تحتضن المملكة المتحدة عالم من الفنون المدهشة، من المعارض الفنية في المدن الكبرى إلى المنحوتات الفريدة في الريف، تقدم لك هذه البلاد تجربة فنية تأسر الحواس، وفي هذا المقال سنعرفك على أفضل الوجهات الفنية في المملكة المتحدة.
وجهات فنية رائعة في المملكة المتحدة
يقع معرض تيت سانت إيفز، الذي يزين واجهته الزجاجية الشاطئ مباشرة، في موقع يتنافس مع جمال المحيط الأطلسي، وتتفوق المجموعة الدائمة فيه على أي صخرة ضخمة، حيث ينجذب الفنانون إلى هذه البقعة الكورنوالية بحثاً عن الضوء الذي يُضفي سحراً خاصاً على أعمالهم، يضم المعرض قطعاً لباربرا هيبورث، وبن نيكلسون، وبرنارد ليتش، ونوم جابو، وروثكو.
أما في نيوماركت، يبرز مركز التراث الوطني لسباقات الخيول والفنون الرياضية البريطانية كوجهة فريدة على مساحة خمسة أفدنة، يضم هذا المركز ثلاثة مناطق جذب متميزة، حيث يمكن للزوار استكشاف متحف سباقات الخيول الوطني في Trainer’s House، والاستمتاع بمعارض Packard للفنون الرياضية البريطانية في Palace House، وكذلك لقاء خيول السباق السابقة في Retraining of Racehorses. تعج العروض اليومية في Peter O’Sullevan Arena بالأنشطة، بينما توفر المعارض الخاصة والطرق العائلية تجربة غنية، إضافة إلى مطعم ومخبز ومتجر يضيفان لمسة من الراحة والرفاهية.
وفي شوارع ليفربول، المدينة التي أشرقت كعاصمة الثقافة الأوروبية في 2008، تتجلى عظمة الفن العالمي، فعند مغادرتك محطة لايم ستريت، تجد نفسك محاطاً بالمتاحف والمعارض الفنية التي تأسر الألباب.
في معرض ووكر للفنون، تُعرض كنوز فنية تاريخية تفوق كل التوقعات، حيث تتألق أعمال عمالقة مثل روبنز ورامبرانت وديغا، هنا، يمكنك أن تلمس عبق التاريخ في كل لوحة، وتغمر نفسك في روائع ما قبل الرفائيلية والانطباعية.
أما تيت ليفربول، فهو بمثابة ملاذ للفن الحديث، داخل مستودع قديم، تجد معروضات تحكي قصصاً جديدة عبر أعمال بيكاسو ودالي، وبالقرب منه، يبرز متحف العبودية الدولي ومتحف ليفربول، حيث تتشابك الحكايات الإنسانية مع الفنون.
وإذا كنت تبحث عن لحظات من السكون، يقودك الساحل إلى شاطئ كروسبي، حيث تتناثر تماثيل أنتوني جورملي، التي تتأمل البحر في صمت مديد، هذه التماثيل، التي كانت في الأصل مؤقتة، أصبحت جزءاً من روح المكان، محطمةً الحدود بين الفن والطبيعة.
وبعيداً عن ليفربول، تتناغم في حديقة يوركشاير للنحت الأعمال الفنية الرائعة مع الطبيعة الخلابة، تنتشر المنحوتات في أرجاء الحديقة، بينما تتجول الأغنام بحرية، تتناول طعامها في هدوء، متجاهلةً صخب البشر الذين يراقبون تفاصيل النحت.
ويعد متحف ومعرض قلعة نورويتش للفنون كنزاً تاريخياً، حيث تُعد من بين أفضل القلاع النورمانية المحفوظة في المملكة المتحدة، تحتضن جدرانها صالات عرض فنية تبرز جماليات الفن، مثل لوحة “نهر نورويتش: بعد الظهر” للفنان جون كروم، مؤسس مدرسة نورويتش، كما تُعرض أعمال الفنان جون سيل كوتمان، أحد أبرز رسامي الألوان المائية في القرن التاسع عشر.
وفي غلاسكو، يأخذ متحف بوريل المكانة الرفيعة بين المعالم الثقافية، حيث يحتوي على مجموعة شاملة تضم أكثر من 8000 قطعة فنية أهدى بها السير ويليام بوريل المدينة في عام 1944، هذه القطع، التي تمثل كل قارة وكل حضارة عظمى، تتناغم مع المعارض المؤقتة التي تعزز من تجربة الزوار.
أما قصر هوتون، الذي بُني في عشرينيات القرن الثامن عشر، يبرز كأحد أرقى المنازل البالادية في بريطانيا، هنا، تتجلى أعمال جيمس توريل وريتشارد لونغ، ويُعد متحف الجندي النموذجي إضافةً مثيرةً للاهتمام، بينما تستضيف هوتون معارض بارزة مثل Hermitage Revisited وDamien Hirst، ما يعكس جاذبيتها الثقافية المتجددة.
وعلى مدار 250 عاماً، كانت الأكاديمية الملكية للفنون في بريطانيا معقلاً للمواهب الفنية، حيث احتضنت عدداً من الفنانين المهمين، ولا تقتصر شهرتها على كونها مدرسة فنية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى تنظيم عروض فنية كبرى، مؤخراً، أضيفت لها مساحة جديدة تحتضن أول عرض مجاني دائم لمجموعتها.
ويشكل متحف هيبورث ويكفيلد نقطة جذب معمارية فريدة، حيث ينفتح على نهر كالدر، يحتضن هذا المتحف أعمال فنانين مشهورين، ويعكس روح الإبداع في المنطقة.
ختاماً، الأعمال الفنية المعروضة في الوجهات الفنية في المملكة المتحدة، ليست وحدها ما تجذب الزوار، بل تجذبهم كذلك الأجواء المحيطة والفنون الحية التي تأسر القلوب، لذا، إن كنت تبحث عن وجهة تجمع بين التاريخ والإبداع، فإن المملكة المتحدة يجب أن تكون دائماً في مقدمة خياراتك.