إضراب عمال النظافة في برمنغهام يحول شوارعها إلى مقر للفئران
تابعونا على:

أخبار لندن

إضراب عمال النظافة في برمنغهام يحول شوارعها إلى مقر للفئران

نشر

في

76 مشاهدة

إضراب عمال النظافة في برمنغهام يحول شوارعها إلى مقر للفئران

يدخل إضراب عمال النظافة في مدينة برمنغهام Birmingham أسبوع السادس على التوالي بعد قرار مجلس المدينة خفض أجورهم، ومع هذا الإضراب انتشرت القمامة في كل مكان وأصبحت موطن لكثير من الآفات والفئران، إلا أن هذا الإضراب كشف عن تفاوت طبقي كبير بين الأحياء الثرية والأحياء الفقيرة.

تعد مدينة برمنغهام ثاني أكبر مدينة بريطانيا، لذا منظر القمامة المنتشرة في كل مكان شكل صدمة كبيرة أمام الرأي العام، وشكل إضراب 300 عامل نظافة إلى هذه الكارثة البيئية، وارتفاع جبال من القمامة التي وصلت كميتها إلى 22,000 ألف طن في أحياء المدينة التي يسكنها أكثر من 1.5 مليون مواطن و400,000 أسرة.

انتشرت القمامة بشكل كبير في الأحياء الداخلية لمدينة برمنغهام حيث الكثافة السكانية الكبيرة مثل شوارع بالسال هيث Balsall Heath، سمول هيث Small Heath، وسباركبروك Sparkbrook، وليديوود Ladywood التي اكتظت بالمواطنين الحاملين معهم أكياس القمامة نحو الحاويات، وعلى بعد أميال قليلة حيث حي هاربورن Harborne الثري انتظمت سيارات جمع القمامة دون وجود أي نفايات أخرى في الطرقات.

اضطر سكان الأحياء الفقيرة والمتوسطة إلى نقل قماماتهم في السيارات إلى أماكن تواجد سيارات جمع القمامة، هناك حيث يصطف الناس طوابير للتخلص من نفاياتهم تعلو أصوات السكان للمطالبة بوجود حل مناسب وعودة عمال النظافة إلى عملهم.

إضراب عمال النظافة ليس بجديد

بدأت المشكلة مع عمال النظافة منذ يناير عندما أصدر مجلس المدينة قرار بخفض رتبهم وإلغاء منصب موظف جمع النفايات وانخفاض في أجورهم مما يؤدي إلى خسارة كل عامل لمبلغ 8000 جنيه إسترليني سنوياً، وهذا ما شكل غضب كبير لدى هؤلاء العمال مما دفعهم في البداية إلى التأخر عن عملهم وتأخر خروج سيارات جمع القمامة من المستودعات، ومع عدم الاستجابة لمطالبهم بإلغاء القرار اختاروا الإضراب كوسيلة للضغط على المجلس، وبدأ إضرابهم في 11 مارس ولا يزال مستمر إلى هذه اللحظة.

والجدير بالذكر أنه تم عقد اجتماع بين اتحاد يونايت Unite ومجلس المدينة حول موضوع عمال النظافة يوم الأربعاء الماضي، إلا أنه لم يتم التوصل إلى حل، والآن اتحاد يونايت لن يقبل بأي اجتماع آخر دون وجود حل واحد وبدون أية اجتماعات أخرى.

بالرغم من حرص مجلس البلدية على التوصل إلى حل، قدم عضو مجلس المدينة سام فورسایت Sam Forsyte ممثل منطقة كوينتون Quinton استقالته من حزب العمال بعد 40 عاماً من العضوية، احتجاجاً على التخفيضات المالية المستمرة والأزمة المتفاقمة في قطاع النفايات، وقال أنه أشار إلى هذه المشكلة منذ ثلاث سنوات إلا أن المجلس لم يستمع إليه.

يعد هذا الإضراب الثاني بعد عام 2017، إلا أنه يعد أكثر سوءً لأنه كشف عن فوارق طبقية بين الأحياء في برمنغهام، ويقول أحد خبراء مكافحة الآفات أن الفئران بدأت تتغذى على القمامة المنتشرة في كل مكان، ويصبح الأمر كارثياً في الأحياء الفقرة، من جهة أخرى قامت العديد من المرافق العامة بتنظيم أعمال تطوعية للتخلص من نفاياتها، فمثلاً مدير مشروع التوعية الأول في مسجد جرين لين Green Lane سمير سعيد نظم حملات تطوعية من المراهقين لتنظيف المكان، وأكد أن ما يحدث هو عدم وجود العدالة في المعاملة بين الأحياء الفقيرة والغنية.

كما يقول أحد المواطنين القاطنين في الأحياء الداخلية لمدينة برمنغهام أن المشكلة الكبيرة أن معظم الأحياء الخارجية يقومون بجلب قمامتهم وإلقائها في الشوارع الداخلية للمدينة، وفي نفس السياق نظمت سعدية خان، رئيسة جمعية أصدقاء حديقة سبارك جرين عدة حملات لتنظيف الحديقة قبيل عيد الفصح، إلا أن الأمور تخرج عن السيطرة.

حاولت شرطة ويست ميدلاندز إيقاف الإضراب في برمنغهام عبر تهديد العمال باعتقالهم، ونحجت في إعادة 50% من دوريات جمع القمامة إلى العمل، وبالتالي تخلصت من 5000 طن من النفايات.

إلى الآن يحاول مجلس المدينة إيجاد حل جذري لإضراب عمال النظافة، واتحاد اليونايت لن يتنازل عن مطالب العمال التي تعد من حقوقهم، وإذا استمر هذا الإضراب سيشكل كارثة بيئية حقيقية وانتشار للأمراض والأوبئة في المدينة.

اقرأ أيضاً: لا توقف لمترو لندن: عرضٌ محسّن يلغي الإضرابات!

X