هل يمكن التنبؤ بمستقبل الذكاء الاصطناعي؟
لايملك الانسان هذه القدرة الخارقة، ولكن يمكننا أن ندرس ونحلل الواقع ونتطلع إلى ما يحمله المستقبل.
كتب عدي حسن
شهدت روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدية عاماً حافلاً، ويبدو أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تقدماً أسرع لهذه التقنية، اللاعبان الرئيسيان الآن هما ChatGPT من OpenAI و Google Bard.
ولكن أيهما سيتصدر المشهد نهاية عام 2024؟
كيف تقارن روبوتات الذكاء الاصطناعي
فتح ChatGPT أبوابه أمام شبكة الانترنت في نوفمبر 2022، بينما لم يظهر Google Bard حتى مارس 2023.
بالرغم من دعم Google للذكاء الاصطناعي في منتجاتها منذ فترة طويلة، إلا أنه فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد كانت Google متأخرة بعض الشيء.
مع نهاية عام 2023، أعلنت OpenAI عن مجموعة من الميزات الجديدة لـ ChatGPT، بما في ذلك القدرة على إنشاء روبوتات مخصصة.
ولكن هناك فرق مهم هنا، لأن ChatGPT يحتوي على نسخة مجانية وأخرى مدفوعة الأجر هو Plus، بينما Bard مجاني بالكامل للجميع، ولكن هناك العديد من الميزات التي تميز ChatGPT عن Bard، بما في ذلك القدرة على تحليل ملفات PDF التي تم تحميلها، وبناء روبوتات مخصصة، وإنشاء صور ذكاء اصطناعي توليدية (عبر DALL-E).
جاء تحديث Bard الخاص بـ Google في أواخر عام 2023 في شكل Gemini، وهو نموذج الذكاء الاصطناعي المحسن الذي يَعِد بنتائج أسرع وأداء أفضل حتى من GPT-4 الذي يعمل على تشغيل ChatGPT Plus، كما قامت Google بربط Bard بكل تطبيقاتها الأخرى.
من حيث أساسيات توليد النص والرموز، أصبح كل من ChatGPT و Google Bard الآن في مستوى عالٍ، يستطيع كلاهما تحليل الصور كمدخلات، ويمكن لكلاهما الوصول إلى الانترنت للحصول على معلومات محدثة ولكن هذه الميزة حصرية لـ Plus في ChatGPT.
ما التالي في عام 2024؟
لايمكن التنبؤ بما سيحصل في عام 2024 لكن الاحتمال الأكبر أنه ستتضاعف سرعة استجابة نماذج الذكاء الاصطناعي، وستزيد دقة إجاباتها، وستكتسب قدرات إضافية – مثل القدرة على توليد صور ومعالجة المحتوى البصري.
لم تعلن كل من Google و OpenAI علناً عن خارطة طريق طويلة الأجل لبرامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لذلك لايمكن الجزم بشأن الميزات والوظائف الجديدة التي قد تظهر.
ما نعرفه فعلياً هو أن Google تعمل على مجموعة هائلة من منتجات الأجهزة والبرامج، وسوف يواصل Bard التوسّع والتكامل ضمنها جميعاً، وقد أُعلن بالفعل عن حصول Google Assistant على قدرات Bard الذكية في مرحلة ما من المستقبل، وإن لم يحدد الموعد بعد.
أما بالنسبة لـ OpenAI، فبعد بعض التغييرات الداخلية، فإن إطلاق متجر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاص بها سيتأخر حتى عام 2024، تمتلك Google بالفعل نظاماً متكاملاً يمكن لـ Bard الاندماج فيه، بينما تحاول OpenAI بناء نظامها الخاص بها.
اختيار الفائز
من الصعب التنبؤ أيهما، ChatGPT أم Google Bard، سيتربّع على عرش سباق روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدية بحلول نهاية عام 2024، لكن أفضل تخمين يمكن تقديمه هو أنهما سيزدهران بطرقٍ مختلفة.
من المرجح أن يشق ChatGPT طريقه إلى عدد أكبر من التطبيقات، والمواقع الإلكترونية، وخدمات الجهات الخارجية، بفضل نماذج GPT المخصصة ومتجر تطبيقات GPT، سيسعى الكثيرون لبناء أعمال مع هذا الذكاء الاصطناعي.
و استنادًا إلى عام 2023، فإن OpenAI تميل إلى التحرك بسرعة عندما يتعلق الأمر بإضافة ميزات جديدة، من المتوقع أن تحافظ على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي القابل للتوليد طوال عام 2024، وأن تقترب أكثر من بناء ذكاء اصطناعي ذكيّ يفوق الذكاء البشري.
أما Bard، فمن المتوقّع توسّعه من حيث الوصول إلى المزيد من المستخدمين عبر تطبيقات Google الحالية، هذه ميزة يتمتع بها Bard بلا شك، وتتيح له إمكانية تقديم تجربة أكثر تخصيصاً – على سبيل المثال، تكييف إجاباته بناءً على عمليات البحث على الانترنت، أو الأماكن التي زرتها، أو حتى طريقة كتابة رسائل البريد الإلكتروني.
إن المستفيد الحقيقي سيكون في النهاية نحن، المستخدمون – لأن السباق في مجال الذكاء الاصطناعي يبدو واعداً لدفع كلا المنصتين إلى آفاق جديدة على مدى الـ 12 شهراً القادمة، وربما لسنواتٍ عديدة بعد ذلك.