مشروع قرار لمنع زواج الأقارب، هل ستوافق الحكومة عليه؟
تابعونا على:

منوعات

مشروع قرار لمنع زواج الأقارب، هل ستوافق الحكومة عليه؟

نشر

في

156 مشاهدة

مشروع قرار لمنع زواج الأقارب، هل ستوافق الحكومة عليه؟

يعود من جديد قانون يحظر زواج الأقارب في بريطانيا للمناقشة في مجلس العموم بعد طرحه من فترة من قبل النائب المحافظ ريتشارد هولدن Richard Holden ورفضه لأبعاد اجتماعية، وقال رئيس الحكومة السير كير ستارمر Keir Starmer أنه سيقف ضد هذا القانون.

وفي التفاصيل، قال رئيس الحكومة البريطانية ستارمر أنه سيقف ضد مشروع قرار يمنع زواج الأقارب الذي سيطرح للمناقشة الأسبوع القادم، وتعد هذه العادات متبعة في الكثير من مناطق المملكة المتحدة، وخصوصاً تلك التي يسكنها الباكستانيون، إذ أظهرت الدراسات أن أكثر الجنسيات زواج للأقارب هم من الجنسية الباكستانية، وتصل نسبة زواج الاقارب لديهم من 65 في المئة.

ويعود مشروع هذا القرار للنائب المحافظ ريتشارد هولدن الذي أكد أنه هناك مخاطر صحية كبيرة على الأجيال القادمة نتيجة زواج الأقارب، إذ تشير الدراسات أن خطر احتمال انتقال الأمراض الوراثية في زواج الأقارب يصل إلى 6 في المئة مقابل 3 في المئة في الزواج العادي، كما قدم هولدن أدلته لمنع هذا النمط من الزواج، أحدها أن نسبة الخطر على النساء تزداد في زواج الأقارب، كما يزيد خطر التشوهات الخلقية.

وفي نفس السياق اقترح النائب إقبال محمد أنه من الممكن التعامل بطريقة أكثر إيجابية مع هذا المشروع، كما يمكن تجنب مخاطر الزواج من أبناء العم عن طريق زيادة الفحوصات والاختبارات الجينية للمقبلين على الزواج.

وتعد برادفورد من أكبر مناطق تجمع الباكستانيين في بريطانيا، لذا كانت موضع بحث وتتبع من قبل الأطباء والباحثين، ووجدت الدراسة أن الزواج من أبناء العمومة قد تراجع كثيراً في تلك المنطقة نتيجة زيادة التعليم، وقوانين الهجرة الأكثر صرامة، والتغيرات في ديناميكيات الأسرة.

ووفقاً للإحصائيات، فقد بلغت نسبة زواج الأقارب 36 في المئة في دائرة برادفورد الشرقية وقرابة 17 في المئة في دائرة برادفورد الجنوبية، كما تشير النائبة عن حزب العمال ناز شاه أن أكثر من نصف السكان في دائرة برادفورد الغربية هم من الباكستانيين، كما تتوزع الجالية الباكستانية في برمنغهام، حيث تصل نسبتها إلى 40 في المئة.

وعلى الرغم من التخوفات بشأن العيوب الخلقية، فإنه قد يخلق أطفال بعيوب خلقية من زواج غير الأقرباء، بينما يأتي الأطفال من زواج الأقارب سليمين، والجدير بالذكر أن الأمراض والتشوهات التي قد يكون الأبناء من زواج أبناء العم عرضة لها هي تأخيرات في النمو واضطرابات جينية مستمرة، العمى، انخفاض الذكاء، شق الشفة، مشاكل في القلب التليف الكيسي، وحتى زيادة خطر وفاة الرضع.

كما أوضح الدكتور كيفين ميتشل Kevin Mitchell، أستاذ علم الوراثة في كلية ترينيتي Trinity أن الأقارب من الدرجة الأولى قد يتعرض أبناءهم لطفرات جينية أكثر من الزواج العادي، وأضاف: “معظم الطفرات الجينية التي تحدث في المجتمع عادة لا تسبب مشكلة إذا تزوج الأشخاص من خارج دوائرهم العائلية، لكن عندما يكون الزوجان أقارب تزداد فرص اجتماع الطفرات المسببة للأمراض في الأبناء”.

كما أكد الدكتور ميتشل أن هذه الطفرات الجينية قد تزداد حدة وظهور عبر الأجيال المتزاوجة زواج أقارب، لأنه يخف التنوع الجيني ويزداد التركيز على جينات معينة، وبالتالي قد ترتفع معدلات الأمراض الوراثية في مثل هذه الحالات بمعدل يصل إلى سبعة أو ثمانية أضعاف.

زواج الأقارب في الدول الأوروبية

تعد الدول الأوروبية من اكثر الدول انتشاراً للأمراض الوراثية بحسب الدكتور ميتشل، ويعود السبب في ذلك إلى قلة التنوع الجيني للأوروبيين مقارنة بإفريقيا، أو ما يعرف بـ”عنق الزجاجة السكاني” الذي حدث عند هجرة البشر القدماء من أفريقيا، وزواج الأقارب ليس ممنوعاً في معظم دول أوروبا إلا أنه غير مستحب، ويبقى القرار النهائي للبت في هذا القرار بيد النواب والمصوتين مع او ضد هذا النمط من الزيجات.

اقرأ أيضاً: استطلاع: ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا يدفع معظم الأزواج إلى تأجيل إنجاب الأطفال

X