تعرض العداء الأولومبي محمد فرح أو السير مو فرح كما يدعوه البريطانيين لحادثة سرقة، عندما قام لصيّن بسرقة هاتفه المحمول ليقوم السير مو بالركض خلفهم واستعادة هاتفه.
وفي التفاصيل، كان يعتقد العداء الأولومبي السير مو أن أيام السباقات قد انتهت، وأن قدراته الجسدية لم تعد كما كانت حتى تعرض لموقف سرقة أكد العكس.
إذ كان محمد فرح قد خرج برفقة زوجته تانيا الأسبوع الماضي للركض في أحد شوارع مجمع سكني ثري الممتد على مساحة 964 فداناً، ولاعتقاده أن المجمع مؤمن، وذلك بفضل الإجراءات الأمنية المكثفة في الموقع، ترك جهازه على جانب طريق خاص، على أن يعاود لأخذه بعد الانتهاء من الركض.
ولكن بعد لحظات، رصد بطل سباقات 10 آلاف و5 آلاف متر السابق شاحنة بيضاء كبيرة، بدت غريبة ولا تتناسب مع نوع السيارات الرياضية والسيارات الفاخرة التي عادة ما نراها حصرياً في تلك المجمعات السكنية، وتوقفت الشاحنة البيضاء ليقوم أحد المتواجدين داخلها بالتقاط هاتف محمد فرح الملقى على طرف الطريق ويلوذون بالفرار، وبلحظة أظهر السير مو ذو41 عاماً، كما وصفه أحد الشاهدين على الحادثة بـ “السرعة الأولمبية” لعداء من الطراز الأول، إذ أطلق العنان لروحه التنافسية وانطلق “بأقصى سرعة”، ليطاردهم على طول الطريق وأمام زوجته التي تراقبهم، حتى استطاع اللحاق بهم واستعادة هاتفه المحمول.
يُقال إن السير مو فرح غاضب من تخاذل الأمن المتواجد في المجمع السكني، وقدرة اللصوص من تجاوز حواجز الأمن المكثفة على مدار الساعة، والتي من المفترض أن لا يستطيع أي لص أو مجرم من الدخول إليها، وقالت إحدى الصحف البريطانية أن محمد فرح قدم طلباً لفتح تحقيقاً بالحادث.
وكان قد أعلن السير مو فرح اعتزاله بعد أن احتل المركز الرابع في سباق جريت نورث ران في تاينسايد في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وهو السباق الذي فاز به ست مرات محققاً رقماً قياسياً، وأصبح اسماً مألوفاً بعد فوزه بالميدالية الذهبية في سباقي 5000 و10000 متر في أولمبياد لندن 2012، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى احتفاله المميز “Mobot”.، ثم كرر نجاحه في الفوز بالميداليتين الذهبيتين في ريو عام 2016 ولديه أيضاً ستة ألقاب في بطولة العالم لألعاب القوى وخمسة ألقاب أوروبية باسمه.
تم اختيار السير مو فرح كشخصية العام الرياضية من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في عام 2017 وكان زميلًا في سلسلة عام 2020 من برنامج I’m A Celebrity Get Me Out Of Here على قناة ITV.
وخلال جلسة تدريبية له عام 2019 كشف محمد فرح معلومات عن طفولته وحياته الشخصية، إذ صرح أنه ولد في الصومال، وتم تهريبه إلى المملكة المتحدة عندما كان طفلاً وأُجبر على العمل كخادم منزلي، وقد قُتل والده في أعمال عنف مدنية عندما كان في الرابعة من عمره فقط.
وقد تزوج السير مو فرح من تانيا، العداءة الهاوية المخضرمة في سباقات المسافات الطويلة منذ عام 2010، التي كانت صديقة طفولته، إذ كانا يرتادان نفس النادي الرياضي غرب لندن.
وكان السير مو فرح قد عرض مؤخراً قصره المكون من ثماني غرف نوم للبيع مقابل حوالي 6 ملايين جنيه إسترليني، ويضم القصر مسبحاً خارجياً فاخراً، ومجهز بهاز جري في الصالة.
كما تم عرض قصة حياته في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية بعنوان “مو فرح الحقيقي” عام 2022 تناول فيها مراحل حياته من العبودية إلى تحقيق ألقاب عالمية في الجري.
وقال متحدثاً عن طفولته أنه عاشها مع خالته وعمته، وكان اسمه الحقيقي حسين عبدي كاهين، وفي عام 1993 تم تهريبه إلى المملكة المتحدة كمهاجر غير شرعي باستخدام جواز سفر مزور يحمل هويته الجديدة “مو فرح” – وهو اسم سُرق من طفل آخر.
ثم عمل خادماً لدى المرأة التي جلبته إلى بريطانيا، والتي كانت تعامله بقسوة، وقال السير مو إنه نجا من مأزقه الرهيب فقط بعد أن وثق في معلم التربية البدنية آلان واتكينسون، وتم وضعه بعد ذلك على اتصال بالخدمات الاجتماعية لينتقل للعيش مع والدة أحد أصدقائه في المدرسة، كينسي، وبقي هناك سبع سنوات، ثم ساعده معلمه في الحصول على الجنسية البريطانية.