أزمة المياه ما زالت حاضرة على طاولة المملكة المتحدة هل من حلول؟
تابعونا على:

أخبار لندن

أزمة المياه ما زالت حاضرة على طاولة المملكة المتحدة هل من حلول؟

نشر

في

640 مشاهدة

أزمة المياه ما زالت حاضرة على طاولة المملكة المتحدة هل من حلول؟

أزمة مياه تحدق ببريطانيا، فقد حذرت وكالة البيئة من أن المملكة المتحدة ستواجه نقصاً هائلاً في المياه في المستقبل وتحتاج إلى “جهد مستمر ومستدام” لتقليل الطلب، بما في ذلك حظر المزيد من خراطيم المياه وتركيب عدادات المياه “الذكية”، وتقول الهيئة الرقابية إنه بدون اتخاذ إجراءات جذرية فإن بريطانيا، التي تستخدم 14 مليار لتر من المياه يومياً، سوف تعاني من نقص يومي يتجاوز ستة مليارات لتر بحلول عام 2055.

يأتي هذا التحذير في الوقت الذي تم فيه بالفعل الإعلان عن الجفاف في يوركشاير Yorkshire وشمال غرب بريطانيا هذا العام بعد ما وصفه مكتب الأرصاد الجوية بأنه الربيع الأكثر دفئاً وجفافاً منذ أكثر من نصف قرن.

تحذيرات هيئة البيئة البريطانية تجاه أزمة المياه

أصدرت هيئة البيئة هذا التحذير في تقريرها السنوي الخامس للإطار الوطني لموارد المياه. وذكرت أن هناك حاجة إلى 5 مليارات لتر لتزويد الجمهور، ومليار لتر أخرى للزراعة ومستخدمي الطاقة.

وقالت هيئة البيئة إن العملاء في بريطانيا يحتاجون إلى خفض استخدامهم للمياه بمقدار 2.5 مليار لتر بشكل يومي بحلول عام 2055 من متوسط ​​يبلغ حوالي 140 لتراً للشخص الواحد يومياً إلى 110 لترات يومياً.

وحذرت من أن النمو الاقتصادي المستقبلي من المرجح أن يتأثر سلباً مع ندرة المياه، كما سلطت الضوء بالفعل على كيفية تسبب نقص المياه في أجزاء من ساسكس Sussex وكامبريدجشير Cambridgeshire وسوفولك Suffolk ونورفولك Norfolk في الحد من نمو الإسكان والأعمال.

وقال آلان لوفيل Alan Lovell، رئيس جمعية البيئة، لبي بي سي BBC: “إنه يود أن يرى شركات المياه تستخدم بشكل أكبر القيود مثل حظر استخدام خراطيم المياه عندما تحدث موجات جفاف، لإيصال رسالة للناس بأن كمية المياه التي يستخدمونها تحدث فرقاً”.

ومما يزيد من الضغوط على إمدادات المياه، أن شركات المياه تخطط لزيادة قدرتها على مواجهة الجفاف بشكل كبير. وبحلول عام 2040، تهدف هذه الشركات إلى مواجهة الجفاف المتوقع كل 500 عام.

كما تعتقد البروفيسورة هانا كلوك Hannah Kluck، عالمة المياه بجامعة ريدينغ University of Reading، أننا بحاجة إلى تغيير موقفنا تجاه المياه، تقول: “نحن لا نُقدّر قيمة الماء حقاً. علينا أن ننظر إليه كمورد ثمين للغاية”، وتضيف: “يجب على الجميع الاهتمام بالمياه والحفاظ عليها والتفكير فيما يفعلونه عندما يفتحون الصنبور وعندما يختارون عدم فتحه.”

اقرأ أيضاً: بريطانيا تواجه أزمة مياه.. تحذيرات من قيود محتملة وحظر استخدام الخراطيم

آليات سد ثغرات هذه الأزمة ومحاولة تداركها بالجهد المشترك

تقول هيئة البيئة إن جميع المشاركين في صناعة المياه، بما في ذلك العملاء المحليين، سيحتاجون إلى لعب دور في سد العجز، وتضيف إنه من “الضروري” أن تفي شركات المياه بوعدها بخفض كمية المياه المتسربة من أنابيبها إلى النصف بحلول عام 2050 مقارنةً بمستويات 2017-2018. ومن شأن ذلك أن يوفر حوالي 900 مليون لتر بشكل يومي، كما ستلعب البنية التحتية الجديدة دور أيضاً.

في العام الماضي، حصلت شركات المياه على موافقة هيئة المياه والموارد المائية الهندية (Ofwat)، وهي الهيئة المشرفة على قطاع المياه، لاستثمار مليارات الجنيهات في عشرة خزانات جديدة ومحطتين لتحلية المياه، بالإضافة إلى خطوط أنابيب ومعدات أخرى، لتمكين نقل المزيد من المياه بين المناطق.

وقال بوب تايلور Bob Taylor، الرئيس التنفيذي لشركة بورتسموث ووتر Portsmouth Water، إن الهدف هو إنشاء “شبكة مياه” في النصف الجنوبي من المملكة، وأضاف: نحن نتطلع أيضاً إلى استخدام الأنهار والقنوات وغيرها من الوسائل الحالية لنقل المياه من المناطق التي تتوفر فيها المياه بكثرة في المملكة المتحدة إلى جنوب شرق وشرق البلاد حيث تتوفر المياه بشكل أقل”.

ويُقدّر تقرير هيئة البيئة أن هذه الاستثمارات الجديدة ستُنتج في نهاية المطاف 1.7 مليار لتر إضافي يومياً، إلا أن الخزان الأول لن يكتمل قبل نهاية هذا العقد، ومن المُتوقع ألا يُستكمل البرنامج قبل أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين.

تقول هيئة البيئة إنه سيتعين توفير 2.5 مليار لتر إضافي بشكل يومي عبر خفض طلب المستهلكين، بما في ذلك المستهلكين المحليين. ونظراً

للتأخير في تسليم البنية التحتية الجديدة، سيحتاج المستهلكون الذين يستخدمون كميات أقل من المياه في البداية إلى تغطية ما يصل إلى 80% من العجز، وبالإضافة إلى قيام شركات المياه بتحويل عملائها إلى نوع العدادات الذكية والأسعار المتغيرة التي نراها بالفعل في صناعة الكهرباء، تدعو جمعية البيئة الحكومة إلى تشديد لوائح البناء على استخدام المياه في المنازل الجديدة والنظر في المعايير الدنيا لكفاءة المياه في المنتجات.

ختاماً، شبح أزمة المياه ما يزال تخيم على المملكة المتحدة، وماتزال الحكومة البريطانية تبحث عن حلول جذرية وتسعى لأن تكون هناك جهود مشتركة لحل هذه الأزمة، لكن على شركات المياه تحتاج إلى أن تكون أكثر وضوحًا مع العملاء الصناعيين بشأن كمية المياه المتاحة لديهم ومدى مرونة العرض.

اقرأ أيضاً: حظر مؤقت على استخدام خراطيم المياه في بريطانيا يدخل حيز التنفيذ في هذا اليوم!

X