بفترته الحالية مع السابقة نوتينغهام فورست Nottingham Forest والسابقة مع ولفرهامبتون Wolverhampton كان البرتغالي نونو سانتو، الملقّب بروبن هود البريمرليغ، معتاداً على سرقة النقاط من الكبار وتصعيب كل المهام عليهم. اليوم يعود سانتو إلى البريميرليغ بتجربة جديدة، تحدٍ جديد، وطموحات أكبر مع فريق بتوجهات مختلفة وإدارة ذكية أيضاً تبرهن أن كل موسم يقضونه في دوري الأضواء هو وجود مستحق وعن جدارة وذكاء أيضاً.
العريق نوتنغهام فوريست وصاحب لقبي دوري أبطال أوروبا يبدو أنهم يريدون بعد غيابهم الطويل عن أجواء هذه المسابقة الأوروبية، العودة إليها من الباب الكبير بعد أداء محليٍ مميز يحافظون فيه حالياً على المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 57 نقطة من 31 مباراة متفوقاً على تشيلسي صاحب المركز الثالث ب أربعة نقاط.
كيف نجح نونو سانتو بخلق هذه الروح بلاعبيه!
بدأت معادلة القوة تشهد تحولاً لافتاً هذا الموسم مع ظهور نوتينغهام فورست كفريق قادر على هز أركان المنظومة التقليدية. تحت قيادة المدرب البرتغالي المخضرم نونو إسبيريتو سانتو، أخذ الفريق على عاتقه مهمة إثبات أن أحلام الصغار في مواجهة الكبار لم تعد ضرباً من الخيال. القصة بدأت تتشكل ملامحها في مباريات الفريق الأخيرة، حيث تحول ملعب سيتي غراوند إلى قلعة حصينة يصعب اختراقها.
لم يكن الأداء مجرد صدفة عابرة، بل ثمرة رؤية تكتيكية واضحة اعتمدها نونو، مزج فيها بين الدفاع المنظم والهجمات الخاطفة التي تزرع الرعب في قلوب المنافسين. في قلب هذه النهضة، برز اسم كريس وود كبطل غير متوقع. المهاجم النيوزيلندي الذي كان يعاني من التهميش في الفترات السابقة، وجد في نظام نونو التكتيكي البيئة المثالية ليعيد اكتشاف نفسه.
أهدافه المتتالية لم تكن مجرد أرقام تضاف إلى سجله الشخصي، بل كانت رسائل قوية تثبت أن الفريق لم يعد ذلك الضيف الخجول على البريميرليغ. لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود بالطبع. فبين انتصارات مذهلة وتعادلات ثمينة، واجه الفريق عثراته أيضاً. المخالفات المالية التي كلفته نقاطاً ثمينة، والإصابات التي أثرت على عمق التشكيلة، كلها كانت تحديات كشفت عن حقيقة أن المعركة لفرض وجود دائم بين الكبار تحتاج إلى أكثر من مجرد حماسة.
النقاد يتساءلون اليوم: هل ما يقدمه نوتينغهام فورست مجرد ومضة سريعة أم أنه بداية عهد جديد؟ الإجابة ربما تكمن في تلك الروح القتالية التي يظهرها اللاعبون في كل مباراة، وفي ذلك الأسلوب التكتيكي الذكي الذي حول الفريق من مجرد منافس إلى كابوس حقيقي لأي فريق يواجهه. في النهاية، سواء استمر هذا الحلم أم لا، فقد نجح نوتينغهام فورست في كتابة فصل جديد من فصول كرة القدم التي تثبت أن المعادلات الكبيرة قابلة للتغيير، وأن الأحلام الصغيرة يمكن أن تصبح واقعاً، ولو للحظة.
اقرأ ايضاً: المكاسب المالية التي حققتها الأندية من دوري أبطال أوروبا
حلم دوري الأبطال يلوح في الأفق
في مفاجأة غير متوقعة، بدأ نوتنغهام فورست يخطو خطوات جادة نحو المنافسات الأوروبية، بل وربما نحو حلم أكبر وهو التأهل لدوري أبطال أوروبا. بعد سنوات من الغياب عن الواجهة، يعيش النادي نهضة ملحوظة تحت قيادة جديدة وبرؤية طموحة تهدف إلى إعادة الأمجاد القديمة.
شهد الفريق تحسناً كبيراً في مستواه مؤخراً، حيث تمكن من حصد نقاط مهمة في مباريات حاسمة أمام فرق مرموقة في الدوري الإنجليزي. هذا التقدم أثار أحلام الجماهير التي بدأت تتطلع إلى مشاركة أوروبية، سواء في الدوري الأوروبي أو حتى في منصة النخبة مع كبار القارة.
لكن الطريق لا يزال محفوفاً بالتحديات. فالمنافسة على المراكز الأوروبية شديدة، مع وجود أندية مثل توتنهام وأستون فيلا التي تسعى لنفس الهدف. يحتاج فورست إلى المزيد من الثبات والتركيز، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم، حيث تصبح كل مباراة بمثابة نهائي.
إضافة إلى ذلك، يواجه الفريق بعض العقبات التي قد تعيق مسيرته، مثل محدودية عمق التشكيلة مقارنة بالفرق المنافسة، وكذلك الضغط النفسي المصاحب لتصاعد التوقعات. ومع ذلك، فإن الروح المعنوية العالية بين اللاعبين والإدارة قد تكون العامل الحاسم في تحقيق ما بدأ يبدو وكأنه حلم بعيد المنال.
مع استمرار الموسم، سيكون على نوتنغهام فورست إثبات أن هذا الأداء ليس مجرد صدفة، بل بداية حقبة جديدة تعيد فيها هذه الأسطورة الإنجليزية مكانتها بين الكبار. الجماهير تنتظر بفارغ الصبر، والكل يتساءل: هل سنشهد عودة “الغابة” إلى أوروبا من بوابتها الكبرى؟
اقرأ أيضاً: إل سادار ملعب أوساسونا: كابوس الفرق الكبرى ورمز المدينة الأول!