أعلنت بريطانيا شراء خمسة ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور المخصص للبشر، لتعزيز مخزون اللقاحات للتأهب لفيروسات الإنفلونزا التي قد تشكل خطراً على الإنسان.
وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل على قدرة الفيروس الحالي على الانتقال بين البشر، إلا أن الحكومة البريطانية اشترت اللقاح ضمن خططها لمواجهة تهديدات صحية قد تؤدي إلى جائحة مستقبلية.
وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أكدت أن أخذ اللقاحات بشكل مبكر يساهم بشكل كبير في إنقاذ الأرواح، وهو ما يبرر التدابير المتاحة التي تتخذها المملكة المتحدة للاستعداد لمجموعة أوسع من التهديدات، خصوصاً في ظل الانتشار العالمي لفيروس إنفلونزا الطيور خلال الفترة الأخيرة.
وبينت الوكالة أن خطر إنفلونزا الطيور يزداد ليس لناحية تأثيرها الرئيسي على الطيور، بل لأنها طالت أيضاً بعض الثدييات، إذ عانت أمريكا الشمالية من إصابة مئات قطعان الأبقار الحلوب، إضافة لإصابة عدد محدود من البشر معظمهم من عمال المزارع.
مدير مركز أبحاث الفيروسات بجامعة غلاسكو ماسيمو بالماري رأى أنه من الحكمة الاستعداد لما يحدث مستقبلاً عبر تأمين لقاح إنفلونزا الطيور المخصص للبشر، حتى لو لم يتم استخدامه، في حين أشار إيان براون من معهد بيربرايت إلى عدم امتلاك الفيروس حالياً القدرة على الانتقال بين البشر بكفاءة، إلا أن تعزيز مخزون اللقاحات يعتبر ضرورياً في حال حدوث طفرات محتملة تزيد من قدرة الفيروس على العدوى والانتقال بين البشر، إذ يمكن أن يلعب تأمين اللقاح دوراً محورياً في السيطرة على الفيروس في هذه الحالة.
ومن المقرر بحسب الحكومة البريطانية أن يتم تصنيع اللقاح بواسطة شركة CSL Seqirus UK Limited، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها.
بريطانيا ليست الدولة الأولى التي تشتري لقاح إنفلونزا الطيور المخصص للبشر، إذ بدأت فنلندا في وقت سابق هذا العام بتقديم تطعيم وقائي ضد إنفلونزا الطيور للعمال الذين على تماس مباشر مع الحيوانات، ممن تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق، لتكون فنلندا بذلك أول دولة في العالم تعتمد هذا اللقاح، رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة للبشر فيها بهذا الفيروس.
وبينت الحكومة الفنلندية أنها خصصت اللقاحات للأشخاص المعرضين للخطر كالعاملين في مزارع الفراء والدواجن والأطباء البيطريين المسؤولين عن مراقبة الحيوانات في هذه المزارع، وفنيي المختبرات الذين يتعاملون مع عينات إنفلونزا الطيور، والعاملين في المحميات التي تعتني بالطيور البرية أو مزارع الماشية، أو تنظيف المباني، أو مصانع معالجة المنتجات الثانوية الحيوانية، مؤكدة أنه في حال حدوث إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور، سيتم تقديم اللقاح للمخالطين الوثيقين للحالة المشتبه فيها أو المؤكدة.
وكالة رويتر للأنباء أفادت حينها أن فنلندا اشترت جرعات من لقاح إنفلونزا الطيور تكفي لحوالي عشرة آلاف شخص، وذلك ضمن صفقة يشتري على إثرها الاتحاد الأوروبي 40 مليون جرعة ل 15 دولة.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت العام الماضي نقلة نوعية طرأت على فيروس أنفلونزا الطيور، جعلته ينتقل إلى أنواع مختلفة من الثدييات، وهو ما يزيد من قلق حدوث طفرات أخرى تجعل احتمال انتقاله للبشر ممكناً، وظهور فيروسات جديدة أكثر ضرراً بالحيوانات والبشر على سواء.
كما كشفت المنظمة في وقت سابق عن وفاة أول إصابة مؤكدة لمتحور أنفلونزا الطيور في المكسيك لرجل يبلغ من العمر 59 عاماً، بعد معاناته من الحمى وصعوبة التنفس وإسهال وغثيان وإعياء عام.
ويعمل لقاح إنفلونزا الطيور على إعطاء تعليمات للخلايا لإنتاج بروتين S، وتوزيعها على أسطح الخلايا، وهو ما يسهم في تحفيز الجسد على تكوين الأجسام المضادة، وفي حال التعرض لاحقاً للإصابة بإنفلونزا الطيور تعمل الأجسام المضادة على محاربة الفيروس وحماية الشخص من الإصابة به، وبالتالي منع انتقال العدوى من شخص لآخر.
يذكر أن إنفلونزا الطيور هو مرض فيروسي يصيب الحيوانات بشكل عام والطيور بشكل خاص، إذ يستقر الفيروس في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وأنوفها، ليخرج مع برزاها ويتحول مع جفاف البراز إلى ذرات غبار متطايرة يستنشقها الدجاج والإنسان القريب من الدجاج، الذي يعتبر إلى جانب الوز والحبش والبط أكثر الطيور عرضة للإصابة بهذا الفيروس.