الرياضيون العرب في إنكلترا: مسيرة ملهمة بدأت من الصفر ووصلت للعالمية
تابعونا على:

رياضة

الرياضيون العرب في إنكلترا: مسيرة ملهمة بدأت من الصفر ووصلت للعالمية

نشر

في

1٬000 مشاهدة

الرياضيون العرب في إنكلترا: مسيرة ملهمة بدأت من الصفر ووصلت للعالمية

“أرقام قياسية، ميداليات ذهبية، وبصمات لا تنسى أسست مسيرة نجاح بدأت من الصفر ووصلت للعالمية” هذا بالتحديد ما قدمه الرياضيون العرب في مسيرتهم الرياضية في إنكلترا، لينافسوا أهم اللاعبين العالميين بدايةً من سباقات المضمار والميدان وليس انتهاءً بكرة القدم والملاكمة.

 

كتب: عدي حسن

 

يرجح المحللون أن يكون أول الرياضيين العرب الذين تنافسوا في إنكلترا هم أولئك الذين جاؤوا للدراسة أو العمل في البلاد في أوائل القرن العشرين، حيث كان هناك عدد من الطلاب العرب الذين تنافسوا في ألعاب القوى والرياضات الأخرى في الجامعات البريطانية.
وفي فترة ما بعد الحرب، بدأ المزيد من الرياضيين العرب بالقدوم إلى إنكلترا للمنافسة، ويرجع ذلك جزئياً إلى العولمة المتزايدة للرياضة، فضلاً عن الروابط السياسية والاقتصادية المتنامية بين العالم العربي والغرب.

 

نجاح مبهر في كل الميادين
حقق الرياضيون العرب نجاحاً كبيراً في إنكلترا في سباقات المضمار والميدان، أشهر هؤلاء اللاعبين لاعب القوى الدولي البريطاني ذو الأصول الصومالية محمد فرح وهو بطل أولمبي في سباق 10.000 متر وبطل العالم في سباق 5000 متر وفاز في 4 أغسطس 2012 بالميدالية الذهبية في أولمبياد لندن 2012 بسباق 10.000 متر، وحقق العديد من الإنجازات الأخرى.

في الملاكمة، نجح المقاتلون العرب أيضاً، كان نسيم حميد أحد أكثر الملاكمين إثارة في التسعينيات، البريطاني من أصل يمني الذي حصل على عدة بطولات عالمية في وزن الريشة، حمل لقب بطل منظمة الملاكمة العالمية من 1995 إلى 2000، وبطل الاتحاد الدولي للملاكمة في عام 1997، وبطل المجلس العالمي للملاكمة من 1999 إلى 2000.

في كرة القدم، كان للاعبين العرب تأثير كبير أيضاً، في الدوري الإنكليزي الممتاز هناك عدد من النجوم العرب بمن فيهم المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الذي فاز بالحذاء الذهبي مرتين، الجزائري سعيد بن رحمة لاعب نادي ويستهام يونايتد، وهناك المغربي حكيم زياش والجزائري رياض محرز الذين انتقلا مؤخراً خارج الدوري، ومن بين لاعبي كرة القدم العرب الآخرين الذين يلعبون في إنجلترا نايف أكرد، أنس الزروري، ريان آيت نوري وحنبعل المجبري.

ألهم نجاح صلاح ومحرز جيلاً جديداً من لاعبي كرة القدم العرب، يحلم هؤلاء اللاعبون الآن بالسير على خطاهم واللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وسيكون من المثير رؤية ما يمكن أن يحققه الجيل القادم من اللاعبين العرب.

 

محمد صلاح.. فرعون مصر الملهم
“ملك مصر ومثال مواهبها الفذة، البطل القادم من شوارع مدينة بسيون ليتوج ملكاً على عرش الميرسيسايد”، يتجاوز محبو صلاح هذه العبارات ويعتبرون أنه يلهم جيلاً بأكمله يراه نموذجاً مشرفاً للرياضيين المصرين والعرب في العالم.

بدأ صلاح مسيرته الكروية في نادي اتحاد بسيون قبل أن ينضم ناشئًا إلى نادي المقاولون العرب عام 2006، في عام 2012 وبعد مستواه اللافت مع نادي المقاولون العرب، أتم بازل السويسري تعاقده مع صلاح في أبريل 2012 في الصفقة التي بلغت مليوني يورو بعد أن تابعه نادي بازل السويسري لبعض الوقت.

وقع محمد صلاح مع البلوز (تشيلسي) في 2014 قادماً من نادي بازل السويسري، وبالرغم من إظهار مهارة متميزة مع الفريق، إلا أنه لم يكن في التشكيلة الأساسية مطلقاً، حيث سجل هدفين فقط في 19 مباراة مع البلوز.
في مقابلة مع فرانس فوتبول، قال محمد صلاح إنه على الرغم من أنه لم يكن سعيداً لكونه على الهامش، إلا أنه كان لا يزال يعتقد أن الانضمام إلى تشيلسي كانت لحظة مهمة في حياته ومسيرته المهنية، والتي قرر فيما بعد إجراء بعض التغييرات في الخطة عندما ترك الدوري الإنجليزي وانتقل إلى الدوري الإيطالي -المصنف أقل من الدوري الإنجليزي في المستوى- حيث سجل لفريقه روما في النصف الثاني من الموسم 9 أهداف في 26 مباراة.
بعد ذلك، وقع صلاح مع نادي روما وفاز بجائزة أفضل لاعب عربي في عام 2016 في حفل توزيع جوائز غلوب سوكر بعد أن سجل 18 هدفاً لروما في عام 2016، ومن هنا كانت انطلاقته للعودة مرة أخرى إلى الدوري الإنكليزي ولكن هذه المرة كلاعب أساسي في صفوف نادي ليفربول.
لكن الحياة لم تكن دائماً بهذه السهولة بالنسبة للرجل الذي أصبح يُعرف باسم “ملك مصر” في منطقة ميرسيسايد. ولفهم كيف انتهى به الأمر كواحد من أكثر المهاجمين رعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز، يجب معرفة كيف كان يبكي بعد المباريات التي أهدر فيها فرصاً جيدة، وكيف كان يسافر لمدة ثلاث ساعات للوصول إلى جلسات التدريب وكيف آمن بما يقوم به واستعان بكبار المدربين في مصر وعبر أوروبا للمساعدة في توجيه رحلته.
تحدى صلاح نفسه و أمضى حياته في تجاوز حدوده، متلهفاً لتحقيق النجاح، والآن أصبحت أحلامه حقيقة، وسوف تلهم بلا شك الجيل القادم في مصر.

 

رياض محرز، محارب الصحراء الذي تربع على عرش بريطانيا
على الرغم من تجاهل الفرق لرياض محرز في كثير من الأحيان بسبب بنيته النحيلة، إلا أن مهارات محرز الفريدة قد لفتت الانتباه إليه حقاً.
بينما كان محرز يلعب مع فريق لوهافر الفرنسي، كان مدير الانتقالات في نادي ليستر سيتي الإنكليزي- ستيف والش-  يراقب زميله في الفريق ريان مينديز، ولكن بدلاً من ذلك أُعجب بأداء محرز، لم يسمع محرز قط عن فريق ليستر، بل حتى أنه في البداية افترض بأنه نادٍ للرغبي!

الرياضيون العرب في إنكلترا: مسيرة ملهمة بدأت من الصفر ووصلت للعالمية

كانت مُساهمة رياض في صعود ليستر سيتي إلى دوري الدرجة الأولى بلا شك إحدى أكثر الفصول أهمية في إحدى أعظم القصص التي رواها الدوري الإنكليزي الممتاز على الإطلاق، ليتوج هذا القصة رفقة فريقه بلقب الدوري الانكليزي الممتاز عام 2016 حيث اختارته رابطة الكرويين المحترفين في انكلترا وويلز كأفضل لاعب كرة قدم في انجلترا لموسم 2015/2016 وسجل محرز البالغ من العمر 25 عاما 17 هدفا تلك السنة.

بقي لمدة موسمين آخرين قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، على الرغم من الشكوك حول ما إذا كان قد يعاني من أجل اللعب مع الفريق الأول، فقد لعب دوراً رئيسياً في موسمه الأول حيث حقق السيتي 98 نقطة وأصبح أول فريق منذ مانشستر يونايتد في عام 2009 يحتفظ بلقب الدوري الإنكليزي المتاز، حيث قال بيب غوارديولا عنه ” رياض لاعب استثنائي بالنسبة للجودة والتمريرات وخاصة عقليته وعدوانيته في تسجيل الأهداف”.

 

نجاح صلاح ومحرز وغيرهم من لاعبي كرة القدم العرب في إنكلترا هي شهادة على موهبتهم وتفانيهم، لقد أظهروا أن اللاعبين العرب يمكنهم المنافسة على أعلى مستوى، وقد مهدوا الطريق للأجيال القادمة من لاعبي كرة القدم والرياضيين العرب.

أسس هؤلاء اللاعبون لمستقبل مشرق لكرة القدم العربية في إنكلترا، حيث يتزايد عدد اللاعبين العرب في الدوري الإنكليزي الممتاز باستمرار، وتتعالى أصوات نجاحاتهم وإنجازاتهم مع استمرار العالم العربي في النمو والتطور، ومن المرجح أن نرى المزيد من اللاعبين العرب يتنافسون في إنكلترا في السنوات القادمة.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X