من المغالطات المشهورة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، أن معظم الجيل المتابع للدوري الإنجليزي يعتقد أن نادي نيوكاسل يونايتد ولد من اندماج نيوكاسل إيست ونيوكاسل ويست إند عام 1892، لكن كل المصادر المختصة بتأريخ الأندية الإنجليزية أقرت بأن ولادة النادي تعود إلى عام 1881 أي قبل عشرة أعوام من التاريخ المتداول.
ولد نيوكاسل يونايتد من مهد منطقة صناعية رائدة في شرق شمال إنجلترا وهي مدينة نيوكاسل التاريخية، واشتهرت هذه المدينة بتاريخها المليء ببناء السفن التجارية بحيث كانت المنطقة تعج بالسفن ذات الشراع العالية والمميزة، بالإضافة لأحواض التجارة بالفحم وأحواض بناء السفن أيضاً.
من “بيت الحلوى” ولد نيوكاسل يونايتد
بداية نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم لم تحمل ذات الاسم، بل يشير التاريخ أن النادي بدأ من اسم ستانلي إف سي Stanley FC. وتأسس النادي من رحم رياضة الكريكيت أيضاً، بعد أن كان مجموعة من الشبان الإنجليز يلعبون في نادي ستانلي للكريكيت وقرروا بعدها الاجتماع لتأسيس نادي كرة قدم، واجتمعوا في منزل توماس إلين Thomas Allen صانع الحلوى المشهور في تاريخ النادي والذي يتم تداول اسمه مع تعاقب الأجيال أيضاً بعد أن بدأت من منزله قصة ولادة واحد من أعرق أندية المملكة المتحدة.
خاض النادي أول مبارياته له على ملعب محلي مقابل شارع ستانلي الذي كان يحمل نفس اسم النادي في 26 نوفمبر 1881، كانت المباراة الأولى بمثابة بداية ممتازة للنادي المولود حديثاً، بعد أن انتهت بنتيجة 5-0 والباقي تاريخ عريق يعرفه كل محبي الفريق، غير النادي إسمه من ستانلي إف سي إلى أيست إيند East End وهو الاسم الذي يعد مفصلاً مهماً في تاريخ نيوكاسل، تنافس النادي في إيست إيند في الدوري الشمالي وكأس الاتحاد الإنجليزي أيضاً، كما فاز بقاعدة جماهيرية وفية وفاز ببعض الألقاب أيضاً كما أنه ضم بعض اللاعبين المميزين، وبعد مرور كل تلك السنوات، في عام 1892 كانت ولادة قصة جديدة، عندما انتقل أيست إيند (نيوكاسل يونايتد حالياً) إلى ملعب فارغ في وسط المدينة بعد أن أخلاه النادي الذي تم حله بسبب المشاكل المالية وهو ويست إيند West End، والملعب الجديد يحمل اسم، سانت جيمس بارك، وبدلاً من الخطوط السوداء والبيضاء التي يرتديها النادي حالياً، عرف في ذلك الوقت بارتداءه لقميص باللون الأحمر. وفي اجتماع عقد في التاسع من ديسمبر لعام 1892 تم اقتراح تغيير النادي ولم يؤخذ بالأمر حتى علم 1895 وأصبح اسم النادي “أيست إند نيوكاسل يونايتد” علماً أنه اتخذ قرار تغيير الألوان في عام 1894.
اقرأ ايضاً: أهم 5 معلومات عن مدينة نيوكاسل البريطانية لا تفوتها إذا كنت ترغب بالانتقال إليها
تاريخ نيوكاسل يونايتد مع الألقاب
توج نادي نيوكاسل يونايتد لأول مرة في تاريخه بلقب كأس الرابطة الإنجليزية عقب فوزه في النهائي على حامل اللقب ليفربول بهدفين مقابل هدف على ملعب ويمبلي التاريخي مساء الأحد الماضي، وبفوزه بهذا اللقب حقق الفريق أول لقب له من هذه البطولة، وأول لقب رسمي للفريق يعود للعام 1904 عندما حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
قصة لعنة الغجر وتخلص النادي منها
قبل 70 عاماً حدثت هذه اللعنة التي يتداولها مشجعو نيوكاسل يونايتد تاريخياً وتعد صفحة أساسية من صفحات تاريخ النادي، فكما ذكرت صحيفة ذا صن The Sun البريطانية نادي نيوكاسل يونايتد كان قد فاز بخمسة ألقاب محلية خاضها على ملعب ويمبلي في فترة خمسينات القرن الماضي، لكن الأمور لم تظل وردية بالنسبة للنادي وفريقه، فبعد فوزهم بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر سيتي بنتيجة 3-1، استقر بعض الغجر الرحل على أرض تدريبات الفريق ولم يسكت النادي عن حقه واجبرهم على الرحيل، لتحل لعنتهم على الفريق كما تذكر الأسطورة، ولم يفوزوا منذ تلك الأيام في أي نهائي على أرض ملعب ويمبلي، حتى أتى إيدي هاو وكسر اللعنة هذه وجلب لقب عام 2025 مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: مانشستر يونايتد يتطلع لتعزيز مركز الظهير الأيسر
الاستحواذ السعودي على نيوكاسل يونايتد
في أكتوبر من عام 2021، أُعلن عن صفقة مثيرة للجدل وغير مسبوقة في عالم كرة القدم، حيث استحوذت المملكة العربية السعودية، ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة، على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي. كانت هذه الصفقة بمثابة نقطة تحول كبيرة في تاريخ النادي الذي تأسس عام 1892، والذي عانى لسنوات طويلة من تراجع الأداء الرياضي والإداري تحت ملكية رجل الأعمال مايك آشلي.
بدأت القصة عندما أبدى صندوق الاستثمارات العامة، الذي يُعد أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، اهتماماً بشراء النادي. كانت الرغبة السعودية في دخول عالم كرة القدم الأوروبية واضحة، خاصة بعد نجاح استثمارات مماثلة في المنطقة مثل استحواذ قطر على باريس سان جيرمان. ومع ذلك، واجهت الصفقة عقبات كبيرة، أبرزها قضية القرصنة التلفزيونية التي اتُهمت زسائل إعلام مرتبطة بالمملكة بالوقوف خلفها، مما أثار حفيظة الاتحاد الإنجليزي والدوري الممتاز.
بعد مفاوضات طويلة ومعقدة، تمت الموافقة على الصفقة بقيمة تقارب 300 مليون جنيه إسترليني. وأصبح صندوق الاستثمارات العامة المالك الرئيسي للنادي بنسبة 80%، بينما اقتسمت النسبة المتبقية كل من شركة “بي سي بي كابيتال” و”روبن كابيتال“، وهما شركتان استثماريتان مقرهما المملكة المتحدة. وأعلن الصندوق أن الاستثمار في نيوكاسل يونايتد يأتي كجزء من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الصورة الدولية للبلاد.
بعد الاستحواذ، شهد النادي تغييرات جذرية على جميع المستويات. تم تعيين إدارة جديدة، وبدأت الاستثمارات الكبيرة في اللاعبين والبنية التحتية. كما تم تعيين المدرب إيدي هاو لقيادة الفريق، الذي بدأ يُظهر تحسناً ملحوظاً في الأداء. وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهتها الصفقة، إلا أن مشجعي نيوكاسل يونايتد استقبلوها بحماس كبير، حيث رأوا فيها فرصة لإعادة النادي إلى سابق عهده كواحد من أبرز الأندية الإنجليزية.
بهذه الصفقة، دخلت السعودية بقوة إلى عالم كرة القدم العالمي، مما أثار تساؤلات حول تأثير الاستثمارات السيادية على الرياضة، لكنها في الوقت نفسه فتحت صفحة جديدة لنيوكاسل يونايتد، الذي أصبح يحلم بالعودة إلى منصات التتويج والآن اقتطفت الإدارة أولى ثمار هذا العمل الناجح.
اقرأ ايضاً: خطة خفض الإنفاق تشعل حرباً سياسية في بريطانيا
اقرأ ايضاً: كيليان مبابي والصحوة المفاجئة: هل ينافس على الكرة الذهبية!
