إخترنا لكم
الباحث والفنان محمود البقلاوة يكشف أسرار حضارة دلمون وعوالم الفن التشكيلي في لقاء خاص مع أرابيسك لندن
نشر
منذ 6 أشهرفي
656 مشاهدة
By
Baidaفي عالم يتسم بالتغير المستمر والتداخل الثقافي، تبرز شخصيات تعكس ثراء التاريخ وعمق الهوية الثقافية، ومن هذه الشخصيات محمود البقلاوة، الباحث والفنان الذي نسج من خيوط الماضي لوحات تشكيلية تحكي قصص حضارة دلمون العريقة.
في هذه المقابلة الحصرية مع “أرابيسك لندن”، نستكشف مع محمود البقلاوة مسيرته الفريدة، ونغوص في أعماق اهتماماته التي تمتد من الآثار القديمة إلى الفنون البصرية، مستكشفين كيف تتقاطع هذه المسارات لتشكل تراثًا ثقافيًا يُلهم الأجيال.
حاورتهُ: بيداء قطليش
- لمن لا يعرفك، من هو محمود بقلاوة؟
محمود عبد الصاحب أحمد حسن البقلاوة، مواليد المنامة في البحرين عام 1966م، نشأت حياة مدنيَّة في مسقط رأسي المنامة العاصمة والشطر الأخر في قرية البلاد القديم؛ تلك القرية الواعِدة التي اعتبرتُها جنة الفردوس لجمال ذكرياتي فيها.
في العاصمة المنامة حيث الانفتاح والمُجتمع الواعي الكبير الذي يمتاز بالتعايُش بين مُختلف أطيافه وكثرة المجالس والأندية ودور العِبادة والأسواق والمكتبات والمدارس ترعرعتُ ناهلاً من مصادر الثقافة العالية تلك، واكتسبتُ خبراتٍ سريعة سمحَت لطموحاتي بالبزوغ والتنامي، تعددت هواياتي إلى أن اتضَحَ لي نهجًا بارزًا في الاهتمام بالآثار؛ لا سيَّما آثار ثقافة وحضارة “دلمون” البحرين القديمة، وتجلَّى اهتمامي بالأختام الدلمونية والكِتابات المسماريَّة باللغة السومرية لأنها تاريخ يحكي ثقافة أرض دلمون البحرين القديمة، ثم اتخذتُ من الفن التشكيلي وسيلةً لإيصال الفكر والثقافة الدلمونيَّة إلى المُتلقي عن طريق إبداع لوحات تُصوّر بعض الجوانب المخفية لثقافة دلمون في الكتابات المسمارية باللغة السومرية والنقوش الدلمونية بالإضافة إلى الجانب البصري للأختام الدلمونية.
هذا إلى جانب كوني عضوًا في “جمعية تاريخ وآثار البحرين”، و“جمعية تاريخ وآثار دول مجلس التعاون”، و“جمعية البحرين لهواة طوابع البريد”، كما كُنت عضوًا سابقًا في جمعيات مُتخصصة بمجالات رياضات الفروسيَّة.
- حدثنا عن رحلتك كباحث وفنان وكيف تفاعلت هذه الهويات مع بعضها البعض وأثرت على عملك؟
كان تخصصي في التاريخ الحديث بجانب هوايات متعددة مصاحبة معي (علم الآثار – الأنتيك – التصوير الفوتغرافي – جمع الطوابع – الرسم – السفر والسياحة – الخيل والفروسية – الكتابة والقراءة)، وكنتُ أحاول التوفيق بينها وبين وظيفتي في السكرتارية الإداريَّة لمجالات الفروسيَّة خلال تلك المرحلة، ونظرًا لمحدوديَّة الوقت لم تكُن هناك مساحة كافية منه تسمح بأن يكون نُتاجي الفني ثريًا.
من هذا البحر الواسع الذي خُضتُ في مدّه وجزرِه تشكَّلَت لدي خبرة عملية شعرتُ برغبة في الاستعانة بها للمُساهمة في تنمية وعي المُجتمع، فطوَّرتُ من هواية الفن التشكيلي عن طريق البحث والدراسة المُتعمقة والمُطالعة والتواصُل البنَّاء مع الفنانين والانخراط في الدورات وورشات العمل المُتخصصة بالفن التشكيلي، ثم وقع اختياري على “المدرسة التجريديَّة” لتكون عنوان طريقي في هذا المجال، وتخصصتُ بـ “الدّلمونيَّات” وأُعجبتُ بالفن الطّباعي.
رحلة البحث العلمي والأكاديمي في مجال الآثار والتاريخ تتطلَّبُ جُهدًا وصبرًا في دراسة وبحث المعلومة والتي يجب أن تكون على أساس علمي تاريخي، إضافةً إلى ضرورة توافر المصادر والمراجع العلمية الأصلية والمعتمدة.. كما أن تخصصي في الآثار يتطلب الوقوف على المواقع الأثرية والمعالم التاريخية؛ وهو ما يحتاج الحضور في تلك المواقع والسفر والترحال.
- ما هو أول عمل فني أنجزته؟ وكيف عكس هذا العمل اهتماماتك في ذلك الوقت؟
منهجي في تقديم المعلومة الأثرية يقوم على إبراز المادة المصنعة التي تحاكي الأثرية منها ( إذ أن تطبيق نموذج المعلومة ماديا يساعد المُتلقي على استيعاب المادَّة وفهمها بصورة أعمق)، وبالنسبة لي فإن أهم مشاريعي الفنية في المجال الآثاري هو البحث عن جذور وجود آلة موسيقية تُدعى “القيثارة” صنعت وانتجت في البحرين خلال حقبة ثقافة دلمون، فاشتغلت على هذه الدراسة وانتجت منها بحثاً أكاديمياً قائما على أسس آثارية مؤكدة أن هذه الألة الموسيقية (القيثارة الدلمونية الوترية) قد صُنعت بكامل محتوياتها بدء من رأس الثور المقدس الذي يتقدم نتوء القيثارة واجزاها الموشحة بالذهب في تلكَ الحُقبة الزمنيَّة، عندها طبعتُ كتاب “قيثارة دلمون الوتريَّة” بعد إجازة وزارة الإعلام في البحرين.
ولم أكتفِ بهذا الكتاب بل قمت بصناعة نموذج القيثارة الدلمونية شكلا وفق تصاميم ورسومات الأختام الدلمونية الكثيرة المكتشفة في جزيرة فيلكا بدولة الكويت و كذلك في البحرين، فكان هذه الثنائي ( الكتاب و مجسم القيثارة المُصنعة ) بجانب المحاضرات والكتابة عنها بمثابة أول ما يُمكن اعتباره إنجازا كبيرا بالنسبة لي.
- كيف ترى العلاقة بين التاريخ والفن؟ وكيف يمكن للفن أن يعكس أو يُعيد تفسير التاريخ، وهل يمكن اعتبار أعمالك الفنية شكلاً من أشكال البحث التاريخي ؟
إن الآثار هي الأساس الذي يعتمد عليه التاريخ والفن، فهذه التركات الأثرية المادية واللقى الأثرية تساعد المؤرخ والفنان التشكيلي في رؤاه الكتابية بالنسبة للمؤرخ والمادية بالنسبة للفنان، وعلى هذه الأساس تقام الترميمات الأثرية وصناعة القطع الأثرية لصيانة المواقع الآثارية، وبهذا تكون الأبحاث العلمية الآثارية والتاريخية قائمة على أسس علمية أصلية، بينما يُحاكي الفن هذه الجوانب مُستعينًا بمُخيّلة الفنان وبصيرته التي ترنو نحو أسلوب معيشة الإنسان وغذائه ولباسه قبل آلاف السنين.
اعتبرتُ إبراز هذا الجانب الأثاري و التاريخي جُزءًا من رسالتي، فقمتُ بتصنيع بعض نماذج هذه المواد الأثرية لأغراض الدراسة والبحث وعرضها في المحاضرات التي ألقيها عن ثقافة وحضارة دلمون العريقة.
أنتجتُ اللوحات الفنية على قماش الكتان (الكانفس)، واستعنتُ أيضًا بتقنية الطباعة الفنية اليدوية، كما أعددتُ بعض القطع المادية المصنعة وفق أشكال اللقى الأثرية الأصلية.
- ما هي أهم المواضيع التي تركز عليها في أبحاثك التاريخية؟ ما الذي يلهمك الاهتمام بها؟ وما هي أهم مساهماتك في مجال البحث التاريخي؟
لدي عدة أبحاث تاريخية آثارية مطبوعة ولدي عدد لا بأس منه غير مطبوع، ولأن التاريخ ومجالاته بحر واسع لابد من التخصص، لذا أحببتُ التخصص في مجال مُطالعة تاريخ الحضارات القديمة في الخليج والمملكة العربية السعودية وبلاد أرض وادي الرافدين و بلاد النيلين مصر.
يُلهمني الاهتمام بالمواقع الأثرية (وخاصة الفن الصخري في العلا بالمملكة العربية السعودية)، أمَّا مساهماتي فتنصب في مجالات الأثار والتاريخ من خلال المدونات الإلكترونية وكذلك من خلال جمعية تاريخ وآثار دول مجلس التعاون الخليجي.
ولأن مجال البحث التاريخي شاق ويراد له جهد وعناء فالصبر مطلوب والجلد كذلك والبحث عن المصدر والمرجع التاريخي من أهم أدوات هذه البحث العلمي.
- ما الذي دفعك إلى تأليف الكتب التي تركز على الحضارة الدلمونية؟ وما هو أكثر ما يدهشك في هذه الحضارة؟
ما دفعني إلى المساهمة في تأليف بعض الكتب هو قلة المصادر والمراجع العربية التي تتحدث عن هذا الموضوع؛ فأكثر الدراسات والكتب القائمة على ثقافة وحضارة دلمون باللغات الأجنبية (الإنجليزية – و الفرنسية – والدنماركية )، والقائمون عليها بعثات التنقيب الأجنبية، لذا جاءت مساهمتي المتواضعة أمام الكم الهائل من الدراسات والأبحاث الأجنبية المسجلة أكاديميًا في الجامعات العالمية المُعتبرة.
رغم قلة المواد الآثارية في البحرين إلا إنها تبقى جُهدًا يستحق التقدير، لقد تميزت هذه المساحة الصغيرة من الأرض التي تتوسط عالمين في ذاك الزمان حضارات وادي السند وفارس وحضارات بلاد أرض وادي الرافدين بأن تكون لها هوية استثنائيَّة مؤثرة، فكان نتاجها علامة فارقة في الأختام الدلمونية والمعابد والمستوطنات الكثيرة التي كانت سببًا في تسميتها “مملكة المدن”، وكذلك المدافن التلية والملكية منها والتي تبلغ وفق الإشارة الرسمية خمسة وثمانين ألف مدفنًا متعددا بنيت خلال ألفي سنة! أقف أمام هذه العظمة وأندهِش بالتأكيد أمام كل موقع أثري مُتسائلاً كيف تمكنت هذه الأيادي الإنسانية القديمة من تشييده بالرغم من قلة المواد والإمكانيات، وإضافة إلى ظروف المناخ والتغلب على الحرارة والجفاف وقلة الأمطار فلقد برعوا في الزراعة والإنتاج الحيواني و تشييد المدنية.
- كيف تساعدك خبرتك في علم الكتابة المسمارية وعلم النقوش الدلمونية في إبداعك الفني؟
أعتبر اطّلاعي للمرة الأولى على الكتابات المسمارية نظريا انعطافة أُخرى في حياتي الفنيَّة، كان هذا عند زيارتي المُتحف البريطاني في لندن خلال صيف أغسطس عام 2014م لأجد نفسي أمام ما بدا لي أعجوبة من عجائب الدنيا وأنا أقف أمام الكتابات المسمارية السومرية المخترعة من ذاك الزمان وأتحسسها وأتلمس تفاصيلها.
كتابات مسمارية منحوتة على جدارن وتماثيل ورقم طينية وفخاريات تُعتبر ثورة إنسانية عتيقة من أهم ما اخترعه الإنسان القديم .. ومنذ ذاك التاريخ واهتمامي يتعمَّق أكثر بهذا الجانب أكاديميا وتخصصا حتى قابلت موخراً أكبر علماء المسماريات البرفسور إيرينج فينكل الفقيه اللغوي المسماري والذي مازال يحتضنه المتحف البريطاني في لندن؛ وكذلك الآثاري الموسيقي البرفسور رتشارد دومبيل الذي أعجب ببحثي المتعلق بقيثارة دلمون الوترية.
من جانب آخر ركزتُ بحثي في الاتصال الكتابي المحلي الداخلي لثقافة دلمون، وجدته في الأختام الدلمونية بصورة نقوش دلمونية لم ترتقِ إلى نظام كتابي، لكنها نقوش إتصالية ترميزية مهمة.
وما بين الخط المسماري والنقش الدلموني أحاول في ممازجة إنتاج فن يرقى لهذه الحضارات والثقافات السابقة التي أسهمت في أزدهار ورفعة البشرية.
اقرأ أيضًا: عبدالله الفَيفي عضو مجلس الشورى السابق لأرابيسك لندن: المملكة حريصة على مكافحة العنصرية والشعر يسترد مكانته
- كيف ترى دور الفن في نشر الوعي بالتاريخ والتراث؟ وهل تعتقد أن الفن يمكن أن يلعب دوراً في تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات؟
الفن سابق للحضارة والمعتقدات الدينية، فهو بمثابة تاريخ هذه البشرية من خلال النقوشات والرسومات البدائية.. جاء الفن مؤثرا تاركاً رسالات ومُعرفاً بمحطات تاريخية انسانية وشارك في التطور الإنثروبولوجي، فالفنان صاحب رسالة وهدف ومُساهم في التعريف بأوجه المجتمعات ومختلف الثقافات، وبذلك ظهرت تدرجات في المحتوى الفني وفق المناطق و الأقاليم و الحقب الزمنية .
يقف الفنان بفرشاته بجانب صاحب القلم الكاتب والأديب وصاحب الآلة المُنتجة ليبرز الجوانب الحية المُجتمعيَّة، ومن خلال اللقاءات الفنية والمشاركات تبرز هذه السنحات الإنسانية التي يُثريها التواصل خالقًا مزيدا من التفاهمات بعيداً أي اعتبار سياسي أو عقائدي لتكون الكلمة العُليا للون والفُرشاة.
- ما هي أهم التحديات التي واجهتها في عملك كباحث تاريخي وفنان تشكيلي؟ وكيف تغلبت عليها؟
الإنتقادات الهدامة والنظرات الهازئة قد تُصادف الباحث والفنان في كُل زمان ومكان، لكن الثقة برب العالمين ثم بالنفس غالبًا ما تكون زادًا يدفع الشخص للاستمرار.
بعض المُتخصصين في تلك المجالات من ذوي الخبرة الزمنية البعيدة يرون التخصص واقفًا عندهم فيتخذون من النقد المُدمر الهدَّام سلاحًا لإحباط وتحطيم ما يبنيه الآخر، قلائل أولئك الذين يمكن اعتبارهم ذوي نفوس كبيرة مؤثرة سخيَّة بخبراتها وكريمة بالنصح البنَّاء والكلام الطيب، وهؤلاء يستحقون منا ومن المجتمع ومن الأجيال التي تتخرج على يديها كل احترام وإكبار.
لا حدود ولا سواحل للبحث العلمي التاريخي والمجال الفني التشكيلي، المُهم هو استمرارية العمل والإنتاج الذي يجعل الشخص يزيد من ثقة الشخص ويطور من مستواه.
الساحة العملية بحر متلاطم يعجز الإنسان من الاغتراف منه لأنه لا ينضب، فالتغلب على هذه العراقيل يكمن في البحث والدارسة والإطلاع والتواصل مع ذوي الاختصاص؛ وأخيراً ضرورة الإنتاج الكتابي والفني الذي يتوج عمل الشخص ويبرز شخصيته.
اقرأ أيضًا: الفنانة التشكيلية لولوة الحمود: أعمالي تعبر عما أؤمن به وعن صلتي بالواحد الأحد
- ما هي النصائح التي تقدمها للشباب الذين يرغبون في خوض مسار مشابه في البحث التاريخي أو الفن التشكيلي؟ وما هي المهارات التي يجب أن يمتلكها من يسعى للنجاح في هذه المجالات؟
عالمنا اليوم مع الرقمنة عالم مليء بالمعلومات وسهولة الحصول إليها، مع وجود آلات الفحص والتحري والتصنيع والتحليل الآثاري ومجموعات التواصل الإجتماعي التي تُسهل الوصول إلى المعلومات في أي تخصص ومجال، في زمان مضى ماكانت لدينا هذه الوسائل التعليمية متاحة ومتوافرة.
اليوم أصبحَت المادة التخصصية في مجالات الآثار والتاريخ أقرب لمُتناول طالبيها كالكتب الإلكترونيَّة التي يمكن تحميلها بسهولة من المواقع المتخصصة، كما أن هُناك فرص للدراسة والتواصل عن بعد، والاطلاع العالمي على الفن التشكيلي متاح ومتوافر مع سهولة شراء أي مادة فنية من ألوان وأدوات عن طريق المتاجر الإلكترونية العالمية الموثوقة.
المادة متاحة في هذا الزمان الرقمي؛ لكن تبقى الهمة وتبلور الطموح وتأكيد الحضور في كلا المجالات العملية والتواصل الإلكتروني كلها أمور مُساندة في تحقيق الطموح، مع ضرورة استغلال الوقت والظرف لإنتاج المطلوب.. والأهم تبقى المهارة التي يجب أن تصقل بهذه الأكاديميات في سبيل إنتاج الأعمال المادية والعملية.
- من هم الفنانون التشكيليون أو الباحثون التاريخيون الذين ألهموك في عملك؟ وكيف أثرت أعمالهم على نهجك في البحث والإبداع؟
تأثرت خلال فترة المُراهقة بأعمال السريالي سلفادر دالي، بمرور الأعوام والمراحل انتقلتُ إلى المدرسة التجريدية وجاريت مدرسة الفن الدلموني التجريدية.
في مجال التاريخ تأثرت بمدرّسي الراحل البرفسور الآب لويس بوزيه في جامعة القديس يوسف في بيروت لكونه شخصية أكاديمية حيادية علمية ومُلهمة، يدعو للتفحص في المعلومة من مصادرها والاطلاع على جميع المصادر والمراجع التي تتعلق بمعلومة مُعينة.
- ما هي أهم الأعمال الفنية التي أنجزتها؟ وكيف تعكس هذه الأعمال اهتماماتك التاريخية والفنية؟ وما هي الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلال هذه الأعمال؟
أعتقد أن الأعمال التي أنجزتها هي تلك التي تُركز موضوعاتها على ثقافة وحضارة دلمون، لا سيما تلك التي اقتنتها بعض الشخصيات رفيعة المُستوى من المُهتمين بالفن وهذا موضع إكبار لي؛ كما قمت بأهداء الكثير منها إلى المعنيين.
رسالتي هي وصول صوت حضارة دلمون العريقة إلى العالم.. في البحرين لدينا مدرسة تجريدية قديمة أساسها هم فنانو ثقافة دلمون الذين وضعوا بصماتهم في هذه الأختام بتصاوير تجريدية، وقد ورثنا عنهم هذا الشغف والولع باستمرارية الإبداع.
- ما هي أهم المعارض التي شاركت فيها؟ وكيف ساعدتك هذه المشاركات في تطوير مهاراتك واكتساب خبرة جديدة؟
أشارك في كل معارض جمعية البحرين للفن المعاصر سنويا، وأقمتُ بعض المعارض الشخصية الخاصة، كما كنت ومازلت أشارك في معارض فنية مشتركة.
أهم معرض خاص لي هو معرض “زيوسودرا” في صالة جمعية البحرين للفن المعاصر، والذي تضمَّن عددًا مُعتبرًا من اللوحات مُتعددة التقنيات.
اقرأ أيضًا: أشهر الرسامين السعوديين الذين أسسوا مسار الفن السعودي
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وما هي الأفكار التي تود استكشافها في أبحاثك ورسوماتك؟ وهل هناك مشروع بحثي أو فني تعمل عليه حالًيا يمكنك مشاركتنا تفاصيل عنه؟
في ذهني مشاريع كثيرة، لكن كل مشروع بحاجة إلى الدعم المادي بجانب الجهد العملي المبذول لتنفيذه.. من مشاريعي في الوقت الراهن الاستعداد لإنتاج أعمال فنية للمشاركة في المعارضة المشتركة، كما أن البحث عن فكرة وتصميم هوية خاصة بأعمالي الفنية هاجس ما زال يراودني.. هناك أيضًا مشروعين آمل تحققهما قريبًا: الأول إقامة معرض فني باسم “حجر”، والثاني نشر كتاب بعنوان “النقوش الدلمونية”.
- ما هي رؤيتك للمستقبل الثقافي في البحرين؟ وكيف يمكن للفن والتاريخ أن يلعبا دورا في إثرائه؟
أرى فيه مُستقبلاً واعِدًا بإذن الله، وفي هذه المرحلة بعد جائحة كورونا هب المجتمع الفني والأدبي للتعويض بعد سنوات الجائحة فصار النشاط الثقافي الشامل ( الفن – الموسيقى – الأدب ) في أوجه حاليا، ما يُضاعف من تفاؤلنا بالمستقبل ويُحمسنا على المزيد من الإبداع والإنجاز.
لا ننسى أن للجوانب الآثارية والتاريخية والفنية والموسيقية تأثيرات إيجابية تنعكس على الإنسان ذاته وعلى السياحة في البحرين أيضًا، لا سيما عند دعم انتشارها بإقامة المعارض الجماعية والفردية وإقامة السومبوزيومات الفنية الدولية.
اقرأ أيضًا: فنون الخردة والنفايات.. مهارات الفن والتشكيل بمنظور اقتصادي مستدام