طغى العنف والقتل على معظم مسلسلات دراما رمضان الجاري التي تصل لنحو 40 مسلسلاً تعرض على الفضائيات المصرية، ولا يكاد يخلو عمل من جرائم القتل وحمل السلاح في أول أسبوع من رمضان.
ويقوم الفنان هاني سلامة في مسلسل “طاقة نور” بدور قاتل محترف ويقتل في الحلقة الأولى أكثر من 6 أشخاص بمفرده أثناء محاولته إنقاذ فتاة من الخطف.
وفي مسلسل “الحرباية” لهيفاء وهبي، يتم قتل خطيبها بطريقة بشعة، ومسلسل “كلبش” للمثل أمير كرارة يشهد ارتكاب جريمتي قتل لضابط ومجرم.
وتقع ضمن أحداث مسلسل “الحصان الأسود” للنجم أحمد السقا جريمتا قتل في الحلقة الأولى، وفي مسلسل “30 يوم” تقع جريمة قتل بشعة في أول حلقة، وتعرض الفنان ياسر جلال لمحاولة اغتيال مع أسرته، حيث قتلت زوجته وابنه بينما قتل هو 3 أشخاص.
وقال المخرج مجدي أبوعميرة، إن “مشاهد الدم والقتل في الحلقات الأولى لمسلسلات رمضان جاءت صادمة ومستفزة لمشاعر الجمهور”.
وأضاف : “هذه المشاهد انتقلت من السينما للدراما بشكل أكثر عنفًا دون مراعاة لحرمة البيوت وأخلاقيات الشهر الكريم وحياء الأسر”.
وتساءل: “هل يعقل أن تقع نحو 20 جريمة قتل بشكل بشع في أول يوم عرض؟” مؤكداً أن وجود تصنيف عمري على التتر لم يمنع متابعة الجمهور للأعمال الرمضانية وشعورهم بالاستياء، حيث هناك منافسة شرسة في القتل والعنف تحت مسمى التشويق والإثارة، على عكس الماضي حيث كانت تعرض أعمال نظيفة وخالية من العنف وكانت في قمة الإثارة والتشويق.
وأكد الناقد طارق الشناوي أن محاولات الاستحواذ على أكبر مساحة من المشاهدة والإعلانات وضعت صناع الدراما في نهم العنف والأكشن المبرر وغير المبرر، حتى من تخطوا بسنهم من النجوم مرحلة “الأكشن” مازالوا يلعبون هذه الأدوار لتكرار الصورة النمطية للبطل الذي لا يقهر ويقتل بالعشرات على طريقة الأفلام الهندية، مثل هاني سلامة والسقا وأمير كرارة ومصطفى شعبان وزاد عليهم “لمعي القط” أو محمد عادل إمام، حيث تفوق العنف والقتل والدم والسلاح على منطق الدراما، والنتيجة “أعمال لا تعيش”.
