عاداتك اليومية تكشف عن طبيعة شخصيتك
تابعونا على:

إخترنا لكم

عاداتك اليومية تكشف عن طبيعة شخصيتك

نشر

في

880 مشاهدة

عاداتك اليومية تكشف عن طبيعة شخصيتك

ربما تكشف بعض السلوكيات الفردية لدينا الكثير عن شخصية كل منّا، وتتراوح هذه السلوكيات بين تناول أطعمة كثيرة التوابل على الغداء أو العشاء، أو الغناء خلال الاستحمام.

من بين الأسباب التي تُكسِب شخصية المرء أهمية على صعيد التحليل النفسي، أنها تكشف لنا الكثير عن نمط الحياة الذي يعيشه هذا الشخص أو ذاك.

فإذا كنت ممن يتمتعون بضميرٍ حيٍ للغاية مثلاً، فهذا يزيد احتمالات أن تنعم بصحة جيدة، وعلاقاتٍ أكثر تناغماً. أما إذا كنت صاحب شخصية انبساطية فيُرجح أن تكون أكثر سعادة، بينما ستواجه مزيداً من المشكلات التي تتعلق بالصحة العقلية إذا كنت من بين الشخصيات التي تعرف بـ “الشخصيات العصابية”.

في الوقت ذاته، يحقق أصحاب العقول المتفتحة والأفق الواسع مكاسب مالية أعلى. وبطبيعة الحال – وكما هو متوقع – عادة ما يحظى من يتمتعون بشخصيات سهلة وقادرة على التوافق مع من حولها؛ بشعبية واسعة والكثير من الأصدقاء.

ولكن شخصياتنا لا تعبر عن طبيعتها فقط في ما نحققه من نجاحٍ وسعادة على المدى البعيد، إذ أنها ترتبط بالأشياء التي نقوم بها بشكلٍ رتيب ويومي.

وقد حددت دراسة جديدة نُشرت في دورية “الشخصية والفروق الفردية” العلمية – وبشكل مفصلٍ على نحو غير مسبوق – طبيعة السلوكيات المرتبطة بالأنماط الخمسة الرئيسية للشخصية، التي تحدثنا عنها في السطور السابقة. وقد جاءت نتائج هذه الدراسة مفاجئة بحق.

ورغم الإشارة إلى أن أصحاب الشخصيات الانبساطية هم أكثر رغبة في الذهاب إلى الحفلات، وأن أصحاب الضمير اليقظ أقل ميلاً إلى تبني سلوكياتٍ تنطوي على إهمال أو تكاسل، فإنك ربما لم تكن تتوقع أن الأشخاص “الانبساطيين” يحبون كذلك قضاء وقت أطول في الاستحمام وإمتاع أنفسهم داخل المغاطس المليئة بالمياه الساخنة، أو أن من يتسمون بيقظة الضمير يقرأون أيضاً عدداً أقل من الكتب.

 

وأعد تلك الدراسة الباحثان بنجامين تشابمان من جامعة روتشستر الأمريكية ولويس غولدبرغ من معهد أوريغون للأبحاث في الولايات المتحدة أيضاً. ورسما الملامح الشخصية لنحو 800 شخص في ولاية أوريغون الأمريكية، كان غالبيتهم من أصحاب البشرة البيضاء، ومتوسط أعمارهم 51 عاماً.

وخضع أفراد العينة أولاً إلى اختبارٍ لتحديد طبيعة شخصياتهم، وذلك عبر الإجابة عن أسئلة تستهدف التعرف على مدى قرب أو بعد شخصياتهم عن 100 من الصفات الشخصية المختلفة. وشمل ذلك استخدام خصال مثل: عفيف النفس، عطوف، منظم وأنيق، متقلب المزاج، خالي البال، بشوش وذكي، مولع بالفنون والإبداع.

وبعد ذلك، قارن الباحثان نتائج اختبار الشخصية هذا بإجابات أدلى بها أفراد العينة أنفسهم بعد أربع سنوات، وذلك رداً على أسئلة طُرِحت عليهم بشأن مدى إقبالهم على ممارسة 400 من الأنشطة المختلفة على مدى العام السابق لذلك. وتراوحت هذه الأنشطة من القراءة إلى الغناء خلال الاستحمام.

وبدا من نتائج الدراسة أن الأنشطة التي يهتم بها أصحاب الشخصيات الانبساطية لا تقتصر على الاستمتاع بغمر أجسادهم في المياه الساخنة في المغاطس فقط، وإنما تتعدى ذلك إلى قضائهم وقتاً أطول في تنظيم الحفلات، واحتساء الشراب في الحانات، ومناقشة طرق جني المال، والحديث في الهاتف خلال القيادة، والقيام بأعمال الزخرفة والديكور، فضلاً عن السعي لاكساب بشرتهم سمرةً عبر الاستلقاء تحت أشعة الشمس.

وفي المقابل، أظهرت النتائج أن من يتمتعون بضمير يقظ بشدة، عُرِفوا بتجنب أنشطة متنوعة من بينها تلك التي تنطوي على تسلية بريئة مثل القراءة (وقد تكهن تشابمان وغولدبرغ أن السبب في ذلك يعود إلى أن الكثير من أصحاب الضمائر اليقظة هؤلاء قد يعتبرون أن مثل هذا النشاط ترفٌ لا ينبغي أن يُمارس إلا في أوقات الفراغ).

كما بينت نتائج الدراسة أن أصحاب الضمير الحي يتجنبون استخدام ألفاظ القسم في حديثهم، كما لا يُقدِمون على مضغ أقلام الرصاص التي يستخدمونها.

أما أفراد العينة الذين بدا أن شخصياتهم تتصف بأنها أكثر سلاسة وتوافقاً مع من حولهم، فقد قالوا إنهم قضوا وقتاً أطول في كي الملابس، واللعب مع الأطفال، وغسيل الصحون. وقد يعود ذلك إلى أن ما يكنونه من دوافع قوية يدفعهم لإبقاء المحيطين بهم سعداء، وهذا يعني تفضيلهم لأداء الأعمال المنزلية، للحيلولة دون أن تسود منازلهم أجواء غير مواتية. والأمر المدهش أيضا أن هؤلاء كانوا أكثر ميلاً للغناء خلال الاستحمام أو قيادة السيارة.

في الوقت ذاته، كشفت الدراسة عن أن المصابين بالعصاب ينخرطون بشكل أكبر في أنشطة ترتبط بمساعدتهم على تقليص المحن النفسية التي يعانون منها، مثل تناول المزيد من المهدئات والعقاقير المضادة للاكتئاب.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X