يستعد قطاع الطيران في أوروبا لموجة من الإضرابات قد تتسبب في تعطيل واسع النطاق للرحلات الجوية، ما يهدد عطلة عيد الفصح للعائلات البريطانية.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الإضرابات على المسافرين المتوجهين إلى إيطاليا واليونان وفرنسا، مع دخول مضيفي الطيران ومراقبي الحركة الجوية في نزاعات عمالية قد تمتد لأسابيع.
إضراب مضيفي الطيران في إيطاليا
أعلنت نقابات عمالية إيطالية، مثل (FILT) و (CGIL) و (UIL)، عن إضراب لمضيفي طيران شركة إيزي جيت (EasyJet) اليوم 9 أبريل، من الساعة 10:30 صباحًا حتى 2:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي.
ومن المتوقع أن تتأثر الرحلات الجوية من وإلى مطاري ميلانو ونابولي، وهما من أكثر المطارات ازدحامًا للمسافرين البريطانيين.
وشركة “إيزي جيت” أكدت أنها تعمل على تقليل التأثيرات السلبية على الركاب، مشيرة إلى أنها ستتواصل مباشرة مع العملاء في حال تأثرت رحلاتهم.
ومع ذلك، فإن مثل هذه الإضرابات يمكن أن تتسبب في اضطرابات واسعة، خاصة أن الطيران منخفض التكلفة يعتمد على جداول تشغيل ضيقة، مما يعني أن أي تأخير يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الإلغاءات والتأخيرات الممتدة.
اليونان في حالة شلل جوي
في نفس اليوم، من المقرر أن ينضم مراقبو الحركة الجوية اليونانيون إلى إضراب عام يستمر 24 ساعة، وهو جزء من احتجاجات أوسع تطالب بزيادات في الأجور وتحسين ظروف العمل.
وأكدت جمعية مراقبي الحركة الجوية اليونانية أن الإضراب سيؤثر فقط على الرحلات الطارئة والخدمات الإنسانية والعسكرية، ما يعني أن الرحلات التجارية من وإلى البلاد قد تتوقف تمامًا خلال هذه الفترة.
واليونان تعد من الوجهات الرئيسية للسياح البريطانيين، خاصة خلال العطلات المدرسية.
ومع دخول الإضراب حيز التنفيذ، ينصح المسافرون بمتابعة تحديثات شركات الطيران بانتظام والاستعداد لاحتمالية إعادة جدولة رحلاتهم أو حتى إلغائها.
اضطرابات في فرنسا قد تستمر لشهور
في فرنسا، تواجه شبكة السكك الحديدية (SNCF) تهديدًا بإضرابات مستمرة من 17 أبريل حتى 2 يونيو، وفقًا لما أوردته صحيفة بريستول لايف (Bristol Live)، هذا قد يخلق مشاكل إضافية للمسافرين الذين يعتمدون على القطارات في رحلاتهم داخل أوروبا.
اقرأ أيضاً: تعويض يصل إلى 520 جنيه استرليني على رحلة طيرانك.. دليل متكامل في حالة التأجيل والإلغاء
تعويضات محتملة للمسافرين المتضررين
في ظل هذه الإضرابات، قد يجد الركاب المتضررون أنفسهم في وضع يسمح لهم بالمطالبة بتعويضات مالية.
ووفقًا لـ أنطون رادشينكو (Anton Radchenko) الرئيس التنفيذي لشركة (AirAdvisor)، فإن المحاكم البريطانية والأوروبية قد تعتبر هذه الإضرابات “قابلة للتجنب”، ما يعني أن شركات الطيران قد تلزم بتعويض الركاب عن أي تأخير أو إلغاء.
يحق للمسافرين الذين تتأخر رحلاتهم لأكثر من ثلاث ساعات أو يتم إلغاؤها الحصول على تعويض يتراوح بين 220 و520 جنيهًا إسترلينيًا، وفقًا لقانون حقوق الركاب الجويين.
وينصح الخبراء بجمع أدلة كتابية مثل رسائل البريد الإلكتروني أو الإشعارات النصية من شركات الطيران لتقديمها كدليل عند المطالبة بالتعويض.
مستقبل غير مستقر لقطاع الطيران الأوروبي
الإضرابات الحالية تأتي في ظل تصاعد التوترات العمالية في قطاع الطيران الأوروبي، حيث يسعى الطيارون والطاقم الجوي إلى تحسين الأجور وظروف العمل.
وفي فبراير الماضي، نفذ طيارو “إيزي جيت” إضرابًا، بينما شهد شهر مارس انسحاب موظفي شركة الطيران الفنلندية (Finnair) مما تسبب في إلغاء عشرات الرحلات.
ويتوقع المحللون أن تستمر هذه التوترات طوال عام 2025، ما قد يخلق مزيدًا من التحديات لقطاع الطيران، خاصة مع ارتفاع الطلب على السفر بعد انتهاء القيود المرتبطة بجائحة كورونا.
ما الذي يجب أن يفعله المسافرون؟
ينصح المسافرون البريطانيون المتجهون إلى أوروبا خلال الأسابيع القادمة بالتخطيط المسبق، ومراجعة خطط السفر بانتظام، والتأكد من حصولهم على تأمين سفر يغطي الإلغاءات غير المتوقعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسافرين استخدام حاسبات التعويضات الإلكترونية للتحقق مما إذا كانوا مؤهلين للمطالبة بتعويض عن أي اضطراب في رحلاتهم.
اقرأ أيضاً: أرخص مدينة إسبانية للطيران من لندن