أقرت محكمة بريطانيا آيلزورث كراون Islesworth Crown أحكاماً مختلفة بحق نشطاء بيئيين من حركة “Just Stop Oil” بعد اعتزامهم لصق أنفسهم على أحد مدارج مطار هيثرو Heathrow Airport لتنفيذ مطالب بيئية لها علاقة بحماية المناخ، مما قد يتسبب بتعطل في حركة المطار.
وألقت الشرطة القبض على النشطاء البيئيين وبحوزتهم مواد لاصقة وأدوات كهربائية كانوا ينوون استخدامها في عملية الاحتجاج بتاريخ 24 يوليو، إذ انقسم النشطاء إلى مجموعتين حاولو إحداث فتحات في سور مطار هيثرو بواسطة مناشير كهربائية للدخول إلى مدرج الطائرات، كما خططوا لإلصاق بعضهم ببعض أو إلصاق أجسادهم على أرضية المدرج، وكان ممكن أن يؤدي هذا التصرف لشل حركة المطار بحسب ما قالته المدعية العامة إيما فيلدينغ Emma Fielding.
بينما أفادت هانا دنكان Hannah Duncan أن النشطاء البيئيين خططوا للأمر لكن لم يتمكنوا من تنفيذه وبالتالي لم يُحدِثوا أي أذى أو تعطيل بحركة السفر، وبالتالي يجب أن تكون العقوبة مع وقف التنفيذ، لكن في المقابل لم يبدي النشطاء ندم حقيقي اتجاه ما فعلوه، كما أنهم استغلوا جلسات المحاكمة واعتبروها امتداد لاحتجاجهم.
وأكدت دنكان أن تصرفاتهم أثناء المحاكمات أطالت من وقت محاكمتهم واستغلوها لإحداث ضجة إعلامية، ووجهت لهم كلمة قالت فيها: “قاعة المحكمة ليست شارعاً أو ساحة عامة، بل مكان تُفصل فيه قضايا تمس الفئات الأكثر ضعفاً، كضحايا العنف والاعتداءات الجنسية الذين ينتظرون دورهم في تحقيق العدالة”، وأبدت انزعاجها بسبب استغلالهم موارد المحكمة لتحقيق مصالحهم على حساب قضايا الآخرين، وأن تصرفاتهم كشفت زيف ادعاءاتهم، وعدم شعورهم بالمسؤولية الأخلاقية.
بينما شملت أحكام المحكمة النشطاء البيئيين “سالي ديفيدسيون Sally Davidson، وآدم بيرد Adam Bird، لوك إلسون Luke Elson، لوك واتسون Luke Watson، شون أوكالاهان Sean O’Callaghan، هانا شافير Hannah Shaffer، روري ويلسون Rory Wilson، ومنسقي الحملة روزا هيكس Rosa Hicks، وويليام جولدرينج William Goldring”، وحكمت عليهم بدفع غرامة مالية قدرها 2000 جنيه استرليني تكاليف المحاكمة، واستثنت من ذلك شافير ويلسون.
وبالرغم من أن استهداف المطارات من قبل النشطاء البيئيين كان متوقعاً في ظل تصعيد حملاتهم خلال عام 2024، وانتشار مصطلح “التعطيل غير المسبوق” لحركة المطارات ضمن حملاتهم إلا أن الشرطة استطاعت إيقافهم، بينما أشارت القاضية دنكان أن العقوبات لم تشدد بسبب ما حدث ضمن قاعة المحكمة إلا أن تصرفاتهم داخلها عبر عن عدم شعورهم بالندم أو المسؤولية.
اقرأ أيضاً: إضراب عمال النظافة في برمنغهام يحول شوارعها إلى مقر للفئران
الأضرار التي كاد أن يتسبب فيها النشطاء البيئيين
بعد أن استمرت المحاكمة سبعة أسابيع، قالت المحكمة إلى أنه لو اخترقت المجموعة السياج الخارجي وتمكنت من الوصول إلى المطار، لكانت هناك عواقب وخيمة على السلامة والعمليات، بما في ذلك إيقاف جميع عمليات المغادرة والتأثير على ما يقرب من 260,000 مسافر في ذلك اليوم، وكان من الممكن أن يحتاج المسافرين إلى تحويل مسارهم نحو مطارات أُخرى سواء داخل المملكة أو خارجها، مما قد يتركهم عالقين لأيام.
والجدير بالذكر أنها لم تكن المرة الأولى لمنظمة “Just Stop Oil”، فقد هددت المجموعة العام الماضي بعدد كبير من الاحتجاجات والاضطرابات، وقامت الشرطة آنذاك بالتعاون مع بعضها في كافة المحافظات لضمان عدم تعريض المواطنين للخطر بسبب نشاطات المجموعة.
قال كبير المشرفين إيان هاولز Ian Howells، من قيادة شرطة الطيران في شرطة العاصمة: “هناك فرق واضح بين الاحتجاج السلمي والنشاط الإجرامي الذي سعت هذه المجموعة إلى القيام به” وأكد أن النتيجة التي توصلت لها المحكمة اليوم هي درس لكل من يحاول أن يقوم بمثل هذه الأعمال.
وقد تنوعت الأحكام بين السجن لمدة 12 شهراً، مع وقف التنفيذ لمدة عامين، وأداء ساعات من العمل غير مدفوع الأجر وصل بعضها إلى 180 ساعة.
ويمكن تعريف “النشاط البيئي” بأنه أفعال الأفراد أو الجماعات التي تحمي البيئة أو تساعدها، إذ يحدد المشاركون في الحركة القضايا التي تهدد استمرارية الكوكب، من المجتمع إلى الاهتمامات العالمية، ثم يطورون استراتيجيات لتعزيز الوعي أو إنتاج حلول تعالج المشكلة بشكل مباشر، وقد يلجأون إلى الاحتجاجات الشعبية المحلية، والحملات الوطنية، ويمكن تنفيذ النشاط عبر مشاريع إبداعية كمشروع Planet Ocean الفنانة ثيرزا شاب Theresa Shab.
في النهاية مهما كان السبب يجب أن لا تسبب الاحتجاجات أو الحملات الضرر للمواطنين، أو تعطيل أعمالهم وحياتهم، كما يجب اتباع الطرق السلمية في الاحتجاج وعدم الانجرار نحو الأذى.
اقرأ أيضاً: كيف تحصل على تعويضك من مطار هيثرو في حالات التأخير والإلغاء؟
