أعلنت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في المملكة المتحدة (Defra) عن مجموعة من القواعد الجديدة التي تهدف إلى تحسين رعاية الحيوانات في حدائق الحيوان ببريطانيا، وذلك في أول تحديث شامل لمعايير حدائق الحيوان منذ أكثر من عشرة أعوام.
وتتضمن هذه الإصلاحات إلزام حدائق الحيوان بتوفير مساحات أوسع للحيوانات، وخاصة للفيلة، بحيث تحاكي البيئات الطبيعية الواسعة التي تعيش فيها هذه الكائنات في البراري، في خطوة تهدف إلى وضع حد للممارسات القديمة التي لم تعد ملائمة.
كما تركز الإجراءات الجديدة على تحسين تدريب الكوادر العاملة في التعامل مع الأنواع النادرة والغريبة، بالإضافة إلى تعزيز تدابير السلامة العامة.
وتأتي هذه التحديثات ضمن جهود مكثفة لتحسين رفاه الأنواع المختلفة من الحيوانات، بدءاً من البوم الثلجي والنسر الذهبي، وصولاً إلى الفيلة والشفانين (stingrays) والأخطبوطات، حيث ستستفيد الفيلة بشكل خاص من مواطن أكثر اتساعاً.
ومن بين البنود البارزة في القواعد الجديدة، حظر بقاء الطيور الجارحة مقيدة بالسلاسل لفترات طويلة، وهي ممارسة كانت قد تعرضت لانتقادات واسعة من قبل نشطاء حماية الحيوانات.
كما سيتم وقف السماح للزوار بلمس الأسماك والكائنات الرخوية مثل الشفانين والأخطبوطات، وذلك للتقليل من الإجهاد الذي يتعرضن له نتيجة هذا النوع من التفاعل المباشر.
اقرأ أيضاً: بريطانيا العظمى أول دولة أوروبية تمنع تصدير الحيوانات الحية.. لهذا السبب!
وقالت البارونة هايمان (Baroness Hayman)، وزيرة رعاية الحيوان، إن هذه التغييرات تمثل المرحلة الأولى من مبادرة حكومية أوسع تهدف إلى تنفيذ “أحد أكثر إصلاحات رعاية الحيوان طموحًا في جيل كامل”، مشددة على أن هذه الخطوة تعكس التزام الحكومة بتحسين حياة الحيوانات تحت الأسر وضمان تلبية احتياجاتها ضمن بيئات حدائق الحيوان.
وأوضحت أنه سيتم منح حدائق الحيوان والأحواض المائية مهلة تصل إلى سنتين لتطبيق هذه الإصلاحات، التي تتضمن أيضاً رفع معايير السلامة والحفظ، خاصة في التعامل مع الأنواع الخطرة من الحيوانات.
وأضافت البارونة: “نحن أمة تحب الحيوانات، وحدائق الحيوان والأحواض المائية الرائدة في بلادنا تعد من أفضل المؤسسات على مستوى العالم في تحديد معايير رعاية الحياة البرية، والإصلاحات التي أعلنت اليوم كانت متأخرة منذ زمن، لكنها تشكل حجر الأساس لمستقبل أكثر قوةً ورحمةً لجميع حدائق الحيوان والأحواض المائية، وللحيوانات التي تحت رعايتنا.
من جهتها، قالت الدكتورة جو جادج (Jo Judd)، الرئيسة التنفيذية لرابطة حدائق الحيوان والأحواض المائية البريطانية والإيرلندية، والتي تمثل أكثر من 130 منشأة: “لقد عمل أعضاؤنا بجد وتعاونوا عن كثب مع مسؤولي وزارة البيئة لتحقيق متطلبات المعايير المحدثة.
وأضافت: إن هذه المعايير الجديدة تمثل قفزة نوعية في الإطار القانوني، وتعزز مكانة المملكة المتحدة كرائدة عالمياً في مجال رعاية الحيوانات في حدائق الحيوان والأحواض المائية، ونحن سعداء جداً بإصدار هذه المعايير اليوم، فهي تظهر التزام كل من الحكومة والقطاع بتحقيق أعلى مستويات رعاية الحيوان، كما تمكن حدائق الحيوان والأحواض المائية من الاستمرار في ريادتها ضمن الجهود العالمية لحماية الطبيعة.”
اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل حدائق الحيوانات في بريطانيا
حدائق الحيوان في بريطانيا
تعتبر المملكة المتحدة من الدول التي تحتضن عدداً كبيراً من حدائق الحيوان، حيث يبلغ عددها نحو 118 حديقة، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول في العالم من حيث كثافة هذه المرافق.
وتتنوع هذه الحدائق بين التقليدية منها والمتنزهات البرية ومرافق الزواحف والمحميات الطبيعية التي توفر للزوار فرصة التفاعل مع الحيوانات في بيئات قريبة من طبيعتها.
وتضم حدائق الحيوان البريطانية تنوعًا واسعًا من الكائنات الحية، بما في ذلك العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
فعلى سبيل المثال، تمتلك حديقة حيوان لندن مجموعة واسعة من الحيوانات تشمل مئات الأنواع المختلفة، من بينها الأسود الآسيوية والنمور السومطرية والغوريلا الغربية منخفضة الأرض والزرافات وفرس النهر القزم، إلى جانب الكسلان ذو الأصبعين والأوكابي، بالإضافة إلى أنواع نادرة مثل سلاحف غالاباغوس العملاقة وبعض القرود النادرة.
أما حديقة حيوان تشيستر، فهي واحدة من أكبر حدائق الحيوان في إنجلترا، وتُركز على الحفاظ على عدد من الأنواع المهددة مثل البنغولين من خلال برامج تربية مدروسة.
بينما تمثل حديقة حيوان ويبسنيد (Whipsnade) الأكبر من نوعها في البلاد من حيث تنوع الكائنات، حيث تستضيف مجموعات كبيرة من الحيوانات تشمل مئات الأنواع من مختلف أنحاء العالم.
ولا يقتصر دور حدائق الحيوان في بريطانيا على عرض الحيوانات فقط، بل تساهم في برامج التربية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وتوفر بيئة تعليمية للزوار للتعرف على الحياة البرية وأهمية الحفاظ عليها.
