في سبيل دعم الطفولة المبكرة أعلنت الحكومة البريطانية افتتاح 300 روضة مدرسية بتمويل كامل منها، وستنتشر هذه الروضات من نيوكاسل Newcastle في الشمال حتى إكزتر Exeter في الجنوب، في حين سيتركز الدعم على شمال ووسط بريطانيا حيث الأحياء الأشد حاجة للروضات، وذلك في إطار دعم الأسر العاملة وعملية التعليم الشامل في بريطانيا.
وستشمل الروضات المدرسية الفئات العمرية الصغيرة، أي من عمر السنتين وحتى الأربع سنوات، وتمتاز هذه الروضات بتركيزها على الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم واكتشاف العديد من اضطرابات التعليم في مرحلة عمرية مبكرة.
وتعد الروضات المدرسية حاجة ملحة وخصوصاً للأحياء الفقيرة والأسر العاملة بدخل محدود، إذ ستوفر الحكومة البريطانية على الأهالي عبر الروضات المدرسية مبلغ 7500 باوند سنوياً،إضافة إلى 450 باوند بسبب تقديمها وجبات الإفطار المجانية للأطفال خلال فترة الدوام، كما تسهل عمليات التنقل بين المدارس والروضات بالنسبة للأهالي، لأن الروضات المدرسية تجمع مكانين في مكان واحد، وتؤهل الطفل لمتابعة تعليمه الإبتدائي في نفس المكان الذي درس فيه الروضة.
ومن المتوقع أن توفر الروضات المدرسية ما لا يقل عن 6000 مقعد دراسي، بمعدل 20 طالب في كل روضة، وتبدأ الكوادر الإدارية باستقبال طلبات التسجيل ابتداءً من أيلول/ سبتمبر المقبل، على أن يصل عدد الأطفال المتوقع تسجيلهم حتى نهاية أيلول/سبتمبر 4000 طفل.
ووفقاً لقانون التعليم البريطاني يحق لجميع الاطفال في سن الثالثة والرابعة 15 ساعة مجانية في الأسبوع وذلك في وقت الفصل الدراسي، أي ما يعادل 570 ساعة سنوياً في إطار دعم التعليم.
ردود أفعال إيجابية حول قرار زيادة عدد الروضات المدرسية
نقلت إحدى الصحف البريطانية العريقة إشادة الأهالي بالقرار الحكومي حول مرحلة الحضانة، معبرين عن ارتياحهم لهذا القرار الذي يلامس احتياجاتهم اليومية، وأكدوا أن هذا القرار يوفر الكثير من الضغط النفسي والمادي عليهم ويمنحهم الشعور بالطمأنينة اتجاه أطفالهم وانتقالهم بين الصفوف الدراسية.
في حين أعرب المعلمون عن أهمية هذه الروضات إذ أنها توفر الانتقال السهل للطفل بين مرحلة الروضة والدراسة الابتدائية وتوفير التنسيق المتكامل بين الكوادر الإدارية لمرحلتين حساستين في عمر الطفل، كما أنها تساعد في تخفيف الأعباء المالية على الأهالي الذين لديهم أكثر من طفل واحد، وإلى الآن لم يتم تحديد ما إذا كان الكادر الإدارية للمدارس الابتدائية هو من سيقوم بإدارة الروضات المدرسية، أم سيتم إحالة الإدارة إلى كادر مستقل.
اقرأ ايضاً: مدرسة في لندن تدعم التعليم الفردي دون معلمين
اجراءات حكومية لتعزيز مرحلة الحضانة
من جهتها دعت الحكومة البريطانية الكوادر الإدارية في المدارس إلى البدء بتقديم طلبات لتمويل مشروع الروضات المدرسية، وقد خصصت الحكومة مبلغ 37 مليون باوند لعمليات توسع دور الحضانة والروضات في المدارس، أو إنشاء روضات مستقلة داخل المدارس الابتدائية، ويعد هذا المبلغ أكثر من ضعف المبلغ الذي كان يصرف لهذا النوع من الروضات.
وتشمل المرحلة الأولى من القرار وجود 300 روضة مدرسية على أن يزداد عدد هذه الروضات في المراحل المقبلة بالتزامن مع تخصيص مبلغ ملياري باوند لدعم مرحلة الطفولة المبكرة.
وفي مقارنة سريعة في التعليم المبكر بين بريطانيا والسويد، نجد أن المملكة المتحدة تنفق حوالي 6,893 دولاراً أمريكياً لكل طفل في التعليم قبل الابتدائي، وهو أقل بكثير من متوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) البالغ 11,735 دولاراً، بينما تستثمر السويد أكثر من 1.6% من ناتجها المحلي الإجمالي في التعليم والرعاية في الطفولة المبكرة، مما يعكس التزاما قويًا بهذا القطاع.
كما تسجل المملكة المتحدة نسبة مرتفعة تصل إلى 30 طفلاً لكل معلم في التعليم قبل الابتدائي، وهي من أعلى النسب بين دول OECD، بينما تستخدم السويد بشكل واسع مساعدي المعلمين، مما يسهم في تحسين نسبة الأطفال إلى الموظفين وتقديم رعاية وتعليم أفضل.
في حين توجد فجوة ملحوظة ببريطانيا في تسجيل الأطفال تحت سن 3 سنوات بين الأسر ذات الدخل المنخفض والعالي، حيث يلتحق %32 فقط من الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض مقارنة بـ 50% من الأسر ذات الدخل المرتفع، أما السويد تضمن حق الوصول إلى التعليم المبكر لجميع الأطفال، مع التزام قانوني بتوفير مكان في الحضانة خلال 4 أشهر من التقديم، مما يعزز المساواة في الوصول، كما تتبنى السويد نهجاً شاملاً يدمج التعليم مع الرعاية الصحية والاجتماعية، مع تقديم وجبات مجانية وتعاون وثيق مع الخدمات الطبية والاجتماعية.
وفي النهاية لا بد من التذكير بوعود حزب العمال بزيادة الاهتمام بقطاع التعليم عبر توظيف 6500 مدرس جديد في المواد الرئيسية لدعم الأطفال بجميع مراحلهم الدراسية، على أن يتم تمويل ذلك من خلال إنهاء الإعفاءات الضريبية للمدارس الخاصة وهذا ما طبقته الحكومة البريطانية منذ أشهر، إضافة إلى دعم الطلاب الأكبر سناً عن طريق تدريب أكثر من 1000 مستشار مهني جديد وتوفير أسبوعين من الخبرة العملية لكل شاب في المدرسة الثانوية أو الكلية.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي في التعليم يشغل الحكومة البريطانية