فقبل أن تستفيق إسبانيا من “كابوس الدهس” برشلونة وكامبرليس، استكمل الإرهابيون هجماتهم في توركو جنوبي فنلندا ووبيرتال غربي ألمانيا، لتقف القارة بأكملها على أهبة الاستعداد بإجراءات أمنية مشددة.

وتلفت الاعتداءات الجديدة الأنظار إلى استراتيجيات جديدة للإرهاب في أوروبا، فقد بدا أن المتشددون يسعون إلى مباغتة القارة بأهداف جديدة لم تشهد من قبل أعمالا إرهابية، ويلجأون في الوقت ذاته إلى أسهل وأرخص الطرق لتنفيذ عملياتهم.

فرغم عشرات الهجمات التي شهدتها أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، ظلت دول مثل إسبانيا وفنلندا بعيدة عن عين الإرهاب، حتى نفذت الخميس والجمعة 3 هجمات في برشلونة وكامبرليس وتوركو.

أما الإرهاب “السهل والرخيص” فلم يعد يحتاج سوى إلى مركبة تدهس المارة في مكان عام، أو سكين يطعن أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وفي الحالتين يلوذ المنفذ بالفرار.

ومع تشديد الإجراءات الأمنية بعد الحوادث في البلدان الثلاثة، تشن حملات مداهمات واعتقالات لمشتبه بهم، لكن الوصول إلى المنفذين والعقول المدبرة ليس بالمهمة السهلة.

فبعد هجومي الدهس في برشلونة وكامبرليس، اللذين قتل خلالهما 14 شخصا وأصيب أكثر من 100، تكثف السلطات الإسبانية بحثها عن الزعيم المفترض للخلية المنفذة، بعد أن قبضت على أعضاء مفترضين بها من الجنسية المغربية.

أما يونس أبو يعقوب الذي يرجح أنه قاد “سيارة الموت” في برشلونة فلا يزال فارا.

الحال ذاتها في ألمانيا، حيث قالت الشرطة إن منفذ (أو منفذي) هجوم الطعن في وبيرتال، الجمعة، لا يزال هاربا، وأكدت أنها لا تزال تطارده.

وفي فنلندا يخضع منفذ الطعن إلى التحقيق بعد اتهامه بالقتل “بدافع إرهابي محتمل”، بعدما قتل شخصين بسكين في الشارع وأصاب 8 أشخاص آخرين.

ومنفذ الطعن البالغ من العمر 18 عاما، مغربي الجنسية، وتم توقيفه بعد إصابته برصاصة في الفخذ، في حين اعتقل 5 أشخاص آخرين لاحقا يعتقد أنهم على صلة بالهجوم.