أكاديمية شهيرة اتخذت موقفاً صارماً ,فما هو ؟
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

أكاديمية شهيرة اتخذت موقفاً صارماً ,فما هو ؟

نشر

في

231 مشاهدة

أكاديمية شهيرة اتخذت موقفاً صارماً ,فما هو ؟

أعلنت مؤسسة Ormiston Academies Trust، وهي إحدى مؤسسات التعليم المدرسي البارزة في إنجلترا، بإنّ حوالي 35 ألف طالب سيُمنعون من استخدام هواتفهم المحمولة خلال ساعات الدراسة، سعياً منها لتقليص استخدام الهواتف المحمولة تدريجياً في 42 مدرسة حكومية تابعة لها في أنحاء البلاد كافة.

وصرّح متحدث باسم المؤسسة لوسائل إعلام قائلاً: إنّ «استخدام الهواتف المحمولة يؤثر سلباً على التدريس والتعلم والسلوك والصحة العقلية للأطفال».

وتأتي هذه الخطوة بعد أن منحت الحكومة المحافظة السابقة مديري المدارس في إنجلترا، صلاحية حظر استخدام الهواتف خلال اليوم الدراسي في وقت سابق من هذا العام، وستُطبق الإجراءات الجديدة في جميع مدارس أورمستون، التي تشمل 32 مدرسة ثانوية.

وكان استخدام الهواتف المحمولة محظوراً بالفعل في المدارس الابتدائية ومدارس الاحتياجات الخاصة والمدارس البديلة التابعة للمؤسسة، كما قامت المؤسسة بتجربة نهج مختلف في ثمانية من مدارسها الثانوية خلال الفصل الدراسي الخريفي، وذلك بعد التشاور مع أولياء الأمور، إذ قررت إحدى المدارس الاستغناء عن الهواتف نهائياً.

اقرأ أيضاً: الفجوة بين المدارس الخاصة والحكومية تصل إلى أعلى مستوياتها في إنكلترا

وفي تصريحاته لصحيفة بريطانية، قال توم ريس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أورمستون: «إنّ هناك ارتباطاً واضحاً بين استخدام الهواتف ومخاوف الصحة العقلية»، مؤكداً أن هناك قلقاً كبيراً بشأن الصحة النفسية للشباب بعد جائحة كورونا، وموضحاً أن هذه المخاوف ليست مجرد حالات فردية، بل تشمل أيضاً قضايا مثل إيذاء النفس ومحاولات الانتحار، إضافة إلى الضغط على أقسام الطوارئ.

وشدد ريس على أن هناك علاقة واضحة بين هذه التحديات واستخدام الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة، بقوله: «إن مسؤولية مواجهة التحديات المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة تقع على عاتق المجتمع، بينما تتحمل المدارس مسؤولية تسهيل منع الأطفال من الوصول إلى المحتوى غير المناسب خلال اليوم الدراسي، والحد من جاذبية وسائل التواصل الاجتماعي».

وأضاف: “التعلم لا يمكن أن يحدث دون الانتباه، وهذا يتعلق بمعركة للتركيز. المسألة لا تتعلق فقط باستخدام الهاتف، بل حتى بوجوده بالقرب”.

من جهتها، أوضحت مؤسسة ليفت سكولز، وهي مؤسسة متعددة الأكاديميات، أنها تطبق نهجاً يمنع استخدام الهواتف الذكية في جميع مؤسساتها الـ57، وذلك «حتى يتمكن الطلاب من التركيز على التعلم»، وتستخدم مدارس عديدة منها حقائب خاصة لتأمين الهواتف خلال اليوم.

اقرأ أيضاً: كيف تضمن أمان حساباتك المصرفية عبر الإنترنت؟

من جانبها، أكدت ريبيكا ماهوني، مديرة أكاديمية بيركنهيد الثانوية، أن الهواتف قد حُظرت تماماً هذا العام للطلاب الصغار، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء بعد استطلاع أُجري في المدرسة في ويرال، شمال غرب إنجلترا، والذي أظهر أن أطفالاً لم يتجاوز عمرهم سبع سنوات تعرضوا لمضايقات من قبل غرباء عبر الإنترنت.

وأفادت أن المدرسة كانت قد وضعت سياسة لتأمين الهواتف في خزائن طلاب المرحلة الثانوية منذ سبع سنوات، بسبب تزايد التشتت والقلق الناتج عن استخدام الأجهزة، ورغم البداية الصعبة مع بعض الآباء الذين كانوا يرغبون في الوصول إلى أطفالهم في جميع الأوقات، أصبح الأمر الآن مقبولاً.

وفي سياق متصل، يعاني واحد من كل سبعة مراهقين في المملكة المتحدة (من سن 11 إلى 16 عاماً) من اضطراب نفسي قابل للتشخيص، ومعظمهم يدمنون على الهواتف الذكية ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: وزيرة الداخلية البريطانية تعلن إنشاء وحدة مخصصة لمنع الجريمة بين الشباب

وتعتزم دراسة ممولة من المعهد الوطني لأبحاث الصحة، والتي ستنشرها جامعة برمنغهام، مقارنة الصحة العقلية للتلاميذ في المدارس التي تقيد استخدام الهواتف بتلك التي تسمح باستخدامها، مثل خلال فترات الراحة، إذ تظهر الأدلة أن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزز الصحة العقلية، لكن ذلك يعتمد على كيفية استخدامها، تهدف الدراسة إلى تحديد سياسات الهاتف المدرسية التي تدعم الصحة النفسية بشكل أكبر.

كذلك، تشير ورقة بحثية بعنوان «تأثير حظر الهواتف المحمولة في المدارس على تقييم مناخ الفصل الدراسي»، إلى أن فصول المدارس الابتدائية التي يُسمح فيها باستخدام الهواتف المحمولة تشهد زيادة في الصراعات بين التلاميذ، وانخفاض في رضاهم عن البيئة الدراسية، إضافة إلى تزايد المنافسة مقارنة بفصول المدارس التي تحظر استخدام الهواتف.

بينما أظهرت الدراسة أن الطلاب في المدارس الثانوية التي تمنع استخدام الهواتف المحمولة يتمتعون بقدرة أكبر على حل النزاعات بشكل فعّال مقارنة بنظرائهم في المدارس التي تسمح باستخدام الهواتف.

ختاماً، إن استخدام الهواتف المحمولة، رغم فوائدها العديدة، تحمل أضراراً محتملة على الصحة العقلية للطلاب، مثل زيادة القلق والاكتئاب، تشتت الانتباه، وصعوبة التركيز، وهذا ما تحاول بعض المدارس البريطانية معالجته بقراراتها حظر استخدام الهواتف خلال اليوم الدراسي.

اقرأ أيضاً: حماية أطفالك في عالم الإنترنت: 9 نصائح أساسية لا غنى عنها!

X