تعتبر المياه البيضاء (الكتاركت) من أقدم أمراض العيون التي عرفها الإنسان، حيث وضعت لها العلاجات في عدة حضارات أشهرها الحضارة الفرعونية، وطور علاجها الجراحون العرب في الأندلس.
وقال الدكتور محمود إسماعيل، أستاذ طب وجراحة العيون بطب الأزهر إن “الكتاركت من أكثر الأمراض شيوعًا، كما أن علاجها مثالي تمامًا عن طريق إزالة المياه البيضاء حتى تستعيد العين قدرتها على الإبصار.”
وأضاف: “من المنطقي أنه عند إزالة أي جزء من الجسم يقوم بوظيفة معينة، فهذا يعني أن الجسم يفقد القدرة على أداء هذه الوظيفة مرة أخرى، وهذا عكس ما يحدث عند إزالة المياه البيضاء، حيث تستعيد العين قدرتها على القيام بوظيفتها مرة أخرى بعد زراعة عدسة لتعويض القوة البصرية”.
وتابع د. إسماعيل أنه يمكن تقسيم أسباب حدوث المياه البيضاء إلى أربعة أسباب رئيسية هي:
الشيخوخة
تحدث فيها عتامة العدسة البلورية مع تقدم السن، أي تلك التي تظهر عادة بعد سن الخمسين، وسببها يكمن في تيبس الألياف البصرية الداخلية للعدسة البلورية.
المياه البيضاء الخلقية
يولد بها الطفل كعيب خلقي نتيجة إصابة الأم بحمى أثناء فترة الحمل، أو لتناولها أدوية ضارة بالجنين وقد تحدث دون وجود أي أسباب.
المياه البيضاء التصادمية (الناتجة عن الإصابات)
هذا النوع من المياه البيضاء، يكون بسبب إصابة العدسة البلورية للعين بعتامة نتيجة لاصطدام العين المباشر بشيء مدبب أو غير مدبب، ما يؤدي إلى إصابة العين بالمياه البيضاء.
المياه البيضاء المضاعفة
بسببها تحدث عتامة، إما نتيجة أمراض خاصة بالعين كالتهابات القزحية والمياه الزرقاء وعملياتها والانفصال الشبكي، أو قد يكون السبب نتيجة أمراض عامة، كالسكري الذي يسرع من حدوث المياه البيضاء لتظهر في العقد الرابع من العمر.