مدارس المملكة المتحدة تزيد أجور الأمومة لهذا السبب!

تسعى المدارس في إنجلترا إلى زيادة أجور الأمومة وتوفير خيارات عمل مرنة، في محاولة لوقف هجرة آلاف المعلمات في الثلاثينيات من العمر من مهنة التدريس.

وفي الميزانية التي أُعلِنت يوم الأربعاء الفائت، أكدت راشيل ريفز أنها ستخصص تمويلاً لتوظيف 6500 معلم جديد من خلال فرض ضريبة القيمة المضافة على رسوم المدارس الخاصة، ومع ذلك، يحذر رؤساء المؤسسات الخيرية من أن الحكومة لن تتمكن من معالجة نقص المعلمين ما لم تتخذ خطوات فعالة لمنع مغادرة النساء ذوات الخبرة.

يشير الخبراء إلى أن العبء الكبير للعمل والشعور بالذنب بسبب عدم توفر الوقت لأطفالهن، إضافة إلى حزمة أجور الأمومة التي لا تتماشى مع بعض أصحاب العمل الآخرين، تدفع المعلمات إلى الاعتقاد بأن الأمومة غير متوافقة مع مهنة التدريس.

اقرأ أيضاً: ميثاق الوالدين في مدارس بريطانيا

وفي ذات السياق، وافقت أكاديمية التحالف التعليمي، التي تدير 10 مدارس في هال وشرق يوركشاير، الأسبوع الماضي على تقديم ما تعتقد أنه سيكون مناسباً لتعزيز دعم المعلمين، وقال جوني أوتلي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة: “لا ينبغي لأحد أن يضطر إلى الاختيار بين أن يُنظر إليه كمدرس جيد أو كأب أو أم جيدة، لقد دفعت هذه المعضلة العديد من المعلمين والقادة المتميزين إلى مغادرة المهنة، ويجب أن تتوقف هذه الظاهرة”.

من جانبها، أوضحت نيكي كانينجهام سميث أنها تركت وظيفتها كمساعدة مديرة في سن السادسة والثلاثين بسبب شعورها “بالإرهاق والذنب”، وأضافت: “أنت توعظ الأسر بأهمية التفاعل مع أطفالهم، بينما تكون مرهقاً لدرجة أنك لا تستطيع القيام بذلك مع أطفالك”.

بعد عامين من مغادرتها للتدريس، قبلت كانتينجهام سميث وظيفة جديدة في قيادة المدرسة لتنسيق خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن بشرط أن يتبنى صاحب العمل أسلوب عمل مرن. وأشارت إلى أنها كتبت في طلبها: “لقد كتبت أكثر فقراتي شجاعة، قائلة إنني أؤمن بالتوازن بين العمل والحياة وأحتاج إلى أيام الجمعة إجازة، إذا لم تتمكن من تقديم هذا، فيرجى عدم إجراء مقابلة معي”.

توافق مؤسسة أوتلي الآن على 98% من جميع طلبات العمل المرن، وتتبنى سياسة تضمن تمكين الموظفين من حضور أيام الرياضة والمسرحيات المدرسية لأطفالهم، وهما حدثان حيويان غالباً ما يغفلهما المعلمون أثناء رعايتهم للأطفال الآخرين.

ولفت جوني أوتلي إلى أن أزمة توظيف المعلمين لن تُحل إلا إذا كان المعلمون ذوو الخبرة مستعدين لتوصية الآخرين بالانضمام إلى المهنة.

اقرأ أيضاً: مدرسة في لندن تدعم التعليم الفردي دون معلمين

إلى جانب هذه الأكاديمية، قامت مؤسسات أخرى بتعزيز حزم الأمومة التي تقدمها، بما في ذلك سلاسل PolyMAT ومقرها لندن وCharter Schools Education Trust، وDixons، التي تدير 16 مدرسة وكلية في الشمال الغربي، كما تقدم حفنة من أحياء لندن، بما في ذلك لامبث وهارينجي وكامدن، عروضاً أعلى بكثير من المتوسط الوطني بعد مفاوضات النقابات.

ولكن مع قيام أصحاب العمل مثل الخدمة المدنية ومحلات السوبر ماركت بتقديم إجازة مدفوعة الأجر لمدة ستة أشهر، يقول النشطاء إن العرض القياسي المتاح للغالبية العظمى من المعلمين يدفع النساء إلى الخروج.

قالت إيما شيبرد، مؤسسة مشروع معلمي الأمومة ومعلمي الأبوة، الذي سلطت أبحاثه الأخيرة الضوء على أن الأمهات المرهقات في الثلاثينيات من العمر يشكلن أكبر مجموعة تترك التعليم الحكومي، إنه سيكون “قصر نظر” من جانب الحكومة إذا ركزت على المعلمين الجدد دون معالجة انخفاض أجور الأمومة والاحتفاظ بها، مؤكدة بأن وجود قاعدة مستقرة من المعلمين ذوي الخبرة يعني وجود مدرسة مستقرة، وتركز الحكومة على جلب معلمين جدد ولكن هذه القاعدة تنهار.

اقرأ أيضاً: تغيب 326ألف معلم بريطاني عن العمل العام الماضي، والسبب؟

جدير بالإشارة إلى أن مدة إجازة الأمومة القانونية تبلغ 52 أسبوعاً، مقسمة إلى فترتين: الأولى هي الإجازة العادية التي تمتد لـ26 أسبوعاً، تليها الإجازة الإضافية التي تستمر لـ26 أسبوعاً أخرى، على الرغم من أن الأمهات غير ملزومات بأخذ الإجازة كاملة، فإنهن يجب أن يأخذن إجازة لمدة أسبوعين على الأقل بعد ولادة الطفل.

وتُدفع أجور الأمومة القانونية لمدة تصل إلى 39 أسبوعاً، إذ تتلقى الأم 90% من متوسط أرباحها الأسبوعية (قبل الضريبة) خلال الأسابيع الستة الأولى، بعد ذلك، يُدفع مبلغ قدره 156.66 جنيه إسترليني أو 90% من متوسط الأرباح الأسبوعية، أيهما أقل، خلال الأسابيع الـ33 التالية، وتُخصَم الضرائب والتأمين الوطني من هذه المبالغ، ويمكن استخدام حاسبة إجازة الأمومة لمعرفة القيمة الدقيقة المحتملة.

اقرأ أيضاً: إيقاف خطط افتتاح 44 مدرسة حكومية في إنجلترا