منذ أيام، أعلنت الحكومة البريطانية أن أسعار تذاكر القطارات ستشهد زيادة بنسبة 4.6% العام المقبل، في حين سترتفع تكلفة معظم بطاقات السكك الحديدية بمقدار 5 جنيهات إسترلينية.
ورغم أن المستشارة راشيل ريفز لم تتطرق إلى هذه الزيادات خلال خطابها أمام مجلس العموم يوم الأربعاء الفائت، إلا أنها أُشير إليها في وثيقة ميزانية وزارة الخزانة.
وفي سياق الميزانية نفسها، كشفت المستشارة عن زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني، في خطوة تهدف إلى تحسين المالية العامة، مع التزامها بزيادة الإنفاق بمليارات الجنيهات على المدارس وخدمة الصحة الوطنية..
وأفادت وزارة الخزانة البريطانية أن الزيادة المتوقعة بنسبة 4.6% في أسعار السكك الحديدية المنظمة لعام 2025 تفوق بمقدار نقطة مئوية واحدة مؤشر التضخم لأسعار التجزئة في يوليو، مؤكدة أن هذه هي أدنى زيادة مطلقة شهدتها السكك الحديدية في ثلاث سنوات.
كما أوضحت الوزارة أن الزيادة بمقدار 5 جنيهات إسترلينية في تكلفة بطاقات السكك الحديدية، التي تقدم خصومات لمجموعات متنوعة من الأفراد، ستخضع لمراجعة من قبل القطاع، وتبلغ تكلفة معظم هذه البطاقات 30 جنيها إسترليني سنوياً.
وفي ذات السياق، انتقدت حملة من أجل مواصلات أفضل قرار الحكومة بزيادة أسعار السكك الحديدية فوق معدل التضخم، ولفتت المجموعة إلى أن القيام بذلك في الوقت الذي يتم فيه تجميد ضريبة الوقود يرسل رسالة خاطئة تماماً، وأضافت: “لمعالجة تلوث الهواء والازدحام وتغير المناخ، يجب علينا أن نجعل وسائل النقل العام خياراً جذاباً وبأسعار معقولة”.
وفي تصريح جديد، أكدت منظمة “ريل بارتنرز” التي تمثل منظمات السكك الحديدية الخاصة، أن على الحكومة توجيه جهودها نحو زيادة أعداد الركاب بدلاً من فرض زيادات على أسعار التذاكر الحالية.
وقال الرئيس التنفيذي للسكك الحديدية، آندي باجنال، إن “الحكومة يجب أن تحدد الأسعار بطريقة تشجع المزيد من الناس على استخدام القطارات في المستقبل، مما يسهم في تحقيق الاستدامة المالية للقطاع ويعزز الفوائد الاقتصادية والبيئية للسكك الحديدية على مستوى البلاد”، وأضاف: “ينبغي أن يكون التركيز على جذب ركاب جدد بدلاً من تحميل الركاب الحاليين أعباء مالية إضافية”.
وتضمنت التدابير الأخرى التي أُعلِن عنها في ميزانية الأربعاء زيادات في المعدلات الأساسية لضريبة مكاسب رأس المال، وزيادة نسبة مساهمات التأمين الوطني التي يتعين على الشركات دفعها، وزيادة الحد الأقصى لأجرة الحافلة الواحدة من 2 جنيه إسترليني إلى 3 جنيهات إسترلينية.
كما رفعت ريفز الحد الأدنى للأجور، وأبقت على خفض ضريبة الوقود بمقدار 5 بنسات لمدة عام آخر، وتعهدت بعدة التزامات لتمويل البنية التحتية للسكك الحديدية – بما في ذلك امتداد خط HS2 الذي يمتد إلى محطة يوستون في لندن.
تظل التحديثات الحالية حول زيادة أسعار تذاكر القطارات سارية فقط في إنجلترا، مع توقعات بأن تعلن اسكتلندا وويلز عن أي تغييرات في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، وفيما يتعلق بأيرلندا الشمالية، لم تتوفر حتى الآن معلومات حول أي تطورات محتملة
ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ زيادات أسعار التذاكر وبطاقات السكك الحديدية اعتباراً من 2 مارس 2025، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الزيادات على الركاب في أنحاء المملكة المتحدة كلها.
جدير بالذكر أن القطارات في المملكة المتحدة من أهم وسائل النقل حالياً ومنذ القدم، فقد كانت السكك الحديدية أول نظام تم بناؤه في بريطانيا، ما ساعد على تعزيز النمو الاقتصادي، فقد سمح للناس بالسفر لمسافات أبعد وأبعد عن منازلهم، وزاد الحراك الاجتماعي، وغير الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم من خلال تزويدهم بمزيد من الخيارات ومنحهم إمكانية الوصول إلى أماكن عمل أو تعليم أو ترفيه مختلفة.
وحتى اليوم، يمكنك أن ترى هذا في نظام المملكة المتحدة المخصخص بشدة، حيث تقدم الشركات مجموعة واسعة من الحوافز مثل التسعير خارج أوقات الذروة وخيارات تقسيم التذاكر لمواصلة استخدام قطاراتها، على سبيل المثال، من خلال تقسيم تذكرتك، يمكنك غالباً توفير المال مع الحد الأدنى من التعطيل لرحلتك.
ومع ذلك، عند البحث عن تذكرة مقسمة، فمن الأفضل استخدام خدمة مخصصة يمكن أن تساعدك في العثور على أفضل الصفقات، ووعلى الرغم من أنه يمكنك القيام بذلك بنفسك، إلا أنك ستوفر غالباً المزيد من المال وستكون لديك متاعب أقل عندما تتمكن من معرفة الخيارات المتاحة لرحلتك المحددة.