نمط الحياة في بريطانيا بين السلبي والإيجابي| أرابيسك لندن-بريطانيا
تابعونا على:

نمط الحياة

نمط الحياة في بريطانيا بين السلبي والإيجابي

نشر

في

242 مشاهدة

نمط الحياة في بريطانيا بين السلبي والإيجابي

الحياة في بريطانيا لها طابع مختلف من حيث الامتزاج والتنوع بين الجوانب الإيجابية والسلبية. المدن الكبرى مثل لندن-London تجذب الناس لتنوعها الثقافي وفرص العمل، مع أنها تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة والازدحام. يتمتع الريف البريطاني بالهدوء والجمال الطبيعي، ولكن هناك بعض المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الكافية.

من حيث الصحة، نظام الرعاية الصحية مجاني ولكنه يتعرض لضغوط شديدة، لكن التعليم يتمتع بجودة جيدة على الرغم من تكاليفه المرتفعة في بعض الأحيان. الحياة الاجتماعية مليئة بالأنشطة، لكن العزلة الاجتماعية لا تزال تشكل تحدياً بالنسبة للبعض. لكن الحياة في بريطانيا تبقى متوازنة، مليئة بالتحديات والمزايا.

طبيعة الحياة في بريطانيا

تتمتع بريطانيا بمستويات تتسم بأنها جيدة  في العديد من مؤشرات الرفاهية مقارنة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. فمتوسط الدخل السنوي للأسر يبلغ 33,049 دولاراً، وهو أعلى من المعدل العالمي. كما أن 75% من البالغين يعملون بوظائف مدفوعة الأجر، مع تفوق بسيط للرجال (79%) على النساء (72%). في التعليم، 82% من البالغين حاصلون على شهادة ثانوية، بينما يحقق الطلاب نتائج أعلى من المتوسط في الاختبارات الدولية.

في الجانب الصحي، يبلغ متوسط العمر المتوقع 81 عاماً، مع تفاوت بين الجنسين (83 سنة للنساء مقابل 79 للرجال). ورغم انخفاض معدلات تلوث الهواء عن المتوسط العالمي، فإن الرضا عن جودة المياه أقل قليلاً.

على الصعيد الاجتماعي، 93% من البريطانيين يشعرون بوجود دعم اجتماعي حولهم. أما المشاركة المدنية فتبقى متوسطة، حيث شارك 59.8% في الانتخابات الأخيرة. بشكل عام، يقيم البريطانيون رضاهم عن الحياة بـ 6.8 من 10، وهو أعلى قليلاً من المتوسط العالمي، مما يعكس توازناً بين الإيجابيات والتحديات في الحياة اليومية.

اقرأ أيضاً: تعرف على طبيعة الحياة و مواقع الجذب الثقافي في المملكة المتحدة

تكلفة المعيشة في بريطانيا

المقيمون والوافدون في بريطانيا يواجهون تحديات كبيرة في مجال السكن، حيث بلغت أسعار العقارات مستويات قياسية بمتوسط سعر يصل إلى 271 ألف جنيه إسترليني للمنزل الواحد. ولندن والجنوب الشرقي بصدارة القائمة للمناطق الأكثر ارتفاعاً للتكلفة، هذا ما يجعل شراء المساكن ليس بالأمر السهل للكثيرين. ولا تقتصر المشكلة على الملكية فحسب، بل تمتد للإيجار، إذ شهدت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً أيضاً، رغم أن المناطق الريفية هي الخيار الأكثر اقتصاداً مقارنة بالمدن الكبرى، وإن كان ذلك على حساب زيادة فترة ونفقات التنقل.

تتفاقم هذه الصعوبات وسط تحذيرات الخبراء من زيادة متوقعة في تكاليف المعيشة تصل إلى356 باوند سنوياً للأسر الغنية، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة Resolution Foundation. الدراسة تكشف عن تباين كبير في التأثيرات الاقتصادية بين طبقات وشرائح المجتمع، حيث يتوقع أن يشهد أفقر 10% من العاملين انخفاضاً بنسبة 2% في دخولهم، بينما سينخفض دخل النصف الأعلى من أصحاب الدخل بنسبة 0,4%.

يوضح مايك بروير- Mike Brewer، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، أن تلك التغيرات تعكس سياسات حكومية تركز من خلالها على تحسين الخدمات العامة والعمل على زيادة الحد الأدنى للأجور، وهذا ينعكس بشكل أكبر وأكثر فائدة على الشرائح ذات المدخول القليل. في المقابل، تتحمل الأسر الغنية العبء الأكبر بسبب زيادة الضرائب مع محدودية الاستفادة من التحسينات في الخدمات العامة. هذه الديناميكية الاقتصادية المتشابكة تخلق واقعاً بتباينه يؤثر على أنماط معيشة مختلف شرائح المجتمع البريطاني.

اقرأ أيضاً: لندن في نوفمبر مدينة تنبض بالحياة

الحياة العملية في بريطانيا

تشهد بريطانيا تحولاً كبيراً في سوق العمل،37% من الموظفين يفكرون في تغيير مسارهم المهني هذا العام، وفقاً لدراسة حديثة. وترتفع هذه النسبة بين الشباب (25-34 سنة)، حيث يعرب 45% منهم عن رغبتهم في استكشاف فرص جديدة.

وتشمل الأسباب الرئيسية لهذا الاتجاه البحث عن قدر أكبر من مرونة العمل، وتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، والحاجة إلى معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة من خلال التحرك نحو وظائف ذات أجور أعلى. وتلعب الرغبة في تطوير المهارات، وخاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة الخضراء، دوراً هاماً أيضاً في هذه التحولات. ومن ناحية أخرى، تشهد بعض القطاعات، مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا، طلباً متزايداً على العمال، مما يفتح أبواباً جديدة لأولئك الذين يتطلعون إلى تغيير مسارهم المهني. ويظل التحدي الأكبر الذي يواجه أصحاب العمل يتمثل في التكيف مع هذه التغيرات من خلال تحسين ظروف العمل وتوفير فرص التدريب التي تلبي تطلعات الموظفين.

ختاماً، تتمتع بريطانيا بجودة حياة عالية. ولكن هناك تحديات مثل ارتفاع تكلفة المعيشة. إن مزاياها تفوق عيوبها بالنسبة لأولئك الذين يتكيفون مع وتيرتها السريعة.

اقرأ أيضاً: سوق العمل البريطاني 2025 .. المهن المطلوبة والجالية العربية

X