تشكل الشراكة الإستراتجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، مرتكزاً في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
بحيث تقوم هذه الشراكة بين الرياض وإسلام أباد على قاعدة متينة جوهرها وحدة العقيدة والإخاء وعلاقات شعبية وسياسية تجعلهما ظهير مهم في السياسة الدولية بما يمثلانه من ثقل على مختلف الصُّعد، إسلامياً وإقليمياً ودولياً.
تاريخ الشراكة السعودية الباكستانية
تعود العلاقات بين الجانبين إلى أبريل 1940م أي قبل سبع سنوات من استقلال باكستان عن التاج البريطاني، لتتجه بعد استقلالها 1947م نحو آفاق جديدة من التعاون والصداقة، حيث كانت المملكة من أولى الدول التي اعترفت بسيادة باكستان.
كما أن الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وإسلام أباد لم تغب عن رؤية 2030، التي أكدت عليها وجعلتها ركن أساسي في علاقات الرياض الدولية، مما ما أعطى العلاقات بين البلدين زخماً كبيراً على كافة الصعد.
اقرأ أيضًا: باكستاني يدخل موسوعة غينيس كأسرع كاتب نص في العالم
الشراكة العسكرية وصندوق التنمية
شكل التعاون العسكري بين البلدين واحداً من أهمها منذ منتصف الستينيات، حيث كان للقوات المسلحة الباكستانية يداً في مساعدة القوات المسلحة السعودية من بوابة الضباط المتقاعدين، ذهب مسؤولون عسكريون باكستانيون متقاعدون إلى المملكة للمساعدة في بناء القوات المسلحة السعودية، فيما كان للرياض دوراً كبيراً في دعم وإنتاج القنبلة النووية الباكستانية.
وبدوره كان الصندوق السعودي للتنمية شاهداً على المساعدات التنموية التي قدمتها الرياض لحليفتها، منها تقديم 20 قرضاً تنموياً للإسهام في تمويل تنفيذ 17 مشروعاً تنموياً في قطاعات الطاقة والسدود والمياه والصرف الصحي والنقل والبنية التحتية بقيمة 3.5 مليارات ريال، وتمويل دعم استيراد باكستان مشتقات نفطية سعودية بقيمة 270 مليوناً، وتخصيص ثلاث مِنح بقيمة 1.250 مليار لتمويل مشروعات إعادة الإعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الزلازل.
اقرأ أيضًا: تحالف بريكس الاقتصادي وتطلعات المملكة العربية السعودية.. الرهانات الصعبة والحلول البديلة!!
مركز الملك سلمان
فيما نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 194 مشروعاً حتى 31 مارس 2023م، بتكلفة إجمالية بلغت 183.400.175 دولاراً، منها 43 مشروعاً في الأمن الغذائي، و36 مشروعاً في قطاع الإيواء والمواد غير الغذائية، و63 مشروعاً في الصحة، و18 مشروعاً في التعليم، و13 مشروعاً في المياه والإصحاح البيئي، و8 مشاريع في الأعمال الخيرية، و10 مشاريع في قطاعات متعددة، ومشروع واحد في التغذية، ومثله في التعافي المبكر.
وأثمرت هذه الشراكة لإستراتيجية تأسيس مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني الذي يعد نقطة انطلاق في مسيرة العلاقات السعودية الباكستانية، ويعكس حرص القيادتين على تفعيلها وتحقيق الغاية من هذه الشراكة.
اقرأ أيضًا: مساعٍ لتعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والكويت
إن العلاقات السعودية الباكستانية والشراكة الإستراتيجية بين البلدين هي مثال على عمق الرؤية السعودية في بناء تحالفات وعلاقات متينة تساعد في تثبيت الأمن والسلام في منطقة وسط آسيا والشرق الأوسط وتؤكد أن الدول الإقليمية الكبرى تضطلع بأدوار مهمة في بناء العالم الجديد.
