للموسم، بل كانت ليلة تاريخية سجل فيها المهاجم البولندي اسمه بحروف من نور في سجلات النادي الكتالوني.
انطلق الأسطورة البولندية كالعاصفة، حيث حطم صيامه التهديفي الذي استمر ست مباريات بتسجيله هدفين متتاليين خلال ثلاث دقائق فقط. تلك الثنائية السريعة لم تكن مجرد أهداف عابرة، بل حملت في طياتها إنجازات تاريخية توجت مسيرة حافلة.
بعد هذا الأداء المشرق، ارتفع رصيد ليفاندوسكي إلى 101 هدف بقميص البارسا، ليدخل النادي التاريخي من بابه العريض. لم يكن الوصول لهذا الرقم بالأمر الهين، فقد حققه في 147 مباراة فقط، ليكون بذلك خامس أسرع لاعب في تاريخ النادي يحقق هذا الإنجاز.
كما كتب النجم البولندي اسمه في سجلات الدوري الإسباني بأحرف ذهبية، حيث أصبح أول لاعب يتجاوز حاجز الـ27 هدفاً في موسم واحد وهو في سن الـ36، متجاوزاً بذلك أسطورة ريال مدريد فيرينتس بوشكاش الذي سجل 26 هدفاً في نفس العمر قبل ستة عقود.
هذه الأرقام التاريخية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج مسيرة حافلة بالعطاء والإصرار، تؤكد أن ليفاندوفسكي ما زال قادراً على صناعة الفارق وإبهار الجماهير، رغم تقدمه في السن. ليلة سان ماميس لم تكن مجرد مباراة عادية، بل كانت تتويجاً لمسيرة أسطورة حية، ووعداً بالمزيد في المواسم القادمة.