في لحظة تحمل دلالات عميقة، وقف كيفين دي بروين Kevin De Bruyne على أعتاب قرار مصيري قد يحرم جماهير كرة القدم من رؤية موهبته في كأس العالم للأندية المقبلة. النجم البلجيكي الذي أضاء ملاعب أوروبا لسنوات، يجد نفسه الآن في موقفٍ حرج بين ولائه لمانشستر سيتي وضرورة الحفاظ على مستقبله الكروي.
تتزايد التكهنات حول غياب صانع الألعاب المخضرم عن البطولة التي ستشهد مشاركة السيتي في الولايات المتحدة الشهر المقبل. جاءت هذه التوقعات على لسان دي بروين نفسه في حديثٍ صريح مع شبكة “إي إس بي إن”، حيث كشف عن مخاوفه الشخصية من المخاطرة بمستقبله في ظل انتهاء عقده مع النادي الإنجليزي نهاية الموسم الحالي.
عبّر اللاعب البلجيكي عن معضلته بقوله: “الحماية الذاتية أصبحت ضرورة، ففي حال تعرضت لإصابة خلال البطولة، من سيتحمل تبعات ذلك؟”. تعكس هذه الكلمات واقعاً مريراً يعيشه اللاعبون المحترفون عندما يقتربون من نهاية عقودهم، حيث يصبحون وحدهم أمام خيارات مصيرية.
يبدو أن دي بروين يميل بوضوح إلى خيار السلامة، حيث أضاف: “دوري في الفريق ينتهي قريباً، ولن يكون هناك من يقدم لي الدعم إذا وقعت ضحية للإصابات“. هذه الكلمات تكشف عن الجانب الإنساني للعبة التي غالباً ما تُختزل في الأرقام والإحصائيات.
في خلفية هذه الأزمة الشخصية، يستعد مانشستر سيتي لخوض غمار منافسات قاسية في مجموعة تضم أندية مرموقة مثل يوفنتوس الإيطالي والوداد المغربي والعين الإماراتي. غياب دي بروين سيشكل ضربة قاسية لطموحات الفريق الإنجليزي في البطولة، لكنه من ناحية أخرى قد يكون الخيار الأكثر حكمة للاعب الذي يقف على أعتاب فصل جديد في مسيرته الكروية.
تبقى هذه القصة نموذجاً صارخاً للصراع الدائم بين الالتزام المهني والمسؤولية الذاتية، حيث يجد أحد أعظم لاعبي جيله نفسه مجبراً على اختيار سلامته الشخصية فوق كل الاعتبارات الأخرى. قراره النهائي، سواءً بالغياب أو المشاركة، سيكشف الكثير عن طبيعة العلاقة بين الأندية واللاعبين في عالم كرة القدم الحديث.