حذر خبراء الصحة في بريطانيا من تفشي فيروس نورو المعروف بالقيء الشتوي، في ظل ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس بنسة 40% مقارنة بالأعوام الماضية، أي بزيادة أكثر من الضعف عن نفس الفترة من السنة قبل خمس سنوات.
وأبدى خبراء الصحة تخوفاً من الضغط الكبير الذي سيعاني منه نظام الرعاية الصحية بسبب ازدياد عدد الإصابات الذي يتزامن مع موجة الإنفلونزا الحالية، حيث أشارت وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى تضاعف معدلات الإصابة بالعدوى المعوية التي تسبب القيء والإسهال مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كورونا في هذا الوقت من السنة.
ونورو فيروس هو أحد أجناس عائلة الفيروسات الكأسية، يصيب الإنسان والأبقار والخنازير والفئران، وهذه الفيروسات مسؤولة عن حوالي 90% من حالات تفشي التهاب المعدة والأمعاء الفيروسية.
التقرير الذي نشرته وكالة الأمن الصحي أكد انتشار فيروس نورو بسهولة عبر الاتصال الوثيق بالشخص المصاب، أو عبر لمس الأشياء أو الأسطح التي لامسها الشخص المصاب، أو استهلاك الطعام والشراب الملوثين بالفيروس، لافتة إلى تشابه أعراض الإصابة بالفيروس مع أعراض الإصابة بكوفيد 19، من قشعريرة وحمى وصداع.
وبين التقرير أن عدة عوامل من المرجح أنها ساهمت بالنشاط غير المعتاد لفيروس نورو الذي نشهده هذا الموسم، منها التغيرات التي طرأت على مناعة السكان بعد جائحة كورونا، وتغييرات في قدرات الاختبار التشخيصي، وفي التأخر بإبلاغ الجهات الصحية بظهور الأعراض، إضافة لظهور سلالات جديدة للفيروس لا يتمتع الأشخاص بعد بحصانة ضدها، خصوصاً وأن 17% من الحالات الحديثة التي تم تشخيصها في بريطانيا كانت بسبب سلالة ظهرت مؤخراً وتسمى G.II.17
ويتسبب الفيروس بدخول 12 ألف بريطاني المشفى بشكل سنوي، وتتمثل الأعراض العامة للإصابة بفيروس نورو بالقيء والإسهال الشديد وآلام بالمعدة وتشنجات بطنية وارتفاع درجة الحرارة وصداع وآلام بالأطراف وشعور بالخمول، وعادة ما تستمر هذه الأعراض من يوم إلى ثلاثة أيام، وتظهر خلال 12-48 ساعة من العدوى الأولية.
وتشكل طبيعة الملابس المسامية بيئة مناسبة لاحتضان فيروس نورو لمدة تصل إلى شهر، وهو ما يدفع خبراء الصحة للتشديد باستمرار على غسل وتجفيف الملابس باستخدام منظفات الغسيل بدرجات حرارة عالية لا تقل عن 60 درجة مئوية، وتنظيف الغسالة لمرة واحدة على الأقل شهرياً من خلال تشغيل دورة غسيل فارغة بالماء الساخن والمبيض، وعدم الاكتفاء بمطهرات اليد لعدم قدرتها على القضاء على جميع أنواع الجراثيم التي تسبب العدوى، مع الحرص الدائم على ثقافة غسل اليدين، خصوصاً عند الأطفال، وتنظيف الأسطح بانتظام.
وعادة ما يتعافى القسم الأكبر من الأشخاص المصابين بفيروس نورو دون الحاجة لتدخل طبي، لكن مع تفاقم الأعراض لدى بعض الأشخاص، لا سيما الأطفال الصغار والأكبر سناً والمصابين بضعف الجهاز المناعي أو أمراض أخرى أو النساء الحوامل، فقد يحتاجون دخول المشفى للحصول على العلاج المناسب لفقدان السوائل الذي يتسبب به الفيروس، ومن هنا يؤكد الأطباء على أنه لا يمكن علاج النوروفيروس بالمضادات الحيوية، لأن المضادات الحيوية تعمل على محاربة البكتيريا وليس الفيروسات.
وينصح الأطباء المصابين بـ فيروس نورو الإكثار من شرب الماء والسوائل لتجنب جفاف الجسم، والحرص على تناول الوجبات الخفيفة لتجنب إرباك المعدة أكثر، وتناول كميات صغيرة من الأطعمة سهلة الهضم مثل الخبز المحمص والبسكويت، والامتناع عن تحضير الطعام طيلة فترة ظهور الأعراض وحتى يومين من زوالها، وتجنب تناول اللحم النيء أو الحليب الخام أو الأطعمة القابلة للتلف المتروكة لأكثر من ساعتين خارج الثلاجة، مع الحرص على غسل الخضار والفاكهة بشكل جيّد، والامتناع عن إعطاء الأطفال المصابين المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة لتجنب تفاقم الإسهال لديهم.
وكالة الأمن الصحي البريطاني أكدت أن تفشي المرض شائع في الأماكن التي يكون فيها الأفراد على اتصال وثيق مثل المستشفيات ودور الرعاية والمدارس ودور الحضانة، وعلى الرغم من أن النوروفيروس ينتشر بسهولة، إلا أن اتخاذ الاحتياطات يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة به هذا الشتاء، خصوصاً لجهة عدم الخروج من المنزل لمدة يومين من ظهور الأعراض، وممارسة النظافة الجيدة وتجنب الاتصال بالآخرين أثناء الإصابة بالعدوى.