قبل أيام، وتحت سماء العاصمة البريطانية لندن، كسرَ هديرُ الحشود التي تطالب بالعدالة صمت الشوارع، واتّحدت الأصوات من مختلف الأعراق والجنسيات لتشكل نغمة واحدة تنادي بالحرية والسلام للفلسطينيين.
تشابكت الأيادي، وارتفعت اللافتات التي تحمل الآلام والآمال، لتروي قصة شعب يقاوم وسط دمار لا يهدأ، وعلى وقع خطوات المتظاهرين، عَلَت الدعوات بوقف إطلاق النار، وبحظر الأسلحة، وارتسمت مشاهد تعكس تضامناً لا يعرف الحدود، ويطالب بوقف النزيف المستمر في غزة.
اقرأ أيضاً: الحكومة البريطانية: ضرورة وقف النار الإسرائيلي على غزة
وفي إطار المسيرة الوطنية الثامنة عشرة لدعم فلسطين، انطلق المتظاهرون من وسط العاصمة البريطانية لندن، ، متوجهين سيراً نحو السفارة الإسرائيلية في لندن، وشارك في المظاهرة عشرات الآلاف، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وفرض حظر على تسليح إسرائيل.
وخلال التظاهرة، دعا المشاركون الحكومة البريطانية إلى فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات مثل “أنقذوا غزة”، “أوقفوا تسليح إسرائيل”، و”نريد وقفاً فورياً لإطلاق النار”.
التظاهرة، التي شهدت أيضاً هتافات تنادي بـ “الحرية لفلسطين”، ضمّت شخصيات بارزة، من بينها النائبة المستقلة في البرلمان البريطاني، ابسانا بيجوم، والسفير الفلسطيني في لندن، حسام زملط، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
وأبدى المتظاهرون تعاطفهم مع الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور أزغي أيغي، التي قتلت على يد قناص إسرائيلي في الضفة الغربية أثناء مشاركتها في احتجاج ضد الاستيطان، معربين عن تعازيهم لأسرتها.
اقرأ أيضاً: آلاف يتجمعون في لندن للمشاركة في مسيرة مؤيدة لفلسطين تطالب بوقف إطلاق النار في غزة
وفي كلمتها للمتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية، دعت النائبة “بيجوم” الحكومة البريطانية إلى وقف كامل لتصدير الأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين في غزة، ووصفت تعليق تصدير بعض أنواع السلاح بأنه “غير كافٍ”، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والاعتراف بدولة فلسطين.
من جانبه، قال السفير الفلسطيني حسام زملط إن العالم يقف مكتوف الأيدي أمام ما وصفه بالإبادة الجماعية والتدمير المستمر الذي تمارسه إسرائيل في غزة منذ 11 شهراً، متهماً إياها بممارسة “التطهير العرقي” بحق الشعب الفلسطيني، ومشيراً إلى أن إسرائيل الآن تنقل هذا الدمار من غزة إلى الضفة الغربية.
يشار إلى أن الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل شهد تصاعداً كبيراً منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، التي جاءت كرد فعل فلسطيني على الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والأقصى، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، وخاصة النساء والأطفال، الأمر الذي أثار انتقادات دولية متزايدة لإسرائيل.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تدخل حالة موت سريري!
ومنذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في غزة، شهدت بريطانيا سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات المستمرة ضد السياسات الإسرائيلية والعدوان المتواصل على غزة، وهذه الاحتجاجات لم تكن عفوية أو فردية، بل شكلت حركة تضامن واسعة يقودها ناشطون ومنظمات حقوقية تدعم القضية الفلسطينية، حيث شهدت لندن ومدن أخرى في المملكة المتحدة موجات من التظاهرات المتواصلة، تنديداً بالهجمات العسكرية الإسرائيلية والمطالبة بوقف إطلاق النار فوراً.
أبرز هذه التحركات هي المسيرات الوطنية التي تنظم بشكل دوري في لندن، حيث يتجمع المتظاهرون في قلب العاصمة، مشكلين ضغطاً متزايداً على الحكومة البريطانية لتغيير موقفها من تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
اقرأ أيضاً: جاستن بيبر يثير الجدل بدعمه إسرائيل بعد طوفان الأقصى!
