الذكاء الاصطناعي.. ثورة العصر التي دفعت بالسعودية للصدارة

تتصدر السعودية دول العالم في قطاع “الإستراتيجية الحكومية” الذي يقيّم أكثر من 60 دولة في العالم، وتليها ألمانيا والصين على المرتبة الثانية والثالثة على التوالي.

ولكن ما هو مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي؟ وكيف استطاعت المملكة احتلال المرتبة الأولى في هذا التصنيف؟

كتب: عدي حسن

مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي

مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي هو أحد مؤشرات التصنيف الدولي للذكاء الاصطناعي الصادر عن موقع Tortoise Media ومقره المملكة المتحدة ويتضمن أكثر من 100 مؤشر، مصنفة في سبع ركائز فرعية، بما في ذلك الاستراتيجية الحكومية والبحث والتطوير والمواهب والبنية التحتية وبيئة التشغيل والتجارة.
وشركة تورتويس انتليجينس Tortoise Intelligence، هي شركة عالمية متخصصة في قياس مستوى تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول المختلفة، ولديها مجلس استشاري عالمي يضم خبراء في هذا المجال من جميع أنحاء العالم، حيث يهدف مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي إلى التعرف على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أكثر من 60 دولة.
وتضع شركة تورتويس انتليجينس، 100 معيار ضمن 7 مؤشرات رئيسية، لقياس تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدى الحكومات وهي: الاستراتيجية الحكومية، والبحث، والتطوير، والكفاءات، والبنية التحتية، والبيئة التشغيلية، والتجارة.

موقع السعودية على مؤشرات الذكاء الاصطناعي

جاءت السعودية في المركز الأول في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، بينما احتلت المركز الـ31 في إجمالي مؤشرات التصنيف الـ7 الأخرى، وفقاً للموقع الرسمي.
كما احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية عالمياً من حيث الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2023 الصادر عن جامعة ستانفورد.
بشكل عام، احتلت المملكة المرتبة 31 في إجمالي مؤشرات التصنيف حيث جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى، حيث سجلت 100 من أصل 100 في توليد المواهب والبنية التحتية والبحث والتطوير والاستثمار التجاري للذكاء الاصطناعي. في المركز الثاني، احتلت الصين درجة إجمالية قدرها 61.5، بينما احتلت سنغافورة المرتبة الثالثة بدرجة إجمالية قدرها 50.

وفقًا لما ذكره التقرير الذي نشرته شركة تورتويس انتليجينس Tortoise Intelligence، فإن السعودية نجحت في تحقيق المعايير بنسبة 100%، في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، حيث وضعت المملكة استراتيجية وطنية مخصصة تهدف إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية المختلفة.
وشملت الاستراتيجية الوطنية التي وضعها المملكة للذكاء الاصطناعي، وجود تمويل وميزانية ضخمة للتطوير، بالإضافة إلى تحديد ومتابعة تحقيق أهداف الاستراتيجية.

الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا sdaia»

وفقًا للدراسة المنشورة عبر موقع الشركة، إذ أنه في إطار تحقيق هذه الاستراتيجية، صدر أمر ملكي في 30 أغسطس من عام 2019، بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا sdaia»، ثم ألحقت بها بعد ذلك: مكتب إدارة البيانات الوطنية، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، ومركز المعلومات الوطني.
على مدار الأعوام الماضية عملت هيئة سدايا على تطوير استراتيجية السعودية للذكاء الاصطناعي، من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة في الجهات الحكومية، بالإضافة إلى تطوير الكوادر السعودية في مجال البيانات.
ونظرًا لأهمية الدور الذي تقوم به الهيئة، تولى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، رئاسة الهيئة لتحقيق رؤية المملكة 2030، وفقًا لصحيفة الشرق الأوسط السعودية.
وبالفعل نجحت الهيئة في تشغيل أول قمة افتراضية لمجموعة العشرين، وذلك في 26 مارس 2020، ثم بعد ذلك بناء منظومة الاتصال المرئي الآمن لعدد من الجهات الحكومية.
وفي خلال 4 سنوات تم دمج الذكاء الاصطناعي في أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، حتى أنها نجحت في نوفمبر 2022، في الحصول على أفضل مشروع تقنية لعام 2022، أيضاً حصل مركز البيانات التابع لمركز المعلومات الوطني على شهادة الجاهزية والاعتماد الدولي من معهد UPTIME.
كما خصصت المملكة العربية السعودية 20 مليار دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن ينمو سوق الدولة للبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 32.6٪ ويصل إلى 891.74 مليون دولار بحلول عام 2026.

يعد موقع المملكة العربية السعودية الأعلى مرتبة في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي دليلاً على التزام المملكة الثابت بالتقدم التكنولوجي من خلال رعاية نظام بيئي مزدهر للذكاء الاصطناعي، وتكريساً لتحقيق أهداف رؤية السعودية 20230 تواصل المملكة العربية السعودية اتخاذ خطوات كبيرة نحو مستقبل مدفوع بالابتكار والتكنولوجيا المتطورة.