مزارعو بريطانيا أبدوا تخوفهم من قلة الأمطار، حيث يعتبر هذا الربيع من أكثر الفصول جفافاً منذ أكثر من قرن بحسب مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا، من المتوقع استمرار هذا الطقس الجاف في مختلف أنحاء المملكة المتحدة تقريباً لمدة أسبوع على الأقل، وحسب ما صرحت به وكالة البيئة على الرغم من وجود خزانات للماء في الوقت الحالي بنسبة لا بأس فيها إلا أنه هناك خطر متوسط لحدوث جفاف في الصيف.
ومن المتوقع استمرار هذا الطقس الجاف على المدى القصير، حسب ما قالت نينا ريدج Nina Ridge مقدمة نشرة أخبار الطقس في محطة بي بي سي BBC station، حسب قولها: “يبدو أن الأيام السبعة المقبلة ستكون جافة، ولكن هناك علامات متزايدة على أن التيار سيتحرك جنوباً بحلول نهاية الاسبوع المقبل، وسنرى أنظمة الضغط المنخفض تجلب الأمطار في نهاية شهر مايو”.
مزارعو بريطانيا والقلق من الجفاف
حسب ما صرح المزارعون في كينت Kent إنهم سيواجهون انخفاضاً في المحاصيل في موسم الحصاد القادم بسبب الطقس الجاف بشكل استثنائي، حيث حذرت وكالة البيئة في مايو الماضي أنه على الرغم من عدم وجود جفاف في بريطانيا حالياً، إلا أنه هناك هطر متوسط لحدوث جفاف هذا الصيف.
حيث من المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة ربيعها الأكثر جفافاً منذ قرن، وقد كان شهر أبريل 2025 كثير السطوع و نادر الأمطار، ووفقاً لآندي بار Andy Bar أحد مزارعين قرية لينهام Lyneham، أن محاصيله لم تعد تحصل على ذات الأمطار منذ ثلاث إلى أربع أسابيع، كما أنه أعرب عن قلقه حيال نباتاته التي باتت أقل نمواً وأكثر بهتانناً، وأن موسم الذرة جاء مبكراً بفعل الحرارة وإن إنتاج هذا الموسم لا يكون متوقع إلا لبضع أسابيع من الآن.
وأضاف السيد بار بأنه يشعر بأن نباتاته تحت ضغط ولا يستطيع النبات لديه أن يمتص العناصر الغذائية التي يحتاج إليها وأنه سيموت هذا النبات عما قريب وعليه تخزين البذار.
اقرأ أيضاً: بريطانيا تحظر استيراد المواشي من ألمانيا, والسبب؟
الظروف الجافة وتغير المناخ
يرتبط الطقس الجاف لفترات طويلة بما يسمى ” الارتفاعات الحاجزة” barrier heights ويصبح نظام الطقس ذو ضغط عالي والعلماء غير موقنين بارتباط هذا النمط من الضغط العالي بتغير المناخ، ومن المرجح أن يتسبب الاحتباس الحراري في حدوث المزيد من الأحداث المناخية القاسية في مختلف أنحاء العالم.
وتشير بعض الدراسات المتعلقة بمناخ بريطانيا المستقبلي إلى فترات جفاف أطول وأكثر إضافة إلى فترات قليلة من المطر على أراضي المملكة المتحدة، ومن المحتمل أن يكون الشتاء أكثر رطوبة ودفئاً ما قد يؤدي لتفاقم عدة أشكال للجفاف منها الجفاف الهيدرولوجي أو الزراعي حسب مكتب الأرصاد الجوية البريطاني.
اقرأ أيضاً: مواجهة التغير المناخي وبريطانيا
حماية إمدادات المياه
شهدت بعض أجزاء من لندن الكبرى Greater London، وهامبشاير Hampshire، ومانشستر الكبرى Greater Manchester، ولانكشاير Lancashire، وبوركشاير Berkshire عشرين يوماً بلا قطرة من المطر، وعلى الرغم من هطول بعض الأمطار في أجزاء أخرى من بريطانيا فإنها تراكمت في شهر مايو وكانت أقل بكثير من المتوسط.
وقد شهدت مناطق مثل ويلز Wales وجنوب غرب إنكلترا هطول أمطار لا بأس بها منذ بداية الربيع في شهر مارس بعد غيابه عن تلك المناطق بشكل عام، ووفق تصريح لمكتب الأرصاد الجوية لبي بي سي نيوز ويذر BBC News Weather أنه مع تراكم متوسط هطول الأمطار في بريطانيا بمقدار 80 ملم فقط حتى هذا الربيع، مقارنة بالمتوسط 229 ملم فتواجه المملكة المتحدة أشد سنواتها جفافاً منذ أكثر من قرن إلى جانب الجفاف هناك وفرة كبيرة من أشعة الشمس حيث كان شهر أبريل الأكثر إشراقاً على الإطلاق في المملكة بعد ثالث أكثر شهر إشراق وهو مارس، وننوه إلى أن أشعة الشمس كانت أعلى من المتوسط في شهر مايو حتى الآن.
وفي تصريح للمجموعة الوطنية للجفاف بعد اجتماعها الأخير قالت إنه لا توجد مناطق تعاني من الجفاف الرسمي الآن لكن هناك خطر يقاس على أنه متوسط لحدوث الجفاف هذا الصيف في ظل غياب هطول الأمطار المستدامة.
كما حثت وكالة البيئة على بذل المزيد من الجهود لحماية امدادات المياه، وجلت آخر حالة جفاف كانت بها المملكة المتحدة في صيف عام 2022 وترافق ذلك مع حظر لخراطيم المياه لنحو 19 مليون عميل، وإذا ما أردنا المقارنة بين مستويات الخزانات في ربيع عام 2022 كانت أعلى بنحو 90% وهي ممتلئة مقارنة بنحو 80% هذا العام، وفيما يتعلق بالأمطار شهدت بريطانيا في ربيع عام 2022 حوالي 78% من الأمطار المتوقعة مقارنة ب 35% حتى الآن هذا العام.
ختاماً، قلق مزارعو بريطانيا حول قلة الأمطار هو قلق مشروع بسبب كثرة السطوع وظهور بعض علامات الجفاف. وفقاً للتصريحات الرسمية التي تنذر بجفاف قادم يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تأثر المزارعين والمحصول بتبعات الجفاف وتجنبه بأقل الخسائر.
اقرأ أيضاً: لمواجهة تغيرات المناخ.. السعودية وبريطانيا تدعمان مشروع الانتقال إلى الطاقة الخضراء