يواجه الآلاف من عمال الصلب في شركة “بريتيش ستيل” (British Steel) في بريطانيا خطر فقدان وظائفهم قبل عيد الميلاد، إثر تحول يجري العمل عليه باتجاه الاعتماد على الأفران الكهربائية بدلاً عن أفران الصهر الحالية.
وذلك وسط مخاوف من أن الشركة قد تسرّع خططها لإغلاق أفران الصهر في مدينة “سكَنْثورب” (Scunthorpe)، وفقاً لما ذكرته نقابة “جي إم بي” (GMB) العمالية.
وفي تعليقها على ذلك، حذرت النقابة من أن إغلاق هذه الأفران قد يتسبب في فقدان 2500 وظيفة، الأمر الي سيؤدي إلى تداعيات كارثية على المجتمع المحلي في مقاطعة “نورث لنكولنشاير” (North Lincolnshire) حسب تعبيرها.
ومع ذلك، أكدت الشركة المملوكة للصين أنها لم تتخذ أي قرار نهائي حتى الآن.
اقرأ أيضاً: بريطانيا: شبهات بالاحتيال تطال قطب صناعة الصلب سانجيف غوبتا
تجري حالياً شركة “بريتيش ستيل” ومالكها “جينغيي” (Jingye) محادثات مع الحكومة البريطانية للحصول على دعم مالي بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني، بهدف الانتقال إلى تكنولوجيا أقل تلويثاً للبيئة.
وفي هذا السياق، دعت النقابة كل من شركة “بريتيش ستيل” والحكومة البريطانية إلى فتح حوار مباشر مع الموظفين، وسط تزايد القلق بشأن إمكانية إغلاق الأفران في وقت أبكر من المتوقع.
وأعلنت “بريتيش ستيل” في وقت سابق عن خططها لبناء فرن قوس كهربائي كجزء من جهودها لتقليل انبعاثات الكربون، ما سيؤدي إلى استبدال أفران الصهر الحالية في موقع “سكَنْثورب”.
وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من إعادة هيكلة صناعة الصلب في المملكة المتحدة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بمستقبل منشآت تصنيع الصلب في “بورت تالبوت” (Port Talbot) بجنوب ويلز.
وتتضمن هذه الخطط استبدال الأفران العالية في “سكَنْثورب” بفرن كهربائي في “سكَنْثورب” وآخر في موقع آخر في “تييسايد” (Teesside)، شمال يوركشاير.
إلا أن تشغيل الفرن الكهربائي يحتاج إلى عدد أقل بكثير من الموظفين، ما يعني احتمالية تسريح أعداد كبيرة من العمال.
وحتى الآن، لم يتم الإعلان عن تفاصيل دقيقة بشأن الجدول الزمني لهذه التغييرات، فيما اقترحت الشركة في وقت سابق استمرار العمليات الحالية حتى يتم الانتقال بالكامل إلى تصنيع الصلب باستخدام الفرن الكهربائي.
وفي تصريحها، قالت “شارلوت برمبتون تشايلدز” (Charlotte Brumpton-Childs)، المسؤولة الوطنية في نقابة “جي إم بي”: «إن الإغلاق المبكر لأفران الصهر في سكَنْثورب سيكون مدمراً للمجتمع والقوى العاملة».
وأضافت: «أكدوا لنا طوال العملية أن عمليات فرن الصهر ستستمر خلال بناء الفرن الكهربائي، ولم يتم إجراء أي مشاورات حول الإغلاق المبكر».
اقرأ أيضاً: العمالة الوافدة إلى بريطانيا ستواجه صعوبات في الأيام المقبلة.. إليك الأسباب!
ومن جانبها، قالت شركة “بريتيش ستيل”: «إن وارداتنا من المواد الخام مستمرة، لكنها انخفضت في ضوء المشاكل الإنتاجية الحالية، ونعمل على استعادة مستويات الإنتاج من أفراننا القديمة. نحن نتناقش مع الحكومة بشأن خططنا لتخفيض الكربون، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد».
هذا ويعتبر الفرن الكهربائي حلاً لتدوير الخردة المعدنية باستخدام الكهرباء النظيفة المنتجة من مصادر متجددة للطاقة كالشمس مثلاً، على عكس أفران الصهر التي تعتمد على الفحم الحجري، والتي تؤدي إلى انبعاثات كربونية لا مفر منها.
وكانت قد قدرت النقابات في وقت سابق أن حوالي 2000 موظف قد لا يكونوا قادرين على الاستمرار بالعمل مع تطبيق الأفران الكهربائية في سكَنْثورب، رغم أن الشركة لم تُبلغ العمال بعدد الوظائف التي قد تتأثر.
اقرأ أيضاً: إضرابات بريطانيا متواصلة لأشهر.. تهديد قطاع السكك الحديدية بالكامل
