لكل من شاهد رياضة الكرة الصفراء “التنس” حتى لو مرة واحدة، أو عدة مرات، أو من يشاهدها على الدوام وهو من محبيها وشغوف بها، لاحظ بشكل أو بآخر، الصراخ المتكرر من اللاعبين المحترفين عند استلامهم للكرة وإعادة إرسالها أيضاً. قد يظن البعض أنها حركة دورية من اللاعبين المحترفين للاستعراض أو إظهار التفوق على اللاعب الآخر كالصيحات الدورية التي يطلقها لاعبو رياضة كمال الأجسام أو الفنون القتالية أو في الرياضات الأخرى أيضاً. لكن كشفت تقارير علمية مختصة بهذه الرياضة أن اللاعب يطلق هذه الصيحات لأسباب علمية بحتة ليس لها علاقة بالاستعراض أول العمل النفسي ضد خصمه الذي يقف في الجهة المقابلة من الملعب.
أسباب الصراخ في ملعب التنس
من روجير فيدرر إلى رافائيل نادال وصولاً إلى نوفاك دجوكوفيتش، كل هذه الأسماء الضخمة التي صنعت التاريخ الحديث لهذه الرياضة يعتمدون نفس الآلية الفنية المميزة، يقال أن لاعب التنس الأمريكي السابق جيمي كونورز Jimmy Connors هو أول من اعتمد هذه التقنية الفنية لتخفيف الضغط عنه نفسه أثناء المباريات وخاصةً عندما كانت تصل المباريات التي يخوضها إلى صعوبة شدية وحساسية عالية في سبعينيات القرن الماضي.
الصراخ يعزز الأداء.. حقيقة أم وهم؟
أثبتت الأبحاث أن إصدار الأصوات خلال اللعب ليس مجرد عادة، بل له تأثير ملموس على الأداء. فاللاعبون الذين يصرخون أثناء تنفيذ الضربات الأرضية تزداد سرعة ضرباتهم بنسبة 3.8% مقارنة بمن يلعبون بصمت. أما في حالات الإرسال، فإن الفارق يرتفع إلى 4.9%، ما يجعل الصراخ وسيلة لتعزيز القوة والسرعة.
ويرى خبراء مثل نيك بوليتييري، مدرب الأساطير مثل أغاسي وشارابوفا، أن الصراخ يساعد في “تفريغ التوتر الجسدي والنفسي”، مما يحسن تركيز اللاعبين وثقتهم بأنفسهم.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب نهاية عقده: كيميتش على رادار نادي أوروبي كبير!
لكن.. ماذا عن الخصوم والمشجعين؟
رغم فوائده، إلا أن الصراخ يظل مصدر إزعاج للخصوم والجمهور. فالكثير من المشجعين يضطرون إلى خفض صوت التلفاز لتجنب الضوضاء، كما أن بعض اللاعبين يشتكون من أن هذه الأصوات تعيق قدرتهم على توقع اتجاه الكرة وسرعتها. وتشير الدراسات إلى أن الضجيج يؤخر ردود فعل الخصوم بمقدار 30 مللي ثانية، وهو وقت كافٍ لتغيير مسار الكرة نصف متر في الهواء.
محاولات التنظيم.. لماذا فشلت؟