أثار استنئناف إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني في غزة موجات غضب عارمة، وخاصةً بعد عدة غارات أودت بحياة 404 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 562 مصاباً.
فبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، خرقت إسرائيل هذا الاتفاق وعادت لتبيد شعب بالكاد يمتلك قوت يومه، وما أن شنت إسرائيل غاراتها على غزة انتفضت المنصات العربية والنشطاء العرب في بريطانيا والعالم لإدانة القصف، والتنديد بعودة آلة القتل الإسرائيلية.
فقد دعى المنتدى الفلسطيني وشركاؤه في تحالف فلسطين في بريطانيا إلى اعتصام طارئ أمس للتعبير عن رفضهم لجرائهم الاحتلال والقصف الوحشي المستمر على غزة، وأكد المنتدى عبر بيان له أن عودة القصف الإسرائيلي على غزة هي جريمة حرب تتطلب موقفاً دولياً حازماً، كما طالب بتدخل الدول الوسيطة والدول العربية الؤاعية للاتفاق بالتدخل الفوري لوقف التصعيد الوحشي لإسرائيل على غزة.
ودعا المنتدى الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تشكيل ضغط على الحكومات والمنظمات الدولية عبر الخروج في مسيرات غضب عارمة تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة لآلة القتل الإسرائيلية، ولأجل وقف العدوان ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.
كما خرجت مظاهرة في لندن لنصرة غزة عبر فيها المشاركون عن دعمهم لحق العودة وتحقيق العدالة الفلسطينية، وخلال المظاهرة كشف رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات: د. أنس التكريتي، كيف أن الغالبية العظمى من البريطانيين يقفون بقوة ضد سياسات حكومة بلادهم المتواطئة في جرائم الاحتلال المستمرة منذ عقود.
كما طالب أنس والمتظاهرين، الحكومة البريطانية أن تتخذ مواقفها وفق القيم الحقيقية للإنسانية، وأن تتوقف عن تزويد القتلة بالذخائر والسلاح، والجدير بالذكر أن الدكتور أنس كان أحد المنظمين للمسيرة المليونية التي جابت شوارع لندن رفضاً للحرب الأمريكية ضد العراق، كما ذكر الدكتور أنس الشاب دانيال دي الذي أثار ضجت واسعة الأسبوع الماضي عبر تسلقه ساعة بيغ بن رافعاً لعلم فلسطين.
مؤثرين وسياسيين بريطانيين يقفون إلى جانب غزة الجريحة
أثارت مشاهد القتل والقصف الإسرائيلي على غزة ضمائر العديد من الأحرار البريطانيين، مما دفعهم للتعبير عن إدانتهم لجرائم حكومة الاحتلال، محملين مسؤولية هذه الجرائم لحكومات العالم المتجاهلة للإبادة التي تتعرض لها غزة، ومنهم النائب البريطاني جيرمي كوربن Jeremy Corbyn الذي دان حكومات العالم التي خذلت أطفال غزة الذين يعانون من الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي الكامل عليهم منذ 16 يوم، وقال: “يجب أن يستمر التظاهر لأن الصمت تواطؤ، وحكومتنا يمكنها إنهاء مشاركتها في هذه الجرائم بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل وفرض العقوبات، لكن رفضها لذلك عار أخلاقي، لا سلام دون إنهاء الاحتلال”.
في حين ظهرت المؤثرة نيكول جونز Nicole Jones بفيديو شنت فيه هجوماً لاذعاً على السياسيين والصحفيين في الغرب بسبب صمتهم وتجاهلهم للمجازر التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، كما هاجمت إسرائيل وداعمتها الكبيرة أمريكا متسائلةً إن كان الأطفال في غزة يهددون الأمن القومي لدولتهم وديموقراطيتهم المزعومة.
ومن جهة أُخرى أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية بأن رئيس الوزراء کیر ستارمرKeir Starmer وبخ وزير الخارجية ديفيد لامي David Lammy بعد أن اتهم إسرائيل مرتين أمام مجلس العموم بارتكاب جرائم حرب، إذ قال لامي “إن الحصار الذي فرضته إسرائيل لمدة أسبوعين على الغذاء والوقود والدواء في غزة يمثل خرقا للقانون الدولي”، وهي المرة الأولى التي يقول فيها وزير حكومي ذلك.
كما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش António Guterres المستوى غير المحتمل من معاناة” الفلسطينيين في قطاع غزة، مطالبا بـ “الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار” وبدخول المساعدات الإنسانية “من دون عوائق” إلى القطاع المحاصر.
أما على صعيد الدول العربية، فقد عبرت الخارجية السعودية في بيان لها الثلاثاء عن إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على غزة”، كما أدانت “القصف الإسرائيلي المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني”، ودعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف الحرب فوراً والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
اليوم الفلسطينيون على حافة معاناة غير مسبوقة بالتاريخ البشري، فالمعاناة تشمل كل مقومات الحياة التي من المفترض أن يتمتع بها أي شخص في العالم.
اقرأ أيضاً: قناة BBC في قلب العاصفة بعد عرض فيلم وثائقي عن “غزة”
اقرأ أيضاً: الذبح الحلال وإعادة تصعيد خطاب العنصرية ضد المسلمين
