غالبًا ما يشعر محبو القهوة بوجود بعض الطقوس المهمة التي يجب أن تتناسب مع ذائقتهم، حتى إن كانت بسيطة.
وقد شكّلت هذه الاهتمامات مجموعة من أجمل المقاهي في العالم، التي حرصت على تلبية أذواق عشاق هذا المشروب مع لمسة سحرية.
تمتد رحلة أجمل المقاهي في العالم من كندا إلى الصين وفيتنام.
بعض هذه المقاهي حرص على تقديم قهوة ذات مذاق مختلف، بينما تمكنت أخرى من جذب عملائها عن طريق السفر عبر الزمن إلى أحد الأفلام الشهيرة أو محاكاة الطبيعة.
وللسعودية، بريادتها وتطورها المستمر، نصيب بين هذه المقاهي التي دخلت عالم الأرقام القياسية.
مقهى المساء هو نموذج فريد في عالم المقاهي حول العالم، حيث يقدم خدماته لتوفير أعلى مستوى من جودة القهوة، من كعكة التمر بنكهة عربية أصيلة إلى الخبز الفرنسي.
اقرأ ايضاً: 40 مليار ريال سعودي سنوياً قيمة هدر الطعام في السعودية
البدايات
تم إنشاء مقهى المساء عام 2000، وافتتح عام 2012.
في البداية، تم تشييد مقهى المساء من أجل شريحة معينة من السعوديين، وهي شريحة العملاء الذين يبحثون عن الهدوء والبعد عن الضوضاء، ويفضلون الطابع الرسمي.
على الرغم من أن هدف مقهى المساء الأولي كان استهداف طبقة العمال، إلا أنه خصص مكانًا واسعًا جدًا للمهتمين بالثقافة والفكر والفنانين.
موقع استراتيجي
يقع مقهى المساء في شارع الأمير محمد بن عبد العزيز، المعروف باسم شارع التحلية، على طريق الملك عبد الله، ويتميز بموقعه الاستراتيجي.
أما ما يميز المقهى فهو موقعه المتميز بين طريقين أساسيين في الرياض، هما طريق الملك فهد وطريق العروبة.
كما يتميز المقهى بإطلالته على أحد معالم الرياض المميزة، وهو “برج المملكة”.
اقرأ ايضاً: أفضل 12 مطعم حلال للسعوديين في بريطانيا
النشاط الثقافي
مقهى المساء في السعودية يختلف عن أي مقهى في العالم، خاصة لأنه يهتم بشكل كبير بالنشاط الثقافي.
وفقًا لما ورد في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، يخصص مقهى المساء مكانًا واسعًا لمحبي الثقافة والفكر، حيث يوجد داخل المقهى ما يزيد عن 1500 كتاب.
وبجانب ذلك، إذا كنت من محبي الفن التشكيلي السعودي أو من محبي الثقافة، فلا يوجد أمامك أنسب من مقهى المساء، خاصة لأنه يقوم بتنظيم الأمسيات الثقافية وورش العمل التدريبية بصورة مجانية.
ويضم مقهى المساء أيضًا مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الأصلية التي قام بها فنانون تشكيليون سعوديون، يتم عرضها داخل المقهى من أجل دعمها وجعلها تختلف عن أي مقهى آخر في العالم.
ولعل من أهم الأسباب التي جعلت موسوعة جينيس تُدرجه في الموسوعة العالمية للأرقام القياسية هو دعمه للثقافة والفن، بالإضافة إلى عرض أعمال الفنانين وتعريف الناس بهم.
يجذب مقهى المساء ما يزيد عن 1050 شخص في الساعة، مما يجعله فرصة كبيرة لعرض أعمال الفنانين داخل المقهى.
وبذلك، فإن مقهى المساء يُساهم في إنعاش الفن التشكيلي السعودي، من خلال توفير مساحة لعرض الأعمال الفنية ودعم الفنانين.
اقرأ ايضاً: كيف حققت السعودية تقدماً هائلاً في الساحة الاقتصادية العالمية؟
شخصيات ثقافية مرموقة
يرتاد العديد من الشخصيات المرموقة في السعودية من فنانين تشكيليين سعوديين ومدربين ومتخصصين مقهى المساء، وذلك من أجل إحياء النشاط الثقافي بها.
من أمثلة هؤلاء المدربين الدكتور تركي اليامي، مدرب معتمد في الكايزن والإتيكيت، الذي يقيم أمسية ثقافية كل مساء يوم الأحد، حيث يجتمع العديد من الأشخاص حوله ويلتقون منه العلم والثقافة.
كما ترتاده أيضًا المدربة والمستشارة السعودية أصبوحة مشاعل الإبراهيم يوم السبت في الصباح الباكر من أجل إقامة جلسات علاج بالتحفيز المتكامل، حيث ينتظرها العديد من الأشخاص في الصباح الباكر.
أما في مجال الفن، فإن من أهم الفنانين التشكيليين السعوديين الذين يأتون إلى مقهى المساء الفنان محمد رباط، والفنان فهد خليف، والفنان سعد الملحم، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة أخرى من الفنانين التشكيليين الذين يأتون بصورة مستمرة إلى المقهى.
المساء وموسوعة غينيس
قامت موسوعة غينيس للأرقام القياسية Guinness World Records بإدراج مقهى المساء في السعودية داخل الكتاب السنوي للموسوعة وذلك تحت عنوان “أكبر مقهى في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية للمكان”.
تستوعب المقهى 1050 شخصًا في الساعة الواحدة.