مصنع النسيج في إدنبرة يتحول إلى معلم سياحي

مقترحات ومخططات عديدة تدعو لتحويل مصنع النسيج Tartan Weaving Mill، الواقع في قلب شارع Royal Mile في إدنبرة، إلى أحد أبرز معالم الجذب السياحي في المدينة، ففي الوقت الراهن، يقدم المصنع مجموعة متنوعة من التويد الاسكتلندي الفاخر، والكشمير الفخم، وصوف الحملان، إضافة إلى سلع وتذكارات مستوحاة من عالم هاري بوتر، ومن المؤكد أن هذه المنتجات ستجذب أعداداً كبيرة من السياح، ومع ذلك، يسعى المصنع إلى تعزيز جاذبيته واستقطاب المزيد من الزوار.

حصلت خطط تحويل المبنى الضخم المكون من خمسة طوابق على موافقة مجلس إدنبرة، هذا المبنى التاريخي الذي بُني في عام 1849، وتحوّل إلى شركة نسيج في المدينة القديمة عام 1995، الآن، تحظى مطحنة النسيج Tartan Weaving Mill، الواقعة في 555 Castlehill على شارع Royal Mile، بموافقة المجلس لتحويل غرضها الرئيسي من وحدة بيع بالتجزئة إلى مركز جذب سياحي ومركز تراثي.

يمتد مبنى مصنع النسيج على مساحة 3351 متر مربع، ويقع في موقع تاريخي بالغ الأهمية، يُصنف كمنشأة من الفئة B، وقد كان في السابق خزاناً للمدينة، وتتضمن المقترحات المعتمدة إنشاء متحف ومنشأة تعليمية تبرز أهمية المبنى كأول مصدر للمياه الجارية الذي يخدم مدينة إدنبرة، وأيضاً باعتباره آخر مصنع للنسيج في منطقة Royal Mile.

اقرأ أيضاً: المنازل المستدامة تحل أزمة الإسكان في إدنبرة

ولتسهيل هذه المعالم السياحية الجديدة، سيتطلب الأمر إجراء مجموعة من التعديلات على المبنى، أهمها إنشاء مدخل جديد للمشاة عند زاوية شارع رامساي وكاسل هيل، مزوداً ببوابات حديدية مصنوعة خصيصاً له.

وسيتضمن المستوى الثاني الجديد والمُحدَّث للمصنع معرضاً لـ “التنورة الاسكتلندية عبر العصور” وتوسعة لتجربة التصوير الفوتوغرافي الاسكتلندي، والتي تدعو الزوار إلى ارتداء الأزياء الاسكتلندية القديمة والتقاط الصور أمام خلفيات مرسومة يدوياً.

أما الطابق الثالث فسيحتوي على مقهى اسكتلندي وسوبر ماركت يختص بالأطعمة الاسكتلندية، كما ستُخصص ثماني وحدات بيع بالتجزئة صغيرة لتجار الفنون والحرف اليدوية المستقلين من أنحاء اسكتلندا، من أجل تعزيز المشهد الثقافي والفني للمدينة.

اقرأ أيضاً: أشهر 9 أماكن سياحية في إدنبرة.. تعرف عليها ولا تفوت زيارتها

وفي بيان توضيحي حول ما سيقدمه مبنى مصنع النسيج المجدَّد، أكدت شركة Tartan Weaving Mill: “من مستوى الشارع، لا يدرك الزائر المساحة الكبيرة التي يحتلها المبنى، إن توجيه الزوار حول الهيكل، بناءً على تصميمه الحالي المحدود والمعقد، يمثل تحدياً”.

وأضافت: “تركيزنا في العقد المقبل هو تعزيز تجربة الزوار داخل المبنى، مع توفير رؤية مستدامة تركز على التراث، نحن نهدف إلى الحفاظ على الأصول الثقافية وتأمينها، ليس فقط كمساحة ناجحة للبيع بالتجزئة، بل أيضاً كوجهة سياحية وتجربة تعليمية مهمة”.

وأكدت الشركة أن هذا الهدف سيتحقق من خلال إعادة تصور مصنع النسيج والمتحف، وإحياء تاريخ المياه في المبنى، مع تحسين تدفق الزوار لضمان تجربة ممتعة وسهلة الوصول، وحتى الآن لم يتم إخبار الزوار بقصة المبنى أو أهميته في تعزيز الصحة العامة والتنمية في المدينة عبر توفير خزان لإمدادات المياه النظيفة، وستسمح التعديلات المقترحة بإيصال هذه الرسالة مع الحد الأدنى من التغييرات على النسيج التاريخي للموقع.

وفي وثائق التخطيط، أوضح مقدم الطلب أن المقترحات تهدف إلى خلق تجربة متحفية وزائرية معاصرة، تحتفي بالتاريخ الغني للمبنى وأهميته للمدينة، إلى جانب تجربة البيع بالتجزئة المعروفة، وتبرز هذه المقترحات مجموعة من الفوائد المتعلقة بالحفاظ على المبنى.

وتابع: “عبّر المستثمرون والإدارة العليا والموظفون عن رغبتهم العميقة في رؤية هذا المبنى المدرج يصل إلى إمكاناته الكاملة، من خلال تحسين إمكانية الوصول إليه بشكل جذري، وهو أمر ضروري لاستدامته على المدى الطويل، إذ سيمكّن هذا التحسن المبنى من استقبال عدد متزايد من الزوار، وتنظيم تدفقهم بشكل أفضل داخل المساحة”.

ولفت مقدم الطلب، إلى أنّ رؤية وإمكانات مصنع النسيج Tartan Weaving Mill لن تتحقق بأكملها إلا من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى المبنى، وهو ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستدامة على المدى الطويل للمبنى والأعمال التجارية التي تحتضنها.

اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل مقاهي إدنبره لتناول الشوكولاتة الساخنة

لا بد من الإشارة إلى أنه حالياً يعمل مصنع النسيج 70 موظفاً بدوام كامل وجزئي، وستساهم الخطط الجديدة في زيادة هذا العدد إلى 120 موظفاً على الأقل، كما ستتيح المعالم السياحية الجديدة اكتشاف تجارب جذابة وفريدة، مثل التعرف على الاستخدام الأصلي للمبنى كخزان يوفر أول إمدادات للمياه النظيفة لمواطني مدينة إدنبرة القديمة، من خلال رسومات مميزة، وسيتعرف الزوار كذلك على الينابيع الأربعة وأنابيب المياه الخشبية التي كانت تأتي من جنوب المدينة.

جدير بالذكر أن كبير مسؤولي التخطيط في المجلس، ديفيد جيفان، كان قد وافق على طلب التخطيط في 22 أكتوبر، بعد أن تلقّى الطلب خمسة اعتراضات و37 مذكرة دعم عبر الإنترنت، وصرّح جيفان قائلاً: “إن المقترحات تتماشى مع طابع المنطقة المحيطة، ولن تؤدي إلى فقدان غير معقول للمرافق المجاورة، كما أنه لا توجد اعتبارات جوهرية تبرر رفض الاقتراح، لذا يوصى بقبول الطلب”.

اقرأ أيضاً: طالب يسافر بالطائرة من لندن إلى إدنبره عبر أربعة مدن لتجنب دفع أجرة القطار غالية الثمن