تحت الأضواء: بطولة العالم للسنوكر بين تراث بريطانيا وآفاق السعودية
تابعونا على:

رياضة

تحت الأضواء: بطولة العالم للسنوكر بين تراث بريطانيا وآفاق السعودية

نشر

في

86 مشاهدة

تحت الأضواء: بطولة العالم للسنوكر بين تراث بريطانيا وآفاق السعودية

في مدينة شيفيلد Sheffield البريطانية، وتحديداً بين جدران «مسرح الكروسبل» الشهير (Crucible Theatre)، تتواصل هذه الأيام فعاليات بطولة العالم للسنوكر 2025، الحدث الذي يجذب أنظار الملايين حول العالم، ليس فقط لمهارة اللاعبين ودقة الضربات، بل أيضاً لما يحمله من رمزية، قد تكون الأخيرة، قبل أن تنتقل البطولة إلى صحراءٍ أخرى… دافئة، واسعة، وطموحة.

فعقد الاستضافة المبرم بين اتحاد السنوكر المحترف ومدينة شيفيلد يشارف على نهايته في عام 2027، ومع تصاعد التلميحات والمفاوضات بشأن نقل البطولة إلى المملكة العربية السعودية، بدأت بوصلات الحديث تتعدى مجرد الظن إلى ترقّبٍ ملموس.

من تقليدية «كروسبل» إلى طموحات «الرياض»

منذ أكثر من أربعة عقود، ارتبطت بطولة العالم للسنوكر بـ«كروسبل» في علاقة تكاد تكون عاطفية أكثر منها تنظيمية. المشهد هنا كلاسيكي: مقاعد ضيقة، إضاءة خافتة، صمتٌ يشبه صمت المكتبات، وانفجارٌ للتصفيق حين ترتطم الكرة السوداء بجيبها الأخير. هذا الطابع الحميمي جزء من سحر البطولة.

لكن الزمن لا يتوقف. ومع توسّع السعودية في استضافة البطولات الرياضية الكبرى، ونجاحها في تقديم صيغ جديدة ومبهرة لأحداث مثل الفورمولا 1 والملاكمة والغولف، بات من المشروع التساؤل: لماذا لا يكون السنوكر جزءاً من هذه الرؤية الطموحة؟

النقلة المحتملة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل انتقال في مفهوم التقديم والتسويق والتوسع الجماهيري. فبطولة تُبث في قلب الرياض، داخل منشأة حديثة فائقة التقنية، قد تُعيد ضخ الحياة في لعبة بدأت تخسر جمهورها الشاب في الغرب.

روني أوسوليفان… آخر السحرة

على أرضية الحدث، يظل روني أوسوليفان (Ronnie O’Sullivan) عنوان البطولة الأكبر. صاحب الألقاب السبعة، يسعى هذا العام إلى انتزاع الثامن، وتثبيت مكانته كأفضل من لمس عصا السنوكر على الإطلاق. ومعه نجوم مثل مارك سيلبي (Mark Selby) وجود ترامب (Judd Trump)، ليتحول الحدث إلى مهرجان من المهارة والتكتيك.

تحت الأضواء: بطولة العالم للسنوكر بين تراث بريطانيا وآفاق السعودية

روني أوسيلفان

المعارضة… من باب الحنين

لا يخلو النقاش من أصوات معارضة. البعض يخشى أن تفقد البطولة طابعها التاريخي، وأن تذوب في أجواء فخمة ولكن غريبة عن تقاليد اللعبة. يخشون أن تُقدَّم الضربات في صالات أشبه بالمهرجانات منها إلى البطولات.

لكن هذه المخاوف، على وجاهتها، لا تلغي حقيقة أن الرياضة تتغير. وأن الاستثمار في السنوكر – إن تم بحكمة – قد ينقذ اللعبة من التقوقع، ويفتح أمامها أفقاً عالمياً أكبر. بل إن بعض المحللين يرون أن السعودية قد تنجح في خلق طقس جديد للبطولة، لا يقل مهابة عن «كروسبل»، ولكن بطابع مختلف، ومستقبل واعد.

في الختام…

في شيفيلد، وبين جدران «كروسبل» التي حفظت أنفاس الأبطال وضربات التاريخ، تُقام اليوم بطولة قد تكون الأخيرة في هذا المسرح العتيق. الجمهور يصفّق، الكرات تتراقص، والعيون تلاحق التفاصيل، وكأن كل لحظة تقول: «وداعاً… ربما».

وفي الرياض، مدينة الضوء الجديدة، ثمّة مقعد ينتظر هذه البطولة. مقعد لا ينكر الماضي، بل يدعوه إلى المضي معه بخطى واثقة نحو غدٍ مختلف. ليس غريباً أن تُفكّر اللعبة في الانتقال، فحتى الأساطير تحتاج أحياناً إلى هواءٍ جديد، وإلى جمهورٍ آخر يصفّق بلغة مختلفة.

اقرأ أيضاً: تيري هنري يمدح أسطورة مانشستر يونايتد

X