أعلن عمدة لندن صادق خان عن خطة لأجل إغلاق شارع أكسفورد أمام حركة السيارات، وتحويله لمنطقة مخصصة للمشاة فقط، وذلك لتحسين تجربة السائحين والمتسوقين، إذ يعتبر هذا الشارع أحد أكثر مناطق التسوق ازدحاماً في العالم، ويزوره حوالي نصف مليون شخص يومياً.
عمدة لندن أكد أنه وفي ظل المنافسة المتزايدة التي يفرضها التسوق عبر الإنترنت وإغلاق المتاجر الكبرى والتأثير المستمر لجائحة كوفيد-1، يحتاج اشارع أكسفورد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجديده ليكون على قدر هذه المنافسة، معتبراً أن هذا الشارع الذي يبلغ طوله ميلاً واحداً كان جوهرة التاج في قطاع التجزئة في بريطانيا، وهو يحتاج المزيد من الاهتمام لجهة تحويله إلى منطقة مخصصة للمشاة فقط حتى يعود الوجهة التجارية الرائدة في العالم.
وتتضمن خطة عمدة لندن حول إغلاق شارع أكسفورد إعادة توجيه الحافلات الحمراء ذات الطابقين وسيارات الأجرة السوداء التي تصطف في شارع أكسفورد إلى مكان آخر، وإضافة مقاعد وإضاءة و64 معبراً جديداً أو محسناً للمشاة، وهو ما من شأنه بحسب خان أن يسهم في زيادة عدد الزوار والإنفاق، وتعزيز الإيرادات الضريبية.
عمدة لندن صادق خان الذي يعتبر أول مسؤول بريطاني منتخب يفوز ثلاث مرات بمنصب رئيس بلدية لندن أبدى حماسه للعمل مع الحكومة الجديدة، وتجار التجزئة والشركات المحلية على تنفيذ هذه الخطط، التي ستساعد في استعادة هذا الجزء الشهير من العاصمة مجده السابق.
واستناداً إلى الجداول الزمنية لمقترحات خان السابقة، من المحتمل أن يتم تحويل النصف الغربي من الشارع إلى منطقة مخصصة للمشاة بحلول عام 2027، كما من المتوقع أن توقع نائبة رئيس الوزراء، أنجيلا راينر، على إنشاء منطقة تطوير بلدية مقترحة، بما يمنح خان صلاحيات أكبر لإحياء الخطط التي طرحها لأول مرة عام 2017.
وبدأ شارع أكسفورد يتعافى مؤخراً من انخفاض أعداد الزوار، بسبب القيود التي تم فرضها على التجارة والسفر المحلي والدولي بشكل كبير خلال جائحة كورونا، إذ يزوره الآن حوالي 500 آلاف شخص يومياً بزيادة 12% على مدار السنة الماضية، ولكن رغم هذا التحسن لا تزال أعداد الزائرين أقل بنسبة 20% عما كانت عليه قبل الجائحة.
خطة عمدة لندن لم تلق قبولاً كبيراً لدى مجلس وستمنستر، بسبب مخاوف الشركات والمقيمين من إعادة توجيه الحافلات، والتي قد تُعطل خطط التجديد البالغ قيمتها 90 مليون جنيه إسترليني والتي كانت جاهزة للتنفيذ، إذ يعتقد المجلس أن الوصول المباشر بالحافلات ضروري للعديد من المتسوقين والعمال، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأسر والأشخاص ذوي الدخل المنخفض.
السلطات البلدية في لندن وفي محاولة منها لإعادة إحياء أحد أشهر وجهات التسوق عالمياً، أطلقت في وقت سابق بالتعاون مع مئات المتاجر خطة شاملة بكلفة 90 مليون جنيه إسترليني، لتطوير وتحسين الشارع الممتد من محطة توتنهام كورت رود إلى ماربل أرتش، من خلال زيادة أماكن عبور المشاة، وتوسيع الأرصفة، وإضافة مزيد من الأشجار والإضاءة والمقاعد، لإتاحة الفرصة أمام المتسوقين للاستمتاع بتجربتهم.فضلاً عن تحويل المنطقة المجاورة لفندق “كلاريدجيز” إلى منطقة مخصصة للمشاة فقط، وبالتالي إغلاق شارع أكسفورد جزئياً.
ويمثل شارع أكسفورد جوهرة قطاع التجزئة البريطاني، الذي يقدر بنك “بي إن بي باريبا” حجم الاستثمار فيه السنة الماضية بنحو 100 مليون جنية أسترليني، مع توقعات بارتفاع هذه الاستثمارات بنحو 3 أو 4 مرات خلال السنة القادمة.
وشهد قطاع التجزئة في بريطانيا عام 2022 تراجعاً كبيراً، إذ وبحسب مركز أبحاث البيع بالتجزئة “ذا سينتر فور ريتيل رسيرتش” أغلق 17145 متجراً في شوارع التسوق الرئيسة ومواقع أخرى بجميع أنحاء المملكة المتحدة، وذلك بارتفاع نحو 50 في المئة مقارنة بعام 2021، عندما أغلق 11449 متجراً، في حين تعرض 5500 متجر تعرض للإفلاس.
وكشفت بيانات مكتب الإحصاءات البريطاني ارتفاع مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة خلال الربع الأول من عام 2024 بنحو 1.9 في المئة على أساس ربع سنوي، وارتفاع أحجام مبيعات متاجر وقود السيارات والمتاجر غير الغذائية بنسبة 3.2 في المئة و0.5 في المئة على الترتيب، ما قابله انخفاض في مبيعات متاجر المواد الغذائية ومبيعات تجار التجزئة خارج المتاجر بنسبة 0.7 في المئة و1.5 في المئة على الترتيب.