العدادات الذكية ثورة تقنية أم عبئ على الأسر! | ارابيسك لندن
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

العدادات الذكية ثورة تقنية أم عبئ على الأسر!

نشر

في

40 مشاهدة

العدادات الذكية ثورة تقنية أم عبئ على الأسر!

يونيو المقبل هو الموعد النهائي أمام آلاف الأسر البريطانية بتركيب العدادات الذكية، وتقدر الأعداد بحوالي نصف مليون أسرة لديها مهلة لا تتجاوز الستة أشهر.
ويأتي هذا التغيير بعد اللجوء إلى خدمة التبديل اللاسلكي ” آر تي إس” (RTS) المسؤولة عن تقديم خدمة  العدادات التقليدية المنتشرة حالياً في البيوت، والتي يطلب منها خلال هذه المرحلة الإنتقال إلى تركيب عدادت ذكية، وهو خيار لم تلجأ إليه هذه الأسر بسبب رفضها تركيب العدادات الذكية، التي تتسبب بالعديد من المشاكل، لكنها اليوم تجد نفسها أمام الأمر الواقع.
وفي السياق من المقرر أن يتم تركيب 100 ألف عداد ذكي كل شهر وصولاً إلى يونيو المقبل، وذلك بحسب ما ذكرته هيئة تنظيم الطاقة البريطانية (Ofgem)، والتي أضافت بأنّ تشغيل عدادات عملائها سيتم في إطار خطة متكاملة.
ومن الجدير بالذكر أن العدادات الذكية التي سيتم تركيبها هي عددات لا سلكية، وسيتم توصيلها مع شركات الطاقة مع الاستغناء عن الموجة الطويلة لإذاعة “بي بي سي 4” (BBC 4).
أمّا بالنسبة لتاريخ إنتاج هذه العدادات فهو يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وكانت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC) قررت منذ فترة طويلة أن تغلق محطة البث RTS، لكنها عدلت في ذلك الوقت عن قرارها لأنها استخدمت المحطة في تشغيل عداداتها، في حين تتولى شركات الطاقة دفع مبالغ تكاليف تشغيل المحطة.

اقرأ أيضاً: تفادياً لتعطل المواقع.. شركات الطاقة تمدد موعد قراءة العدادات

العدادات الذكية ثورة تقنية أم عبئ على الأسر! وفي سياق مواز، أعلنت هيئة الإذاعة الوطنية عن استعدادها لإيقاف خدمة RTS في يونيو القادم، الأمر الذي سيجبر 600 ألف أسرة لازالت تستخدم عدادات RTS على التبديل، واستخدام العدادات الذكية، لكن العملية برمتها عانت من بطئ الموردين في عملية نقل العملاء من النظام التقليدية إلى الحديث، الأمر الذي أجبر Ofgem على التدخل وإعطاء مهل للموردين لتنفيذ عمليات النقل المخطط لها في العام الماضي 2024.

ونتيجة لهذا التحرك، أصبحت الأسر في بريطانيا تتلقى رسائل من مورديها لتخبرهم، بأن عليهم الانتقال من عدادات RTS نحو العدادات الذكية وفق مدد زمنية محددة، وإلا ستواجه هذه الأسر خطر انقطاع التدفئة والمياه الساخنة عن منازلها.

اقرأ أيضاً: الخطر يهدد ويلز: عدادات الدفع المسبق القسري تعود بعد انتهاء الحظر!

وفي سياق متصل، قالت هيئة Ofgem إنّ التغيير الحالي سيدفع آلاف الأسر البريطانية للتحول نحو النظام الجديد، والذي ستكون العدادات الذكية خياراً موحداً في جميع المنازل بالمملكة المتحدة.

لكن من جانب آخر، لا يوجد أي إجراء قانوني يجبر الموردين على إلزام عملائهم بتركيب العدادات الجديدة، ومع ذلك لن تكون المرحلة المقبلة بهذه السهولة على الأسر التي مازالت تستخدم العدادات التقليدية، لاسيما أن كل مورد يطلب منه الوصول إلى عدد محدد من تركيبات العدادات الذكية، وبهذا من غير المرجح أن يشجع الموردون الأسر على الاحتفاظ بعداداتهم التقليدية.

وفي استعراض سريع لما أنجزه الموردون في العام المنصرم 2024، يتبين أنه تم تركيب حوالي 300 ألف عداد ذكي في أنحاء بريطنيا كافة، في حين تبقى هناك 600 ألف عداد RTS ينتظر التغيير المحتوم، لا سيما أن هيئة الإذاعة الوطنية أكدت أنها ستوقف الخدمة في يونيو المقبل.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تسعى لتوليد مستويات قياسية من الطاقة الشمسية

وكانت شركات الطاقة تعتمد نظام عدادات RTS لسهولة استخدامه في الإستفادة من صفقات الطاقة والتحويل بين أسعار الذروة وغير الذروة، وبالتالي سيحصل المستخدمون على صفقات طاقة برسوم أقل خلال أوقات معينة.

الأمر الذي يضع المستخدمين في إطار مخاوف من خطر إيقاف الإستفادة من صفقات الأسعار المخفضة، والإعلان عن أسعاراً ثابتة على مدار العام.

وتتلقى العدادات الذكية التي يجري تعميمها حالياً بموجب قرارات خانقة العديد من الانتقادات، لا سيما مع الإعلان الأخير بأن آخر مهلة لتركيب هذه العدادات هو يونيو القادم، ومن المخاوف المقترحة أن تتعطل العدادات ولا تسمح للمشتركين بالوصول إلى عروض الأسعار الليلية.

من جانب آخر حرصت ofgem على إبلاغ الموردين بضرورة الحفاظ على نفس التعرفة بالنسبة لعملاء RTS أو تعرفة مماثلة قدر الإمكان، ولكن وبحسب مصادر إعلامية قد لا يكون هذا الأمر متاحاً في بعض الحالات.

وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن Ofgem تعمل على بث روح التفاؤل بين عملائها، من خلال التأكيد على أن اختيار العداد الذكي سيمنحهم إمكانية الاستفادة من عدد غير محدود من الخيارات الموفرة للمال والتي ستكون حصرية لمستخدمي العداد.

X