مكتبات إسلامية في بريطانيا
تابعونا على:

نمط الحياة

مكتبات إسلامية في بريطانيا

نشر

في

4 مشاهدة

مكتبات إسلامية في بريطانيا

يعتبر البحث عن مكتبات إسلامية في بريطانيا مهمة غير ميسرة على الكثيرين، ولكن بعض المكتبات تفوقت في خدماتها حتى ذاع صيتها وانتشرت لا سيما في أوساط الباحثين الإسلاميين الجادين، الذين يبحثون عن رصانة المعلومة وعمق ووثوق مصدرها، ولطالما حرص العرب على توثيق تراثهم العلمي والثقافي على الورق وضمن مخطوطات وكتب، ما أسهم في حفظ التراث الثقافي والفكري والعلمي الذي أنتجته الحضارة الإسلامية.

ومن بين المكتبات المتخصصة بالمخطوطات الإسلامية في بريطانيا والتي افتتحتها مؤسسة الفرقان في بريطانيا مكتبة لندن لتكون المعين للدارسين والباحثين في التراث الإسلامي لاسيما في مجال المخطوطات، وتضم المكتبة عدداً من المراجع والأدوات تسهل على الطلاب والأساتذة دراسة المخطوطات، إلى جانب قاعدة بيانات رقمية مفتوحة تتضمن قوائم بكنوز التراث الإسلامي المتوفرة في المكتبة مع تحديث مستمر للمعلومات عن المراجع والمخطوطات في جميع أنحاء العالم.

وتهدف المكتبة منذ إنشائها في العام 1990 إلى تشجيع الباحثين لخوض غمار البحث العلمي المتعلق بالمخطوطات في العمق ويكمن وراء هذه الدعوة توفيرها المصادر القيمة والمراجع النفيسة، ومكتبة شاملة جُمعت عناوينها من 106 دولة، البعض منها منشور وآخر غير منشور، ومن المواضيع المتواجدة، مقاصد الشريعة الإسلامية ومكتبة تخصصية بعدد من اللغات.

ويبلغ رصيد المكتبة من العناوين 11 ألفاً يقعون في 16 ألف مجلد، و1800 فهرس لمخطوطات إسلامية ضمن 2500 مجلد، من أكثر من 70 دولة، ضمن عناوين متنوعة تشمل على سبيل المثال لا الحصر الحديث والفقه والعلوم الإسلامية والفلسفة والطب والتاريخ والجغرافيا والهندسة المعمارية والفنون والآداب وغيرها الكثير.

أمّا لغات هذه المصادر فتتنوع بين العربية والفارسية والتركية واللغة الأوردية والسواحلية والغوجاراتية إلى جانب الروسية واللغات الأوروبية، وتستقر إلى جانب هذه المصادر مجموعة من المعاجم ذات اللغات المتعددة التي تساعد الباحث على الاستمرار بعملية جمعه للمعلومات دون أية عوائق لغوية أو زمنية فالمراجع تغطي الحقب الزمنية كافة.

مكتبات إسلامية في بريطانيا وفي ذات السياق هناك مكتبات إسلامية نشطت فكرتها مبكراً وتأخر تنفيذها مثل مكتبة الآغا خان في لندن والتي برزت كمقترح منذ العام 2008 ليتم افتتاحها في العام 2018، بوصفها مكتبة إسلامية ومعهداً لدراسة الحضارة الإسلامية يتبع للجامعة التي تحمل الاسم ذاته (AKU-ISMC) ومعهد الدراسات الإسماعيلية (IIS)، وتتخصص المكتبة المدمجة من قبل الجهتين في دعم الباحثين في ميادين الدراسات الإسلامية والمطلعين على ثقافاتها.

وتضم المكتبة البحثية حوالي 52 ألف مجلداً وتستقبل جميع الزوار والباحثين سواءاً كانوا تابعين لمؤسساتها التعليمية أم لا ضمن بيئة بحث مريحة وداعمة.

ومن المواضيع التي تشملها المكتبة، الفلسلفة والتاريخ، والفن والعمارة والعلوم الاجتماعية، والأدب والتعليم في العصور الإسلامية، إلى جانب تنفيذها لعدد من الدراسات الإسلامية في بحوث القرآن الكريم، واستعراض جوانب الحضارة الإسلامية في مختلف العصور، وتقديم مقارنات بين الماضي والحاضر، إلى جانب تخصيص جزء من اهتمامها البحثي للجاليات المسلمة حول العالم.

وتضم المكتبة عدداً من مجموعات الكتب النادرة والتي تتوفر عبر منصة إلكترونية فيها عناوين حوالي 1500 مخطوطة ومنشور غير مطبوعة، إلى جانب أرشيف ثري من الخرائط يوضح شكل وتوزع العالم الإسلامي على مر العصور.

ومن المكتبات الإسلامية المميزة في بريطانيا مكتبة دار الحكمة وتستقر في لندن، وكانت فتحت أبوابها للزوار منذ العام 1990، وتقدّم المكتبة بين الحين والآخر مجموعة من العروض والخصومات على الكتب، إضافة لمشاركتها في المعارض العربية والدولية مثل معرض أبو ظبي للكتاب ومعرض الدوحة.

وتتفرد مكتبة دار الحكمة من بين مكتبات إسلامية أخرى في بريطانيا بدورها المميز في نشر الثقافة العربية الوسطية الذي يعتبر حاجة أساسية للمسلمين في أوروبا، بغرض الاندماج وفي العالم العربي حتى لا ينشغل النشئ الجديد بقضايا التعصب، مع الالتزام بإنزال الدين مكانته المميزة في الحياة والمجتمع دون بلوغ مراحل متطرفة.

ويجتهد القائمون على الدار في طباعة ونشر الكتب وتوزيعها في أنحاء أوروبا كافة وكذلك العالم العربي، ويتم التعريف بكتب دار الحكمة من خلال المشاركة في معارض الكتب العربية والدولية، وتتميز الدار بتركيزها على الكتب التي قد تصب في محور اهتمام الشباب المسلم من أبناء الجاليات العربية وغيرها، ومن المواضيع التي تقدمها تعلم اللغة العربية قراءة وكتابة، وكتب حول المواضيع التاريخية والفكرية في العالم الإسلامي والتي عادة ما يكون جمهورها من الكتاب والمستشرقين.

وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن الهدف الرئيس لتواجد المكتبات الإسلامية في الدول الغربية يتفرع إلى شقين، الأول هو تقديم التراث الإسلامي وتثقيف أبناء الجاليات المسلمة، والثاني دعم الباحثين في مجال الدراسات الإسلامية على اختلاف مآكلهم ومشاربهم، لتعزيز الجانب الحضاري الذي لطالما تمتع به المسلمون على مر العصور.

X