ساعات معدودة تفصلنا عن انطلاق فعاليات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، الذي سيقام لأول مرة في بلد عربي، وللمرة الثانية في قارة آسيا، والتي تسعى من خلاله الدولة المستضيفة قطر، إلى تقديم نسخة فريدة من المونديال تترك أثراً إيجابياً على قطر يتوافق مع تحقيق رؤيتها لعام 2030.
ومنذ اللحظات الأولى من فوز دولة قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بتاريخ 2 كانون الأول 2020، سخرت قطر إمكانيات مالية ضخمة لبناء وتشييد هياكل البنية التحتية اللازمة لإعادة بناء الدولة، فقد ضخت أكثر من 220 مليار دولار، في الاستعدادات للحظة انطلاق المونديال، وهي الميزانية الأعلى في تاريخ مسابقات كأس العالم قاطبة.
علماً بأن مبلغ الـ220 مليار دولار الذي ضخته قطر لم يكن مخصصاً فقط لتشييد ملاعب وغيرها من احتياجات كأس العالم، بل كان موجهاً لتمويل مشروعات البنية التحتية للدولة بالكامل من طرق ومواصلات وأنفاق وكباري وتشييد مترو الدوحة وتوسعات مطار حمد الدولي وغيرها.
ومع استعداد قطر لترحيب بما يقارب 1.7 مليون زائر، لحضور كأس العالم، فما الذي يمكن أن تتعلمه مطارات الدوحة من تعامل السعودية مع رحلات الحج؟ وهل الدوحة مستعدة للتحدي؟
كثف مطارا حمد والدوحة الدوليان من استعداداتهما؛ من أجل استقبال جماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث يشهد المطاران في الوقت الحالي تدفقا كبيرا في الرحلات القادمة من كافة أنحاء العالم، لمتابعة مباريات البطولة التي تبدأ يوم غد الأحد، علما بأن معدل حركة الإقلاع والهبوط وصل إلى 90 حركة في الساعة.
كما تم زيادة الطاقة الاستيعابية إلى نحو 100 حركة جوية في الساعة، وأصبحت المسارات الجوية القادمة والمغادرة إلى دولة قطر 17 مسارا منفصلة عن بعضها، من أجل تحقيق انسيابية أكثر في الحركة وضمان أكثر للسلامة.
و تتوقع الخطوط الجوية القطرية وحدها نقل 20000 شخص يومياً إلى المدينة، في الوقت الذي قدر فيه الفيفا أن يكون هناك 500000 زائر في البلاد في أكثر الأيام ازدحاماً.
وسيشكل التعامل مع العديد من المسافرين في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن تحديا لمطارات الدوحة، حيث سيتم استخدام كل من مطار حمد ومطار الدوحة الدولي الأقدم لهؤلاء الوافدين، فهل ستنجح قطر في هذا التحدي، إذا ما تم مقارنتها بالسعودية في موسم الحج فقط الذي يشهد أكثر من وصول مليوني زائر إلى البلاد، على الرغم من أن هذا العدد ارتفع إلى 3.16 مليون زائر في ذروته في عام 2012.
التعامل مع الحج
في عام 2019 أشارت السعودية إلى أنها استقبلت أكثر من 7.2 مليون حاج في المجموع، وصل 6.4 مليون منهم عن طريق الجو، وللتعامل مع هذا التدفق الجماعي السريع للناس، أصدر مطار جدة في عام 2007 تعليمات إلى شركة لبناء محطات مخصصة للحج، والي وصفت على أنها تقريباً مدن في حد ذاتها، بمساحة 90 كيلومترا مربعا (34 ميلا مربعا) من المساحة.
و يتضمن كل مبنى، 14 بوابة و 210 كاونترات للهجرة، تم إعدادها للتعامل مع سعة تصل إلى 13 مليون مسافر، ومنذ افتتاحها، استقبلت المحطة أكثر من 85 مليون مسافر، أي أكثر من جميع سكان ألمانيا.
التعلم من الأفضل
وعلى الرغم من أنه تم إعداد مطار حمد الدولي في الدوحة بشكل جيد للتعامل مع أعداد كبيرة من المسافرين، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية السنوية 29 مليون مسافر، ولكن هل هي مستعدة للتدفق الهائل من مشجعي كرة القدم المبتهجين الذين هم على وشك الظهور في قاعاتها؟ أم ستحتاج مطارات الدوحة إلى جميع الإيادي لمعالجة طلبات الوافدين وتجنب الطوابير الطويلة..!
العبور عبر جدة
على الرغم من أن كأس العالم يقام على بعد أكثر من 800 ميل من جدة، على الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية، يستعد مطار جدة لتدفق ركاب الترانزيت، وبالإضافة إلى شركات الطيران المحلية مثل طيران ناس وطيران أديل و السعودية، سترحب جدة بالقادمين من شركات الطيران الدولية، بما في ذلك الملكية الأردنية والخطوط الجوية الماليزية والتركية.
كما ستوفر بعض شركات الطيران أيضا رحلات ربط مباشرة إلى الدوحة، واعتباراً من يوم الأحد فصاعدا، ستقوم الخطوط السعودية بتشغيل خدمة متعددة المرات يوميا إلى الدوحة، لجذب الناس إلى الألعاب من جميع أنحاء العالم.
وفي الأسبوع الأول وحده، ستحلق الخطوط السعودية بين جدة والدوحة أكثر من 3000 مرة.
وفي 20 تشرين الثاني، سيتم تشغيل أربع رحلات تابعة للسعودية في تمام الساعة 09:45 صباحا و10:10 صباحا و16:05 ظهرا و16:35 مساء، لتصل إلى المطار صباحا وبعد الظهر.
وفي يوم 21 من الشهر الجاري، عشية المباراة الأولى للمملكة العربية السعودية، ستكون هناك ثماني رحلات مغادرة، وخلال البطولة، ستقوم الشركة بربط جدة بالدوحة بأربع رحلات أو أكثر يوميا.
جاهزية المطارات
من جانبه، أكد محمد فالح الهاجري المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني في قطر، أن منظومة الطيران المدني في الوقت الحالي في حالة استعداد تام للتعامل مع الزيادة الكبيرة المتوقعة لحركة النقل الجوي في الدولة خلال كأس العالم FIFA قطر 2022.
وأكد أن تحضيرات الهيئة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بدأت منذ لحظة الإعلان عن اختيار دولة قطر لاستضافة هذا الحدث الرياضي المهم، واعدا بتجربة سفر فريدة للزوار وجماهير المونديال تعكس مستوى الخدمات المميزة التي تقدمها منظومة الطيران المدني في الدولة، وتترك بصمة خاصة خلال هذه البطولة الاستثنائية
تأثر إيجابي
بشكل عام، إن التأثير الاقتصادي الإيجابي لهذا الحدث الكروي العالمي لا يقتصر على قطر فحسب، بل سيكون لجاراتها الخليجية أيضاً نصيب منه، فمن المتوقع أن تنتعش السياحة وترتفع نسب إشغال الفنادق في السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، وسلطنة عمان.