استطاعت الجاليات المسلمة في بريطانيا تخطي العديد من الصعوبات التي واجهتها على مدار العقود الماضية، ومن بين الجهود التي بذلها المستثمرون العمل على خلق بيئة داعمة لاندماج المسلمين في بريطانيا، كإنشاء محلات لبيع المنتجات الإسلامية، والتي تحافظ على خصوصية المسلمين وتضمن لهم متابعة حياتهم وعاداتهم الخاصة.
لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فمع التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم أصبحت المواكبة حاجة ملحة، فظهرت مجموعة من متاجر البيع الإلكتروني المتخصصة بتوفير المنتجات الإسلامية، مثل متجر “سفر لندن” (Safar London)، والذي يقدم لزبائنه تجربة إسلامية تتصف بالرقة والروحانية، من خلال مجموعة من الهدايا التذكارية التي تؤكد على أهمية ممارسة الطقوس الإسلامية وتبعث على الروحانية عند النظر إليها.
وتعمل متاجر سفر لندن على الدخول إلى تفاصيل الروتين اليومي لزبائنها وعكسه بطريقة إسلامية، ما يمنحهم القدرة على خلق التوزان المطلوب بين العيش في مجتمع متحضر وممارسة الإيمان، ومن المنتجات التي يوفرها المتجر مجموعة خاصة بشهر رمضان وفيها كل ما يمكن أن يلزم الصائم كفرد أو عائلة.
ومن المنتجات الأخرى الأدوات المنزلية ذات النقوش، وأدوات التسبيح المتنوعة وبطاقات المعايدة الإسلامية، والأدوات المكتبية، وعدد غير محدود من الهدايا المغلفة والمعبأة بصناديق تحمل العلامة التجارية لسفر، وتتخذ جميعها الطابع الإسلامي، كما أنّ المتجر يوفر على الدوام ركناً للتخفيضات والتي تصل في أغلب الأوقات حتى الـ (30%).
ويعتمد القائمون على المتجر عند إعدادهم لمنتجاتهم على فلسفة أن يكون الشخص فخوراً بإيمانه وتسخيره كقوة إيجابية في التعاطي مع العالم من حوله، كل ذلك في سبيل دعم حضور الجالية المسلمة الواثق والمعتز بهويته، ولكن جهود هذا المتجر في تعزيز الثقافة والتعاملات الإسلامية لا تقف عند هذا الحد، بل هناك مجموعة من أنشطة المسؤولية الاجتماعية الداعمة، مثل حملات التبرع لتقديم خدمات الرعاية للصم المسلمين في المملكة المتحدة، وتشمل الخدمات المقدمة التعليم والاندماج عبر مجموعة من الأنشطة، إلى جانب جمع التبرعات لمنظمة “هيومان أبيل” (Human Appeal) غير الربحية والتي تدعم كفاح البشرية في مواجهة الفقر.
وهناك أيضاً محلات لبيع المنتجات الإسلامية، توفر إلى جانب منفذ البيع المباشر خدمة البيع الإلكتروني، مثل المتجر الإسلامي (The Islamic Shop) في مانشستر، والذي يقدم طائفة من المنتجات الثرية، التي تنقل مقتنيها إلى عالم من الروحانيات الشاملة، فهناك لوازم أساسية للصلاة، والحجابات وأغطية الرأس، وقبعات الصلاة الصوفية للرجال والأطفال، ولوازم البخور، وأنواع من التمور، ولوحات وعطور وكتاب القرآن الكريم، إلى جانب مجموعة من الهدايا والمجوهرات والعطور والملابس ذات الطابع الإسلامي والمحتشم، إلى جانب لوازم العناية بالجمال وعدد من الكتب التي قد تهم الزبائن.
ويفتتح المتجر الإسلامي أبوابه لاستقبال الطلبات الإلكترونية على مدار الأسبوع، بين الساعة التاسعة صباحاً والتاسعة مساءاً، ماعدا يومي السبت والأحد فهو من الساعة التاسعة والنصف وحتى الثامنة مساءاً فقط.
وفي ذات السياق عند البحث عن محلات لبيع المنتجات الإسلامية في بريطانيا من الصعب تخطي شركة “آمسنس” (Amsons) التي تأسست في العام 1999 في “برمنجهام”، لتصبح لاحقاً واحدة من أهم المتاجر الإسلامية في بريطانيا، مع ثلاثة أفرع ومتجر إلكتروني، يتيح خصم (10%) للعملاء الجدد وتوصيل مجاني لجميع الطلبات التي تتجاوز قيمتها الـ50 جنيه استرليني.
ويقدم المتجر لزبائنه تجربة تسوق فريدة من نوعها، من خلال مجموعة مختارة من المنتجات الإسلامية، والمخصصة للرجال والنساء والأطفال على حد سواء، إلى جانب منتجات التجميل والعطور الحلال، ومجموعة واسعة من الهدايا، ومنتجات العناية بالشعر والأسنان والبشرة وغيرها من المنتجات الصحية، بما يمنح العملاء تجربة تسوق إسلامية تتمتع بالفرادة والأصالة.
وتتوزع الأفرع الثلاثة لآمسنس في “برمنغهام سمول هيث” (BIRMINGHAM SMALL HEATH) وهو الفرع الرئيس، و”برمنغهام ألوم روك” (BIRMINGHAM ALUM ROCK)، والفرع الثالث في “برادفورد” (BRADFORD)، وجميعها تفتح أبوابها من التاسعة صباحاً وحتى الثامنة مساءاً يومياً ما عدا يوم الأحد فيتم الافتتاح في الساعة التاسعة والنصف، ويغلق فرع برمنغهام ألوم روك يومياً عند الساعة السابعة والنصف مساءاً، ويفتح أبوابه في الحادية عشرة صباحاً، وهي ميزة إضافية للعاملين والسكان في الجوار.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن هذه ليست المتاجر الإسلامية الوحيدة في بريطانيا، وهناك مجموعة من الخيارات الواسعة التي تعيد إنتاج نفسها يومياً.