فضيحة الدم الملوث: أدلة وبراهين تكشف تستر الحكومة البريطانية على إخفاق مؤسساتها
تابعونا على:

أخبار لندن

فضيحة الدم الملوث: أدلة وبراهين تكشف تستر الحكومة البريطانية على إخفاق مؤسساتها

نشر

في

240 مشاهدة

فضيحة الدم الملوث: أدلة وبراهين تكشف تستر الحكومة البريطانية على إخفاق مؤسساتها

قدم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اعتذاره عن فضيحة الدم الملوث، معبرًا عن أسفه للضحايا الذين تعرضوا لأمراض خطيرة نتيجة إخفاء الحقائق من قبل الهيئات الحكومية وفشلها في منع الكارثة.

وأظهر تقرير مدعوم بالأدلة والبراهين أن حكومة المملكة المتحدة قد أخفت الفضيحة عمدًا لسنوات طويلة، مما أدى إلى وفاة الآلاف من الأشخاص.

ما هي فضيحة الدم الملوث؟

في السبعينيات والثمانينيات، نفذت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إسكتلندا عمليات نقل دم ملوثة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، مما أدى إلى تفشي هذه الأمراض بين مرضى الهيموفيليا.

وتسببت هذه الأحداث في إصابة أكثر من 30 ألف شخص بأمراض خطيرة ووفاة حوالي 2400 شخص.

كما كشف التقرير عن إخفاقات جسيمة وإهمال متعمد ونقص في الكادر الطبي بمراكز نقل الدم الإقليمية، بالإضافة إلى فشلهم في إجراء الفحوصات اللازمة.

وجه التقرير انتقادات لمستشفى يوركهيل (Yorkhill) في جلاسكو (Glasgow) لاستيراده كميات كبيرة من منتجات البلازما عالية المخاطر من الولايات المتحدة وتقديمها للأطفال المصابين بالهيموفيليا، مما أدى إلى إصابة 21 طفلًا بمرض الإيدز.

بدافع الخوف من العقاب والفضيحة، قدمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية معلومات مضللة للمرضى، مما أعطاهم شعورًا زائفًا بالأمان والاستقرار، وتم علاجهم بطرق غير كافية.

كما لم تقم الحكومة البريطانية بفحص المتبرعين بشكل كافٍ للتأكد من عدم حملهم لأمراض خطيرة، بل سمحت لهم بالتبرع، مما أسهم في وفاة العديد وتكتم الحقائق والتستر على الفضيحة.

اقرأ أيضًا: حملة صحية في بريطانيا: اختبارات مجانية للكشف عن ارتفاع ضغط الدم

حجم فضيحة الدم الملوث:

توصلت لجنة التحقيق إلى أن حوالي 30 ألف شخص تأثروا بأمراض خطيرة نتيجة فضيحة الدم الملوث في إسكتلندا.

تنوعت حالات الضحايا الذين تلقوا الدم الملوث، بدءًا من الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث، مرورًا بالمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية، وانتهاءً بالأطفال الذين عولجوا بمنتجات البلازما.

وأكدت التقديرات أن هذه الفضيحة تمثل كارثة كبرى للمؤسسات الحكومية، إذ أدت إلى وفاة العديد وإصابة آخرين بأمراض مميتة.

اعتذار رئيس الوزراء:

صرح سوناك أمام مجلس العموم: “أنا آسف حقاً”، وعبر عن أن نتائج التقرير بأنها “يوم عار للدولة البريطانية”.

كما وعد بتقديم ما يلزم من أجل تعويض عائلات الضحايا والمصابين والتعبير عن آسف الحكومة لما جرى، لتقدر نسبة التعويضات ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني.

اقرأ أيضًا: تحذير من تفشي أمراض خطيرة بسبب انتشار البعوض في اسكتلندا

التستر على فضيحة الدم الملوث:

أشار التقرير إلى أن الحكومات المتعاقبة حتى الآن قد عملت على إخفاء الحقائق المتعلقة بفضيحة الدم الملوث، خشية من تداعيات الفضيحة وضرورة تقديم المسؤولين لاستقالاتهم.

كما قدم التقرير أدلة قاطعة تُظهر كيف أقدم بعض المسؤولين في وزارة الصحة على إتلاف الوثائق التي تخص الفضيحة بشكل كامل في عام 1993.

اقرأ أيضًا: علماء بريطانيون يطورون اختبار دم مدته 10 دقائق لتشخيص الأمراض!

ردود الفعل:

وصف رئيس مجموعة حملة “الدم الملوث” آندي إيفانز، التقرير بأنه ذو أهمية كبيرة وأنه يكشف الحقيقة للعامة ويبين الإخفاقات والتستر الذي مارسته الحكومات المتعاقبة.

وأعرب عن أمنيته بأن يكون التقرير قد صدر منذ وقت طويل وليس الآن، لتجنب خسارة العديد من العائلات لأحبائهم، وتيتم الأطفال، وفقدان أرواح الكثيرين، فضلاً عن الضحايا الآخرين الذين لم يشهدوا كشف هذا الفشل علنًا ولم يتلقوا العدالة التي يستحقونها.

اقرأ أيضًا: علاج جديد لمرض الثعلبة يحظى بموافقة بريطانية ويثير آمال المرضى

X