أيام تفصل بريطانيا عن إنهاء عصر الفحم للأبد
تابعونا على:

أخبار لندن

أيام تفصل بريطانيا عن إنهاء عصر الفحم للأبد

نشر

في

428 مشاهدة

أيام تفصل بريطانيا عن إنهاء عصر الفحم للأبد

بعد أن عانق دخان المداخن سماء بريطانيا لأكثر من قرن من الزمن، تقف البلاد الآن على عتبة تحول تاريخي، وتطوي الصفحة التي كان فيها الفحم وقود الثورة الصناعية وشريان الطاقة الذي ينبض في عروق المدن والمصانع.

إذ تقترب المملكة المتحدة من إسدال الستار على هذا المصدر الملوث للبيئة، والذي شكل ماضيها الاقتصادي، فبعد أيام معدودة، ستقف آخر محطة تعمل على الفحم عن العمل، ليغمر صمتها سماء بريطانيا التي تتطلع نحو مستقبل نقي وخالٍ من الكربون.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تسعى لتوليد مستويات قياسية من الطاقة الشمسية

وفي التفاصيل، تتحضر لندن للاستغناء عن محطة “راتكليف أون سور” بعد أكثر من 140 عاماً على افتتاح أول محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم في العالم، ومحطة “راتكليف أون سور”، التي تقع بين مدينتي “ديربي” و”نوتنغهام” في منطقة “إيست ميدلاندز” بإنجلترا، هي آخر محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم في البلاد، ومن المقرر إغلاقها في 30 أيلول/سبتمبر الجاري.

أيام تفصل بريطانيا عن إنهاء عصر الفحم للأبد افتتحت هذه المحطة في عام 1967، وتتميز بثماني مداخن ضخمة تطلق دخاناً كثيفاً يؤثر على السكان المجاورين، وسيؤدي إغلاقها إلى نهاية فصل مهم من تاريخ بريطانيا في استخدام الفحم الذي لعب دوراً محورياً في الاقتصاد البريطاني منذ القرن التاسع عشر وحتى نهاية التسعينيات.

ومن الحوادث البارزة في تاريخ الفحم في بريطانيا، حادثة «الضباب الدخاني الكبير» التي وقعت في لندن عام 1952، والتي أدت إلى آلاف الوفيات نتيجة التلوث المرتفع، إلّا أنه ومع مرور السنوات، شهدت نسبة استخدام الفحم انخفاضاً ملحوظاً في البلاد، حيث كانت تمثل 70% من مصادر توليد الكهرباء حتى الثمانينيات، لتتراجع تدريجياً حتى وصلت إلى 1% فقط في العام الماضي.

اقرأ أيضاً: توليد الكهرباء من الرياح.. خطوات سعودية كبرى نحو مستقبل أكثر استدامة

يشار إلى أن إغلاق محطة “راتكليف أون سور” يعكس التزام بريطانيا بالتحول نحو إنتاج الكهرباء بشكل خالٍ من الكربون بحلول عام 2030، في إطار تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقد أثنى الباحثون على هذه الخطوة، معتبرين إياها رسالة قوية للعالم حول أهمية التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وبينما تستعد بريطانيا لهذا التحول، تعتمد بشكل متزايد على الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة النووية لتلبية احتياجاتها من الكهرباء.

ومع هذه الخطوة، تكون بريطانيا أول دولة تتخذ هذه الخطوة من دول «مجموعة السبع (G7)»، وهي تحالف اقتصادي وسياسي يضم سبع دول صناعية كبرى في العالم، وهي: الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، واليابان.

اقرأ أيضاً: اقتصاد بريطانيا سيتلقى الضربة الأكبر بين مجموعة الدول السبع.. والأسباب!

وكانت قد تأسست هذه المجموعة في سبعينيات القرن الماضي كرد فعل للأزمات الاقتصادية العالمية، وهي تهدف إلى مناقشة وتنسيق السياسات الاقتصادية والتجارية العالمية، وإلى جانب الاهتمامات الاقتصادية، تتطرق المجموعة إلى قضايا بيئية واجتماعية وسياسية.

وفي سياق التحول الطاقي المنشود، تلعب مجموعة السبع دوراً ريادياً في تعزيز التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم، وتعمل الدول الأعضاء على تحقيق أهداف طموحة للحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.

X