حوّل يوم الإثنين الماضي مدينة ليفربول Liverpool من الفرح الكبير إلى الحزن، فبعد أن احتشد الناس احتفالاً بالانتصار الكبير لنادي ليفربول الرياضي وتحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، اقتحمت سيارة خاصة الجموع البشرية لتلحق الأذى بعشرات المشجعين.
بحسب المعلومات التي قالتها الشرطة فقد أُصيب أكثر من 60 شخصاً، بينما لا يزال 11 منهم في المستشفى يوم الثلاثاء، هذا وألقت الشرطة القبض على السائق البالغ من العمر 53 عاماً للاشتباه في محاولته القتل، في حين قال أحد الشهود العيان وأحد مشجعي ليفربول آرون جونز Aaron Jones أنه كان من المخطط أن تكون هناك احتفالات ضخمة تشمل موكب الكؤوس، لكن التاريخ سيذكر هذا اليوم بطريقة حزينة.
في حين عبرت صفحة نادي ليفربول عن الصدمة التي يعيشها النادي بكافة كادره التدريبي، واستذكر النادي عبر بيان له كارثتين حلتا بالنادي ومشجعيه عبر مسيرته الرياضية الطويلة الممتدة على مدار 133 عاماً منذ إنشاءه، كما جاء في البيان أنه بالرغم من النجاحات الكبيرة لهذا النادي وتصنيفه كأكثر الفرق الرياضية للرجال تتويجاً في كرة القدم، إلا أن هذه النجاحات حملت معها ألم ومأساة.
اقرأ أيضاً: بعد التتويج بالدوي ال20، أهداف الموسم القادم لليفربول
حادثتان أثرتا في مسيرة نادي ليفربول
جاءت الحادثة الأولى في 29 مايو 1985 عندما لعب ليفربول ضد فريق يوفنتوس Juventus الإيطالي في نهائي كأس أوروبا على ملعب هيسل Hessel في بروكسل Brussels، وقبيل انطلاق المباراة اضطربت جماهير الفريقين، إلا أن ذروة هذه الاضطرابات كانت عندما توجه مشجعو ليفربول باتجاه جماهير يوفنتوس في المدرج المجاور مما أدى إلى فوضى كبيرة انتهت بدهس البعض واختناق بعضهم الأخر عند محاولتهم الهروب من العنف، لكن الطامة الكبرى حدثت عندما انهار الحائط مما أدى إلى مقتل 39 شخص 32 منهم من إيطاليا، وأربعة من بلجيكا، واثنان من فرنسا، وواحد من إيرلندا الشمالية، كما أُصيب 600 شخص.
وتبادل الطرفان الاتهامات إلا أنه في النهاية ألقي اللوم على مشجعي ليفربول إذ تم القبض على 26 منهم بتهمة القتل غير العمد، وأُدين 14 منهم وحُكم عليهم بالسجن لمدة 3 سنوات، بالإضافة إلى الحالة المتعبة لملعب هيسل، إذ يتسع ل 55000 ألف مشجع، لكن جدرانه ضعيفة وقابلة للسقوط في أي لحظة، ومدرجاته قديمة، وأسواره قابلة للانهيار، كما توجهت أصابع الاتهام إلى تقصير الشرطة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) في تنظيم الحدث الرياضي.
وحدثت حادثة الدهس بتوقيت غريب يصادف الذكرى الأربعين لهذه الحادثة غداً مع توقع الكشف عن نصب تذكاري يخلد ذكرى هذه الحادثة في أنفيلد Anfield، كما أظهرت الصفحة الرئيسية للنادي أمس شعاري يوفنتوس وليفربول فوق تاريخ المباراة والكلمات الإيطالية “in memoria e amicizia”، بمعنى “في الذاكرة والصداقة”.
أما الحادثة الثانية كانت بعد أربع سنوات من تورط مشجعي ليفربول بالحادثة السابقة، لكن هذه المرة في إنكلترا على أرض “ملعب هيلزبورو Hillsborough”، عندما أدى التدافع في مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين ليفربول ونوتنغهام فورست Nottingham Forest في هيلزبورو في شيفيلد Sheffield في 15 أبريل 1989 إلى وفاة 97 من مشجعي ليفربول.
وجاءت هذه الحادثة عندما سمح ل2000 شخص من مشجعي ليفربول بالنزول إلى خلف المرمى، مما أدى إلى نزول أعداد أكبر وتدخل الشرطة التي حاولت إبعاد المشجعين بطريقة وحشية باستخدام أدوات لمكافحة الشغب، كما تم دهس الكثيرون بينما تعرض آخرون للاختناق، وقد أدت هذه الفوضى إلى إيقاف المباراة بعد 6 دقائق من بدايتها.
وفي التحقيقات حاولت الشرطة إلقاء اللوم على مشجعي ليفربول ممن كانوا مخمورين أو لم يجدوا أماكن لهم، مستذكرةً بذلك حادثة ملعب هيسل، بينما توصلت نتائج التحقيقات الصادرة عن هيئة المحلفين عام 2016 أن الشرطة وخدمات الطوارئ مسؤولة عن كارثة هيلزبورو، وبرأت سلوك مشجعي ليفربول، قائلة إن الضحايا “قُتلوا بشكل غير قانوني”.
في النهاية، ما بين الحماس واللامسؤولية شعرة إن استطاع المشجعين من كافة الأندية التفريق بينها ستتجنب الحوادث السابقة، وستكون ذكريات الفوز بلا ألم أو حزن.
اقرأ أيضاً: ليفربول مهتم بالتوقيع مع واحد من أبرز لاعبي أتلتيكو مدريد!