أعلنت السلطات البريطانية عن حالة تأهب صحي في عموم البلاد ,طلبت فيها من المواطنين التزام منازلهم حتى لا يتضرروا من السحابة البركانية الآخذة بالتزايد.
فمنذ صباح الأحد 25 أغسطس 2024 غطت سماء المملكة المتحدة سحابة حمضية ضخمة محملة بالغازات الحارقة، عند الساعة الرابعة صباحاً.
أمّا مصدر هذه السحابة فهو الانفجار البركاني الأخير في آيسلندا، والذي أطلق سحابة ضخمة من ثاني أوكسيد الكبريت (SO2).
إلى ذلك عادة ما ينتج غاز ثاني أوكسيد الكبريت من احتراق النفط الخام أو الفحم وهناك مصانع متخصصة بإنتاجه وتعبئته.
لكن من جانب آخر تعتبر البراكين النشطة مصدراً إضافياً للغاز الحارق, لكنه ينطلق إلى السماء مع ثوران البراكين وليس بالإمكان السيطرة على حركة السحب الحامضية المتشكلة.
وفي حال كنتم تتساءلون عن الخطورة من وراء هذه السحب والتي دفعت السلطات البريطانية إلى إعلان حالة طوارئ صحية، فهناك مجموعة من العوارض الصحية التي تصيب من يستنشق الغاز وبعضها خطير قد يتسبب بالوفاة.
ومن جملة الأعراض الصحية؛ التهاب الحلق، والسعال وسيلان الأنف وحرقة في العيون وصعوبة في التنفس مع ضيق في الصدر والرئتين.
كما أنّ حالات الربو والتهاب القصبات قد تُظهر أعراضاً مزمنة على نحو مفاجئ عند البعض بعد استنشاق ثاني أوكسيد الكبريت.
نظير ذلك, أعادت السحابة الحالية للأذهان الضباب الدخاني الشهير الذي انتشر في لندن عام 1952، متسبباً بآلاف الوفيات جرّاء حالات وإصابات في الجهاز التنفسي.
ومن المتعارف عليه أن اتحاد ثاني أوكسيد الكبريت مع بخار الماء في الغلاف الجوي يؤدي إلى هطول الأمطار الحمضية.
لذلك وجهت السلطات المختصة بضرورة بقاء الأطفال والمسنين في المنازل، لضمان عدم استنشاقهم الغاز السام.
ومن الجدير ذكره أنّ ثوران البركان في شبه جزيرة “ريكجانيس” (Reykjanes) قرب “جريندافيك” (Grindavik) في آيسلندا حدث يوم الخميس 22 أغسطس وتسبب بإجلاء آلاف السكان.
كما تسبب الثوران البركاني بانتقال الضباب الدخاني الخطر إلى لندن، والثوران ناجم عن النشاط الزلزالي المستمر في المنطقة والذي أحدث خللاً في الأقنية الجوفية لباطن الأرض.
ومن الأخبار غير السارة أنّ آيسلندا ستشهد نشاطاً بركانياً لسنوات وربما عقود قادمة بحسب دراسة نفذها فريق علماء دوليين.
ومن أهم نتائج الدراسة المبنية على تحليل عينات الحمم البركانية والنشاط الزلزالي خلال السنوات الثلاث الماضية، تبين أنّ شبه الجزيرة تحتوي على نظام مترابط من أنابيب الصهارة القادرة على تغذية البراكين حتى عقود قادمة.